مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

بيشوي شولح.. لوحات بتتنفس على الجدران

 

 كتبت – مهرائيل مجدي : 

في زمن تتسارع فيه الخطى نحو الرقمي والتجريدي يخرج من قلب الإسكندرية فنان شاب يعيد إحياء الجدران بروح الماضي ولمسة الحاضر.

بيشوي شولح أحد الوجوه الواعدة في فن التصوير الجداري قرر أن يعيد تعريف العلاقة بين الإنسان والمساحات من خلال قطع فسيفسائية تنبض بالتفاصيل والحياة

بيشوي شولح، فنان تشكيلي شاب من الإسكندرية، كلية الفنون الجميلة – جامعة الإسكندرية، قسم التصوير الجداري. اختار أن يسلك طريقًا بصريًا فريدًا من خلال فن الموزاييك (الفسيفساء)، حيث وجد فيه الوسيلة المثلى للتعبير عن شغفه بالجدران والمساحات المفتوحة.

يقول بيشوي عن بداياته:

“رحلتي مع فن الموزاييك بدأت أثناء دراستي الجامعية، عندما اكتشفت سحر التفاصيل والدقة في هذا الفن العريق. شدني التفاعل بين الخامات، وكيف يمكن لتكوينات صغيرة من الزجاج، الحجارة، أو السيراميك أن تُبني مشهدًا كاملًا له روح وحضور.”

قد يهمك ايضاً:

يعتمد شولح في أعماله على رسم تخطيطي دقيق، يستلهم فيه من التراث المصري، الرموز الجدارية، والطبيعة من حوله. ثم يبدأ رحلة طويلة من تقطيع الخامات يدويًا بعناية فائقة، لتجتمع القطع الصغيرة في لوحة متكاملة تفيض بالحياة.

ما يميز أسلوبه هو الدمج بين الخلفية الأكاديمية في التصوير الجداري والروح التجريبية لفن الموزاييك، فيقول:

“أحب أن تحتوي أعمالي على طاقة بصرية واضحة، وتفاصيل تكشف نفسها كلما دقّقت النظر. أسعى دائمًا لتقديم هذا الفن العريق في قالب معاصر يلامس الناس.”

بيشوي شولح لا يرى الفسيفساء كفن زينة فقط، بل كوسيلة للتواصل البصري، ورسالة فنية تحمل روح التراث ونبض الحاضر.

وهكذا، لا يكتفي بيشوي شولح بوضع لمساته على الجدران، بل يضع بصمته على المشهد الفني المعاصر. بين كل قطعة فسيفساء وأخرى حكاية تُروى وتراث يُستعاد وفنان يُولد من جديد مع كل عمل

التعليقات مغلقة.