عودة مقاول عمال “السخرة والترحيلة” للعمل بالمصانع .. يقتل براءة الأطفال ويخدش حياء النساء

أشرف الحداد :  

ما أشبه اليوم بالبارحة بعد عقود من الزمان من اختفاء ما يسمي بعمال الترحيلة والسخرة، أيام الإقطاع والرأسمالية، وبعد أن ظننا أنه قد انتهي زمن العبودية واستغلال النساء والرجال وقتل براءة الأطفال عن طريق مقاولين عمال “السخرة والترحيلة” وذلك بالعمل في أراضي الاقطاعيين من البشوات، واستغلال فقرهم المتقع واحتياجهم الشديد إلي العمل من أجل الحصول علي المال، وابتزازهم وخاصة النساء، كما جسدتها السينما المصرية بالأفلام القديمة.

واليوم ونحن علي أعتاب الألفية الثالثة ورغم أننا ظننا أنه قد انتهي زمن العبودية والسخرة، فوجئنا بعودتها مرة أخرى بل أسوء شراسة ومهانة وذل، بقتل براءة الأطفال وابتزاز النساء بتشغيلهم في المصانع عن طريق ما يسمي بمكاتب عمال المقاول، والذي يجتزأ نصف يومية العمال من عرقهم.  

يأتي ذلك بسبب ضعف ووهن الرجال الذين لا حول لهم ولا قوة لعدم قدرتهم النفقة علي أولادهن والعوز الذي ألم بهم، بالرغم من قيامهم بالعمل لأكثر من 16 ساعة يوميا دون كلل أو راحة، واستغلال أصحاب المصانع والمصالح الخاصة للظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يعيشها الشعب المصري.

فهل لليل أن ينجلي؟ برفع الظلم عن الأسر المصرية وتعيش حياة كريمة ينعم فيها الأطفال بطفولتهم وتجلس النساء تربي اولادهن تربية صحيحة، ويعود الأب للعمل بعزة وكرامة بدخل مادي محترم بعيدا عن الابتزاز والسخرة يحفظ له ماء وجهه ولا ينكسر أمام أولاده من أجل سلام اجتماعي يحفظ للمجتمع كرامته.