مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

الزى المدرسي …فكرة خارج الصندوق

بقلم : سمية امين

بينما يبدأ العام الدراسي الجديد، يجد أولياء الأمور أنفسهم أمام أزمة تتكرر كل عام: الزى المدرسي. ليست الأزمة في ضرورة ارتدائه، بل في الطريقة التي يُفرض بها على الأسر المصرية، خاصة في محافظة القليوبية، حيث أصبح الزى المدرسي بابًا جديدًا من أبواب الاستنزاف المالي، بل والاستغلال في بعض الأحيان.

■ إجبار وتهديد مبطن

يشكو عدد كبير من أولياء الأمور من تعنت بعض مديري ومديرات المدارس، الذين يفرضون عليهم شراء الزى من محل بعينه أو تاجر محدد، بذريعة أن العطاء رسا عليه من خلال “الوحدة المنتجة”. ورغم الخامات وارتفاع الأسعار مقارنة بالسوق، إلا أن ولي الأمر لا يملك خيارًا، لأن التهديد موجود: “لازم ابنك يلبس زي زيه زي زمايله”.

في مشهد لا يخلو من الغرابة، تقول المديرية إن اجتماعًا لمجلس الأمناء في ست إدارات تعليمية هو من يحدد السعر، ثم تستكمل الإدارات الست الأخرى نفس الإجراء. وما بين تلك الاجتماعات، يُجبر ولي الأمر على شراء زى مدرسي قد لا يرضى به لا شكلاً ولا سعرًا، ومع ذلك، لا يُترك له بديل.

■ تساؤلات مشروعة .. وإجابات غائبة

قد يهمك ايضاً:

أحمد سلام يكتب إسرائيل في يونيو 2025

” الزوج القاسى والمستبد”

أين وزارة التربية والتعليم من كل هذا؟ أين دور الرقابة على هذه الصفقات؟ والأهم من ذلك: لماذا لا تستغل محافظة القليوبية الإمكانات الحقيقية الموجودة داخل مدارسها؟

العديد من المدارس الحكومية في القليوبية تحتوي بالفعل على ماكينات خياطة وتفصيل على أعلى مستوى، ولا توجد مثلها في مدارس أخرى بمحافظات الجمهورية. فلماذا لا يتم تفعيل هذه الماكينات لتصنيع الزى المدرسي محليًا، بخامات جيدة وأسعار منخفضة، كما فعلت محافظة دمياط من قبل؟

■ نموذج دمياط.. والذكرى الطيبة

يتذكر الكثيرون تجربة محافظة دمياط الناجحة، حين قرر وكيل الوزارة الراحل الأستاذ السيد الفيومي -رحمه الله- أن يرفع العبء عن كاهل أولياء الأمور، وفعّل مشروع تصنيع الزى داخل المدارس. لم تكن المبادرة مجرد قرار، بل كانت رؤية متكاملة تهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي وتوفير مصدر دخل للمدارس، وتخفيف الضغط المادي عن الأسر.

■ دعوة للمسؤولين بالقليوبية

نناشد السيد المهندس أيمن عطية، محافظ القليوبية، إصدار قرار عاجل لتفعيل تصنيع الزى المدرسي داخل المدارس الفنية أو المهنية بالمحافظة. كما نناشد الأستاذ مصطفى عبده، وكيل وزارة التربية والتعليم بالقليوبية، أن يفكر خارج الصندوق، ويحول ماكينات الخياطة إلى مشروع إنتاجي حقيقي يخدم العملية التعليمية وكرامة أولياء الأمور.

القليوبية تمتلك الإمكانيات.. وتحتاج فقط إلى قرار شجاع.