أكد مجلس وزراء الصحة العرب بالإجماع على دعم ورعاية أربعة قرارات رئيسية تقدمت بها دولة فلسطين، وذلك خلال أعمال الدورة الثانية والستين للمجلس المنعقدة في جنيف على هامش أعمال جمعية الصحة العالمية في دورتها ال78.
هذه القرارت سيتم التصويت عليها خلال أعمال جمعية الصحية العالمية المنعقدة حالياً، وتشمل الحالة الصحية في الأرض الفلسطينية المحتلة، وتعيين مقرر خاص لمتابعة الأوضاع الصحية في فلسطين والجولان السوري المحتل، ورفع العلم الفلسطيني في منظمة الصحة العالمية، وانضمام دولة فلسطين إلى اللوائح الصحية الدولية.
وعبّر وزير الصحة د. ماجد أبو رمضان عن الشكر العميق للدول العربية الشقيقة على هذا الموقف الموحّد، مثمناً التبني الكامل للمطالب الفلسطينية، ومؤكداً أن هذه القرارات تمثل دعماً سياسياً وصحياً جوهرياً لصمود النظام الصحي الفلسطيني في وجه العدوان والحصار، وتعزز من الحضور الفلسطيني في المحافل الصحية الدولية، وتفتح الباب أمام تدخلات فاعلة لحماية صحة المواطن الفلسطيني وحقوقه الأساسية.
وشارك وزير الصحة د. ماجد أبو رمضان في الاجتماع، الذي حضره سفير دولة فلسطين لدى سويسرا د. إبراهيم خريشة، والمستشار رياض عواجة من بعثة فلسطين في جنيف، ورئيس وحدة التعاون الدولي أ. ماريا الأقرع، ورئيس وحدة التخطيط والسياسات الصحية أ. علا العكر، حيث استعرض الواقع الصحي الكارثي في فلسطين، خاصة في قطاع غزة، مؤكداً أن المنظومة الصحية تواجه انهياراً غير مسبوق بفعل العدوان الإسرائيلي المتواصل، والحصار الخانق، ونفاد الإمدادات الطبية، وتفشي الأمراض.
وفي كلمته، عبّر الوزير عن شكره لرئاسة الدورة على إدراج الحالة الصحية في فلسطين ضمن جدول الأعمال، مؤكداً أهمية الجلسة الخاصة بفلسطين في اجتماعات منظمة الصحة العالمية، ومثمناً الجهود العربية التي دعمت هذا التوجه.
كما شدد الوزير على ضرورة العمل العربي الجماعي لوقف العدوان الإسرائيلي الفوري، وضمان احترام الاتفاقيات الدولية ذات الصلة، وعلى رأسها اتفاقيات جنيف وبروتوكولاتها التي تحظر استهداف المدنيين والمنشآت الصحية، واستخدام الجوع كسلاح.
وأكد د. أبو رمضان على أهمية التحرك العاجل لإنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة والضفة الغربية، وتأمين دخول المساعدات الإنسانية والطبية، وإدانة الهجمات التي تطال المرافق الصحية والطواقم الطبية.
كما دعا إلى دعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، وحماية عملها، وتقديم الدعم الكامل لها، إلى جانب دعم إعادة إعمار القطاع الصحي، وتوفير الكوادر الطبية المؤهلة، وضمان تقديم العلاج للمرضى وتطوير برامج الصحة العامة.
وقال وزير الصحة إن قطاع غزة يواجه كارثة إنسانية وصحية غير مسبوقة، مشيراً إلى الحاجة الملحة لتدخل عربي عاجل وشامل لإنقاذ حياة آلاف المرضى وضمان استمرار الحد الأدنى من الخدمات الصحية.
وأظهر وزراء الصحة العرب في الاجتماع موقفاً عربياً موحداً وقوياً تجاه القضية الفلسطينية، حيث أكد المجتمعون تضامنهم الكامل مع الشعب الفلسطيني في ظل الكارثة الإنسانية والصحية غير المسبوقة التي يشهدها قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل.
وأجمعت الوفود على إدانة استهداف المنشآت الصحية والطواقم الطبية، والانهيار شبه الكامل للنظام الصحي في القطاع، وشددت على ضرورة التدخل العاجل لوقف العدوان، ورفع الحصار، وضمان دخول المساعدات الإنسانية والإمدادات الطبية، وتوفير الدعم اللازم لإعادة إعمار المنظومة الصحية الفلسطينية.
وأعربت الدول الأعضاء، وفي مقدمتها العراق ومصر، عن التزامها المستمر بتقديم الدعم والمساندة، ووجهت الدعوات لاستمرار حملات الإغاثة، كمبادرة “أغيثوا غزة”.
وشكر الوزراء الدول العربية التي قدمت المساعدات عبر معبر رفح، كما أكدت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية على أن دعم القطاع الصحي الفلسطيني بند ثابت في أجندة المجلس، داعية لتوفير كافة أشكال الدعم المادي والفني للقطاع الصحي المنهك.
وأشادت منظمة الصحة العالمية بالشراكة مع الجامعة العربية، مؤكدة ضرورة توسيع نطاق الدعم لفلسطين، والعمل على بناء نظم صحية شاملة وتعزيز الاستجابة للطوارئ.
ويعكس هذا التوافق العربي الواسع التزاماً جماعياً بحماية الحق في الصحة للشعب الفلسطيني، ويؤكد أهمية استمرار الجهود السياسية والإنسانية لوضع حد لمعاناته وضمان حقه في العلاج والرعاية الصحية الآمنة والمستدامة.