مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

حينما تحوّلت كرة القدم من شغف إلى مشروع تجاري

تقرير – رحاب أحمد :

“ابني هيتعب بس هيحقق حلمه”… جملة قالها ولي أمر وهو بيمضي استمارة اشتراك في أكاديمية كرة قدم خاصة.

مش عارف إن اللي بيبدأه مش طريق للاحتراف… بل دوامة من الاستغلال المالي والنفسي، باسم الموهبة والحلم الكبير.

في السنوات الأخيرة، انفجرت ظاهرة الأكاديميات الخاصة في كرة القدم، ورا كل ناصية تلاقي لافتة ووعد.

في تجارة بتستغل شغف الأطفال، وطموح الأهالي، من غير أي رقابة أو ضمانات.أولاً: سوق بلا رقابة.

الأكاديميات الخاصة – قانونيًا – ممكن تشتغل بإذن من اتحاد الكرة، أو كمراكز تدريب أهلية، أو حتى بدون أي تصريح.
بس على الأرض، مفيش أي رقابة فعلية على:

مين بيدرب؟

بيتدربوا على إيه؟

بيتدفع لهم كام؟

وبيوعدوا الناس بإيه؟

النتيجة؟
أكاديميات شغالة زي شركات التسويق الشبكي… توعدك بالنجومية، وتبيعلك “الوهم” بالقسط.

_بحسب مصدر داخل اتحاد الكرة، هناك أكثر من 1300 أكاديمية غير مرخصة بتشتغل في مصر، من غير أي إشراف فني أو إداري.

ثانيًا: الأسعار نار… والتدريب “فاضي”

متوسط الاشتراك الشهري: من 900 إلى 2500 جنيه.
رسوم إضافية لكل حاجة:

بطولات

تيشيرت

تصوير فيديو

تقييم شهري

امتحانات تأهيل!

ومفيش منهج تدريبي واضح… كل مدرب بيشتغل على مزاجه.

_في شهادات بتقول إن في أكاديميات بتطلب مبالغ علشان “تدخل الولد اختبار في نادٍ كبير”، وبعد الدفع؟ ولا بيحصل حاجة.

ثالثًا: المدرب مش دايمًا “كوتش”

بعض المدربين في الأكاديميات دي:

مش حاصلين على رخص تدريب

لا عندهم خلفية علمية

ولا حتى لعبوا في نادي قبل كده

قد يهمك ايضاً:

د
بيشتغلوا بالخبرة الذاتية أو لمجرد إنهم كانوا بيلعبوا في الشارع.
وده مش بس بيدمّر مستقبل الولد… ده بيعلمه غلط من البداية.

_الرخصة المعتمدة لتدريب الأطفال في مصر هي “C” من الكاف، أو ما يعادلها من الفيفا… وأغلب الأكاديميات مش بتشترط ده.

رابعًا: وهم الاحتراف والسفر

اللافتات بتقول: “فرصة للسفر – تجربة في إسبانيا – عقد خارجي مضمون!”
بس الحقيقة؟ مفيش ولا ورقة قانونية، ولا عقد رسمي، ولا جهة تضمن الكلام ده.

بعض الأكاديميات بتستغل السوشيال ميديا وتعمل فيديوهات للاعبين، وتقول إنها بتعرضها على أندية برة.
بس لما تسأل:

فين النادي؟

فين المراسلة؟

فين العقد؟

الرد بيكون: “اصبر، ده شغل طويل المدى.”

_خبراء تسويق رياضي قالوا إن 90٪ من الفيديوهات دي مش بتتوصل أصلًا لأي نادي… وبتتعمل بس عشان تقنع الأهالي يدفعوا أكتر.


خامسًا: شهادات حقيقية من داخل الأزمة

_ ولي أمر:

> “دفعت فوق 20 ألف جنيه في سنة واحدة، وفي الآخر قالولي ابنك موهبتوش مش كفاية. طب ما شفتوش ده من أول شهر؟”

 

_ لاعب سابق في أكاديمية:

> “كان المدرب يقولنا إن في كشافين هييجوا يتفرجوا علينا. لبسنا التيشيرتات وتصورنا، بس مفيش ولا حد جه. كان بيضحك علينا.”

_ مدرب سابق:

> “اشتغلت معاهم سنة، وسبت الشغل لما طلبوا مني أفضّل ولاد معينة علشان أهلهم بيدفعوا أكتر.”

سادسًا: إزاي تفرّق بين الأكاديمية الجادة والسبوبة؟

لو ابنك مهتم يلعب، خليك واعي، الأكاديمية المحترمة:

1. يكون عندها ترخيص موثق

2. المدرب حاصل على شهادة تدريب معتمدة

3. عندها منهج تدريبي موثق

4. ما تديكش وعود كبيرة من أول يوم

5. ما تطلبش منك تدفع علشان الولد “يلعب”

سابعًا: هل في حلول فعلية للأزمة؟

نعم، بس محتاجة رقابة وقوانين جديدة، الحلول المقترحة:

_ إصدار قانون لتنظيم عمل الأكاديميات الرياضية
_ اشتراط الحصول على رخصة تدريب معتمدة من الكاف أو الفيفا
_ تسجيل الأكاديميات إلكترونيًا في قاعدة بيانات رسمية
_ رقابة من وزارة الرياضة واتحاد الكرة
_حملات توعية للأهالي في المدارس والنوادي


_الحلم مش لعبة… والمستقبل محتاج رقابة

كرة القدم حلم ناس كتير، بس الحلم لما يتحوّل لسلعة بيتباع ويتشترى، بيتحول لكابوس.
لو الدولة مش هتراقب، يبقى على الأقل لازم الأهالي يصحوا…
لأن اللي بيدفع مش فلوس وبس… ده وقت، وجهد، وأمل…
وبيخلصوا على باب أكاديمية، بتشتغل سبوبة، مش ملعب.