مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

كارثة بيئية تهدد القليوبية: مقلب قمامة عشوائي يحرق المخلفات قرب المدارس ومحطة وقود

سعاد أحمد على

في وقت تكثف فيه الدولة جهودها لمواجهة موسم السحابة السوداء، يستغيث الأهالي بعدد كبير من قرى محافظة القليوبية بوزيرة البيئة ووزيرة التنمية المحلية الدكتورة منال عوض، مطالبين بتدخل عاجل لوقف الحرق المكشوف للمخلفات بمقلب عشوائي في منطقة الوقف بمدينة القناطر الخيرية، وسط تجاهل واضح من المجلس المحلي والجهات المعنية.

يقع هذا المقلب على أرض اشتراها أحد التجار منذ أشهر قليلة، حيث يقوم بجمع القمامة بكميات ضخمة تصل إلى تلال، ويعيد تدوير جزء منها، بينما يتخلص من البقية عبر حرقها في الهواء الطلق وعلى مرأى الجميع، رغم خطورة ذلك على الصحة العامة والبيئة.

موقع شديد الخطورة

تتضاعف خطورة المقلب لوقوعه عند تقاطع طريقين رئيسيين يربطان مدينة بنها ببقية مراكز القليوبية، وبالقرب من محطة وقود ومدرستين، ما يجعله «قنبلة موقوتة» تهدد حياة التلاميذ والسكان على السواء.

معاناة يومية للأهالي

يقول أحد سكان المنطقة: «أصبحنا نتنفس دخانًا سامًا طوال النهار، والأطفال والحوامل وكبار السن يعانون أمراضًا صدرية واختناقًا». وأشار آخر إلى أن الدخان يرفع نسبة الرطوبة ويستمر لساعات طويلة، مذكرًا بما حدث في مدينة شلقان حين تسبب مدفن قمامة سابق في زيادة أمراض الربو والصدر بين جيل التسعينيات.

قد يهمك ايضاً:

خلال جولتها التفقدية بمدينة شرم الشيخ

د. منال عوض  توجه بسرعة تفعيل  التحصيل الإلكتروني بمحمية رأس…

ويؤكد الأهالي أن صاحب المقلب يشعل النيران في أوقات حرجة مثل فترات صلاة الجمعة أو في ساعات الليل المتأخرة لتجنب الرقابة، فيما يردّد العاملون بالموقع على شكاوى المواطنين بعبارات مستفزة مثل: «صوروا زي ما أنتم عايزين.. محدش هيقدر علينا».

تحرك رسمي 

ورغم تواصل الأهالي ووسائل الإعلام مع مسؤولي جهاز تنظيم وإدارة المخلفات بوزارة البيئة، والذين قاموا بإخطار محافظة القليوبية لاتخاذ الإجراءات، إلا أن الوضع ازداد سوءًا بحسب الأهالي، مؤكدين استمرار الحرق اليومي دون أي ردع.

استغاثة قبل الكارثة

يطالب المواطنون بتدخل عاجل لإغلاق المقلب ونقل المخلفات إلى موقع آمن بعيد عن الكتل السكنية، خصوصًا مع قرب موسم المدارس وما يشكله الدخان من تهديد مباشر لصحة التلاميذ.

كما حذروا من إقامة محطة وسيطة لمعالجة القمامة على أرض زراعية مجاورة من أجود أنواع التربة، في مخالفة صريحة لاشتراطات اختيار مواقع المخلفات، والتي يجب أن تكون في الظهير الصحراوي بعيدًا عن المناطق السكنية والزراعية.

الأهالي يناشدون القيادة المحلية والبيئية: «أنقذونا من هذا الخطر قبل أن يتحول إلى كارثة صحية وبيئية يصعب السيطرة عليها».