بقلم.. خالد عامر:
في ظل المأساة المتصاعدة التي يعيشها أهلينا في غزة المحاصَرة، والدماء التي تُراق بلا هوادة، تتساقط الأقنعة عن الجميع وتعلو الأصوات… بعضها صادق من رحم الميدان وهؤلاء لهم كل الإحترام والتقدير، وبعضها لا يتجاوز صداه قاعات المؤتمرات أو حسابات مواقع التواصل الإجتماعي وهؤلاء في أماكن بعيدة عن لهيب المعركة فلهم الخزي والعار.
دكتور خليل الحية، إن كنت مؤمنًا حقًا بالقضية كما تدّعي، فمكانك ليس في الدوحة بل في قلب غزة، حيث الأرواح التى تُسحق ووجع وحزن أهالي القطاع ممن فقدوا زويهم يعلو فوق الخطابات. كفى التنظير الآمن من قلب قطر، وهب نفسك وروحك لأجل غزة، فليس دمك أغلى من دماء أطفالها وشيوخها ونسائها.
فقطر.. الحليف الصامت والممول المتناقض في المواقف إذا كنت تملك صوتًا، فوجهه حيث يجب أن يُسمع فعلًا عن طريق الضغط على قطر لتعليق علاقتها مع إدارة ترامب، تلك الإدارة التي باركت آلة القتل في غزة دون أن يرف لها جفن طالب قطر بوقف تصدير الغاز مؤقتًا كأدنى درجات الاعتراض، بدلًا من تدفق المليارات القطرية والطائرات الخاصة كهدايا سياسية لمن إستباح دماء نساء وأطفال وشيوخ أهالي غزة.
ادعُ إلى إغلاق قاعدة العديد التي تورطت في إستهداف حلفائكم في محور المقاومة، بدلًا من الإكتفاء ببيانات التنديد..
طالب الرئيس التركي وهو الحليف الآخر لديكم ولأنك قريب أيضا من صانع القرار التركي، فلديك القدرة أن تطالب الرئيس أردوغان، إن كان صادقًا في دعمه أن يحرك أسطوله البحري من المتوسط لكسر الحصار الجائر عن غزة بالقوة، لا أن تظل التحركات محصورة في التصريحات الدبلوماسية التي لاتغني ولا تثمن من جوع.
سؤالى للمدعو خليل الحية إلى متى المزايدة من بعيد؟
المرحلة لا تحتمل خطابات ولا شعارات، بل تحتاج تحركات ملموسة، وقرارات جريئة، وتضحيات حقيقية. إما أن تكون في الصفوف الأمامية مع شعبك، أو أن تصمت احترامًا لدماء من يدفعون الثمن كل لحظة.
ولتعلم أن مصر، برغم كل التحديات، كانت ولا تزال اليد التي تدعم أهالي غزة بقوة تُفتح لإستقبال الجرحي ولا تغلق، والمعبر من الاتجاه المصري مفتوح ولم يُغلق، فمصر هي الدرع الذي يصدّ ولا تتراجع فمصر لم تلوّح بالبطولات من بعيد كما تفعل أنت، بل فتحت مستشفياتها وحدودها، واستقبلت الجرحى، وأدارت الملف الفلسطيني بأدوات احترافيه لتظل السيادة في يد الفلسطينيين، لا بعدسات الإستعراض
فمن أراد أن ينصر فلسطين، فليقف حيث تقف مصر في الميدان.. لا في التغريدات كما يفعل الآن المدعو خليل الحيه الذي اختبأ حين كان الناس يُدفنون أحياء تحت الأنقاض!
حفظ الله مصر حفظ الله الجيش