مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

اللهم دبّر لنا أمورنا فإنّا لا نحسن التدبير

بقلم- وائل عكاز:

في عالم يموج بالتقلبات وتتداخل فيه المصالح وتتشابك فيه خيوط الحياة بين رغبات البشر ومطامعهم يظل اليقين بأن كل شيء بيد الله هو أعظم نعمة تستحق الحمد والشكر ولو لحظة تفكرنا كيف كانت ستصبح حياتنا إن كانت أقدارنا تُوزَّع بأهواء البشر ومقاييسهم المتقلبة عندها لكانت الحياة ساحة صراع دائم لا ينجو منها أحد ولأصبحت العلاقات قائمة على المصلحة والعطاء مشروطًا بالمنفعة والحياة بلا أمان.

 

لكن رحمة الله اقتضت أن تكون مقاليد أمورنا بيده وحده فهو العليم الذي يعلم ما في الصدور الخبير بما يصلح حالنا الرحيم الذي لا يظلم أحدًا ولا يغفل عن عبد من عباده وهذه الحقيقة العظيمة تمنح القلب راحةً وسلامًا داخليًا وتزرع في النفس يقينًا أن ما كتبه الله لنا خيرٌ مما نتمناه لأنفسنا ~كم من أمرٍ تمنّيناه بإلحاح ولو تحقق لكان فيه هلاكنا وكم من ابتلاء حسبناه شقاءً فإذا به بابُ رحمةٍ عظيمة ومنحةٌ تُخرجنا من الظلمات إلى النور هنا يدرك الإنسان معنى التفويض لله فيرفع أكف الدعاء ويقول بيقين

اللهم دبّر لنا أمورنا فإنّا لا نحسن التدبير

قد يهمك ايضاً:

بوجي… حين قال كفى

أحمد سلام يكتب” بدر عبد العاطي” المقاتل !

إن قول هذه الكلمات ليس مجرد دعاء عابر بل هو إعلان تسليم كامل لله وإقرار بعجزنا كبشر عن الإحاطة بكل شيء نحن نجهل ما يخبئه الغد ولا نعلم أين تكمن مصلحتنا الحقيقية لكننا على يقين أن الله يعلم ويرحم ويُدبّر وأنه أرحم بنا من أنفسنا

حين تتأمل في الكون من حولك ترى أن كل شيء يسير بقدر وأن يد الله هي التي تحفظك في لحظات ضعفك وتفتح لك أبوابًا حين تُغلق الدنيا في وجهك وتفويض أمورنا لله لا يعني التواكل وترك الأخذ بالأسباب بل هو السعي بكل ما نستطيع ثم ترك النتائج لمن بيده ملكوت كل شيء.

 

فلنحمد الله دائمًا وأبدًا أن أقدارنا ليست بيد بشر بل بيد الحكيم العادل الذي لا يخذل من توكل عليه ولنُردّد دائمًا في قلوبنا وألسنتنا.

 

اللهم دبّر لنا أمورنا فإنّا لا نحسن التدبير

فبذلك نعيش في معية الله ونمضي في حياتنا مطمئنين إلى حكمته ورحمته وعدله مهما تبدلت الأحوال وتعاقبت الأيام.

التعليقات مغلقة.