مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

انور ابو الخير يكتب : الصمت العربي

 

قد يهمك ايضاً:

قبول الآخر (المواطنة)

وما زلتُ بشرًا

أثبت الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة العربية المنعقدة ببغداد قوة مصر وريادتها وحديثه الصريح والجريء عن التهجير وعن أزمات ليبيا والسودان واليمن وسوريا بأن مصر دائما له الريادة في التصدر لمشكلات المنطقة العربية وهذا ما أثبته الرئيس السيسي للعالم
الرئيس السيسي والقمة العربية ببغداد حيث كانت تصريحات الرئيس السيسي جريئة بوقف إطلاق النار وعن رفض الدولة المصرية لإطلاق النار في غزة وسيادة الدولة الفلسطينية مما أثار الجدل وجعل مصر قوية في أعين العالم حتى لو نجحت إسرائيل في إبرام اتفاقيات تطبيع مع جميع الدول العربية فإن السلام الدائم والعادل والشامل في الشرق الأوسط سيظل بعيد المنال ما لم تقم الدولة الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية
فلم يعد في غزة ما يقصف سوى ما تبقى من أرواح تنزح من الموت إلي الموت لمدن بفلسطين كانت تعج بالحياة في يوم من الأيام باتت اليوم مقبرة مفتوحة حيث لا ملجأ ولا مستشفى ولا حي آمن كل شيء في غزة تحت القصف البشر للأطفال الرضع والأمهات الحوامل و العجائز المرضي حتى الأشجار لم تسلم من القذف وتحولت غزة إلى متاهة من الموت لا خروج منها ولا أمل وسط عالم عربي يراقب بصمت بارد ومنظمات دولية عاجزة عن قول الحقيقة أو ربما متواطئة بصمتها المتخاذل سبعة عشر شهرا من الإبادة المستمرة آلاف القتلى والجرحى وعائلات أُبيدت بالكامل وأحياء استوت بالأرض مدن تمحى أمام أعين العالم لم تعد هذه حربا بل جريمة إبادة مكتملة الأركان القاتل معروف والضحايا معروفون والمجتمع العربي والدولي اختار أن يكون شاهد زور والقانون الدولي أصبح عاجزا والمؤسسات الأممية فقدت تأثيرها ومجلس الأمن لا يصدر سوى بيانات جوفاء تجهضها واشنطن قبل أن تصل إلى الطاولة أما المحكمة الجنائية الدولية التي يفترض أن تحقق العدالة فتواجه تحديا صارخا مع انسحاب بعض الدول ومنح إسرائيل مزيدا من الغطاء لجرائمها
وتخاذل حكام العرب المهين في وجه الآلة الوحشية للكيان الصهيوني بوقفهم مكتوفي الأيدي حيال ما يحدث اليوم في غزة من قتل وتدمير وإذلال لشعبنا العربي الفلسطيني الذي يعاني الأمرين من جراء ما يحدث في غزة
هذا الذل غير المسبوق رافقه صمت لافت من قبل القادة العرب الذين لم يحركوا ساكناً ويكتفون في خطاباتهم الرنانة بالشجب والاستنكار وتقديم الهدايا بالمليارات للهمجي ترامب ودعمه ومساندته لهذا الكيان القاتل الظالم الذي يلاقي الدعم الكامل من قبل الولايات المتحدة الأميركية التي لم تبخل في إقامة جسر جوي مباشر لنقل الأسلحة والذخيرة والمعدات العسكرية للكيان الصهيوني فضلاً عن تحريك أكبر حاملة طائرات ترافقها مدمرات للتوجه إلى شواطئ فلسطين المحتلة بعد أن كانت متمركزة في أوكرانيا ولم يكتف العدو بدعم غير مسبوق من الولايات المتحدة بل إنه لاقى الدعم من بريطانيا وأوروبا مجتمعة التي أعلنت وقوفها إلى جانبه وما شاهدناه في غزة هاشم يثير في النفس كثيراً من الاشمئزاز وتأتيك أوروبا لتتحدث عن الحريات وحقوق الإنسان فيما الإنسان الفلسطيني يباد ويقتل في غزة ويسحق ويدمر منزله ويسوى بالأرض أي عدالة وأي حقوق إنسان
فما نشاهده اليوم من قبل العدو الغاشم من إجرام بإنه يلجأ إلى سياسة الأرض المحروقة باستخدامه كل أنواع الأسلحة المحرمة دولياً فضلاً عن سلاحه الجوي الذي أباد الأبنية السكنية بالكامل مع تطبيق حصار شامل لأهالي غزة بما فيها معبر رفح الذي يربط القطاع مع مصر
ما يواجهه الشعب العربي الفلسطيني في غزة يتساءل الجميع عن مقدار الدعم الذي بادر إلى تقديمه النظام العربي لنصرة ونجدة أهلنا في فلسطين وما يتعرضون له من حرب إبادة عبر الصواريخ والقنابل الموجهة
إنه وصمة عار في جبين النظام العربي الذي يقف موقفاً متفرجاً حيال هذه الصور المؤلمة ورغم ذلك فإرادة مقاتلي أهل غزة عالية لا تفتر برغم عدم تكافؤ معايير ما بين أيديهم من معدات وأسلحة ورغم ذلك عجز الكيان الصهيوني القذر بكل قوته عن المواجهة العسكرية وفي هذا الإطار أطلق الجيش الإسرائيلي عملية السيوف الحديدية ويواصل شن غارات مكثفة على مناطق عديدة في قطاع غزة الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون أوضاعاً معيشية يندى لها الجبين
ووسط هذا الجحيم تقف مصر بشعبها وجيشها وقيادتها وحدها في مواجهة الصمت العربي والدولي وتبذل كل ما في وسعها لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية التي يحتاجها سكان غزة للبقاء على قيد الحياة ولم يتوقف الرئيس عبد الفتاح السيسي عن محاولة فرض حل رغم العرقلة الإسرائيلية المستمرة مدرك أن الزمن ليس في صالح المدنيين العزل وأن كل يوم في هذه الحرب يعني مزيدا من القتل والدمار لكن حتى هذه الجهود تصطدم بحائط من التعنت الإسرائيلي الذي يراوغ يماطل ويواصل عدوانه وكأن غزة أرض بلا بشر
فالرئيس السيسي بجرأته جعل العالم يصغي وبحكمته رسم طريق الوحدة والعزة وأصبح السيسي اليوم ليس مجرد زعيم بل رمز الأمة التي لا تقهر قالتاريخ يكتب والسيسي يمسك القلم