كتب_ أحمد مصطفي
اطلق المفكّر العربي الدكتور طلال أبوغزاله كتابه الجديد تحت عنوان “من الأمم المتحدة إلى الشعوب المتحدة”، في ظل عالم تتعالى فيه مؤشرات الاضطراب والتفكك، وتعلو فيه نُذر حرب عالمية ثالثة، في دعوة صريحة وجريئة لإجراء عملية إصلاح شاملة وإعادة هيكلة للأمم المتحدة، التي يرى أنها باتت غير قادرة على أداء الدور الذي أُنشئت من أجله قبل ثمانية عقود .
ويأتي اصدار هذا الكتاب الذي جاء في 15 مقالا وضع فيها المفكر خلاصة خبراته، في وقت يشهد فيه النظام الدولي اختلالًا عميقًا، حيث لم تعد الأمم المتحدة، قادرة على حفظ الأمن والسلم الدوليين، أو حماية حقوق الإنسان بعيدًا عن مصالح الدول الكبرى، أو ضمان قدر من العدالة في العلاقات بين الدول والشعوب .
ويؤكد الدكتور أبوغزاله، وهو من أبرز الشخصيات التي شغلت مواقع قيادية مؤثرة في الأمم المتحدة، أن الحاجة إلى إصلاح المنظمة لم تعد ترفًا فكريًا أو مطلبًا إصلاحيًا تقليديًا، بل أصبحت ضرورة حتمية لا تقبل التأجيل، خاصة في ظل” ويلات الحروب” التي تطارد الكرة الأرضية اليوم .
ويطرح أبوغزاله في كتابه الجديد رؤية متكاملة تقوم على ضرورة إعادة تعريف مفهوم الأمم المتحدة نفسها، لتصبح أقرب إلى منظمة “الشعوب المتحدة”، والتي من الواجب عليها أن تمثّل هموم الإنسان أينما كان، لا مصالح الدول الكبرى فقط. كما يدعو إلى استثمار الثورة التكنولوجية في إعادة إحياء دور المنظمة، من خلال آليات جديدة تضمن مشاركة الشعوب في القرار الدولي .
كما يعرض أبرز التحديات التي باتت تفوق قدرة الأمم المتحدة على التعامل معها بمنظومتها الحالية، بدءًا من النزاعات الإقليمية والدولية، مرورًا بالأزمات البيئية والصحية، وليس انتهاءً بالتغيرات التكنولوجية العميقة. ويحذر المفكر العربي أن النظام الدولي القائم مهدد بالانهيار .
ويثني الدكتور أبوغزاله على ما حققته الأمم المتحدة خلال ثمانين عامًا من إنجازات مهمة وأهداف نبيلة خدمت البشرية في مختلف أنحاء العالم، لكنه في الوقت ذاته، لا يغفل حقيقة أن العصر قد تغيّر، وأن المنظمة الأممية لم تعد قادرة، بصيغتها الراهنة، على مواكبة تحولات الواقع .
بهذا الكتاب، يقدم أبوغزاله خطة إصلاح ونداء عالمي إلى صناع القرار والمفكرين والنخب حول العالم، مفادها أن ساعة التغيير قد حانت.