نميرة نجم: وقف الإبادة في غزة ونشر ثقافة التنوع أساس السلام الدولي

سعاد أحمد على

أكدت السفيرة نميرة نجم، مديرة المرصد الأفريقي للهجرة بالاتحاد الأفريقي وخبيرة القانون الدولي، أن اللحظة الراهنة تمثل اختبارًا حاسمًا للإنسانية، مشددة على أن قبول التنوع كان كفيلًا بأن يجنب العالم مشاهد الإبادة الجماعية في غزة، حيث يُقتنص الأطفال والرضع أو يموتون جوعًا بسبب حصار المساعدات الإنسانية.

وقالت نجم، في كلمتها أمام المنتدى الدولي للشباب من أجل التعددية الثقافية والسلام الذي تنظمه منظمة الإيسيسكو ومركز باكو الدولي للتعددية الثقافية في العاصمة الأذربيجانية باكو (22–27 أغسطس 2025)، إن واجب المجتمع الدولي والشباب معًا هو توحيد الجهود لوقف الحرب والتجويع ضد الشعب الفلسطيني، والعمل على ترسيخ التنوع العرقي والثقافي والديني كقوة دافعة نحو السلام والتعايش.

واستشهدت بقول الله تعالى: ﴿إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا﴾، مؤكدة أن التنوع مقصد إلهي يثري الإنسانية ويُلهمها. ونوهت بأن الشباب يحملون مفتاح نشر ثقافة المصالحة والتسامح، وبناء جسور بين الثقافات والأديان لتخفيف معاناة الحروب.

وانتقدت نجم الرؤية التي تروّج لـ”صدام الحضارات”، معتبرة أنها غذّت الصراعات ودمّرت التراث الإنساني المشترك، مؤكدة أن جميع الأديان الحقيقية تصون كرامة الإنسان وقدسية الحياة. وأشادت بالنموذج الأذربيجاني في التعددية المتجذر عبر قرون من التعايش بين أكثر من 20 مجموعة عرقية ودينية، وما رسخته الحكومة الأذربيجانية من سياسات تجعل التعددية الثقافية أيديولوجية للدولة.

كما أبرزت التجربة الأفريقية في إدارة التنوع كعامل للوحدة والثراء الاجتماعي ضمن أجندة الاتحاد الأفريقي 2063 “إفريقيا التي نريد”، مؤكدة أن الشباب الأفارقة سفراء للوئام والسلام، وأن المرصد الأفريقي للهجرة يعمل على دعم المهاجرين الشباب من خلال نشر المعلومات حول المسارات القانونية التي تحافظ على هويتهم الثقافية، باعتبار أن الهجرة المقترنة باحترام التنوع قادرة على إثراء المجتمعات.

وفي ختام كلمتها، أعادت نجم التأكيد على أولوية وقف الحرب والإبادة في غزة، واعتبار ثقافة التنوع المدخل الأساسي لبناء سلام دولي عادل ومستدام. وقالت:
“مع الشباب، سفراء السلام الحقيقيين، يمكننا أن نصنع مستقبلًا أكثر إشراقًا متجذرًا في قيم التنوع كقوة دافعة للتقدم الإنساني، فأنتم الأمل الحقيقي.. أنتم تملكون القدرة على إحداث تغيير يفوق ما أخفقت فيه منظمات كبرى في تحقيق السلام وإنهاء الحروب والإبادات.”