مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

تحليل “صلاة القلق” لمحمد سمير ندا في منتدى السرد العربي

كتب – د. صبري زمزم :

 

أقيم اليوم ملتقى السرد العربي مناقشة لرواية محمد سمير ندا “صلاة القلق” الفائزة بجائزة البوكر لعام ٢٠٢٥ .

 

وأدارت الندوة د.عزة عز الدين وناقشها الناقد د. أحمد صلاح هاشم والدكتور حسام عقل أستاذ النقد الأدبي بجامعة عين شمس. 

 

 في البداية طرحت د.عزة عز الدين السؤال : لماذا أنت عازف عن المشاركة في الندوات والحياة الأدبية العامة؟.

 

فأجاب محمد سمير ندا: لأنني لست اجتماعيا بطبعي، ولست من هواة المناسبات العامة والندوات وحفلات التوقيع.

 

كنت أتمنى أن أدرس الموسيقى ولكن أبي رفض فاضطررت لدخول كلية العلوم ولم أوفق فيها فانتقلت إلى كلية التجارة، وبعد التخرج أصبح لي هواية الكتابة بدأت بالخواطر ثم القصص ثم الرواية.  

 

أما عن خالتي الاجتماعية فمتزوج وعندي ولدان زياد وكريم وهما أول من توقعا فوزي بالجائزة حتى ولو لم يقرآ الرواية ولكن على سبيل التفاؤل والتشجيع، لم أكن متحمسا للتقديم إلى الجائزة بسبب استبعاد أن أفوز.، ولكني خضتها كتجربة فقط.

 

عشت حياتي كلها في الغربة وعرفت مصر من خلال حكايات والدي ووالدتي عن تاريخها وحاضرها ولم أعرفها حقيقة إلا في المرحلة الجامعية.

 

سبب العنوان صلاة القلق أن في الرواية شيخا يبتكر صلاة سماها صلاة القلق للقضاء على ما أصاب أهل القرية من قلق دائم، نتيجة خوض الحرب.

 

انا كلي ايمان بأن الأدب والفن يمكن أن يكون لهما دور إصلاحي في المجتمع، مثل فيلم جعلوني مجرما وأريد حلا وأخيرا لام شمسية فبعض القضايا تفجرت وغيرت قوانين أو غيرت وجهة نظر المجتمع.

 

وما قرأته أب شرعي لكل ما كتبت لأنني في أساس شخص قارئ نهم مهتم جدا بالأدب المصري والعربي، وإثراء المعجم اللغوي لي لا يكون إلا عن طريق القراءة.

 

قد يهمك ايضاً:

من البردي الأخضر إلى الفن الخالد”: مبادرة تاريخية…

نجوى كرم: “زين الزين” تحصد الملايين

السلبيات التي واجهتني بعد الفوز بالجائزة أن هناك أناسا أزعجها أن فزت فشوهوني واتهموني بالعمالة وشتموني بالأب وحرضوا علي الجهات الأمنية، وأزعم أنهم لم يقرأوا الرواية واتهموا أبي بالهروب من مصر ولكنه في الحقيقة سافر يبحث عن الرزق كغيره في بلاد الخليج، بعد أن أغلقت في وجهه نوافذ الكتابة.

 

أما د.أحمد صلاح هاشم فقال إن صلاة القلق ضد القلق الذي نعيش فيه بالمنطقة العربية وعندما تقرؤها تأكد أنك ستدلف إلى جو مقلق وأنه من الطبيعي أن تلجأ إلى الصلاة للتخلص من القلق.

 

الرواية به ثماني شخصيات تمثل الجهات الأصلية والفرعية، ولكل شخصية صفاتها الفزيقية المميزة لها إضافة إلى شخصيتي عبدالحكيم والشخصيات الأساسية قدمها بصفاتها بالمهن المنتسبين إليها: النجار والنساج والدباغ تحكم فيهم شخص ضعيف وهناك نوح النحال وعاطف الكلاف

دلالة نوح النحال له دلالة تركه ابنه وإن كان مجبرا، مثلما ترك نوحا ابنه ليلقى مصيره، مرة بنت الدباغ جسمها نما وتوقف عقلها ويظن أن أباها تحرش بها، شخصية محجوب النجار يمثل شخصية أقرب إلى نوح وقد صنع السفن في الصحراء تحسبا للطوفان المنتظر.

 

النحال كان مستسلما ثم أصبح ثائرا ، والشخصيات ديناميكية متفاعلة متصاعدة.

 

ربط الفصول بأغان لعبد الحليم حافظ 

إشارة إلى دوره في هذه المرحلة وارتباطه المؤثر بالجيل سواء سياسيا أو عاطفيا.

 

أما الدكتور حسام عقل فقد صال وجال كعادته على صهوة جواد النقد الذي يمسك بزمامه مشيدا بالرواية.

 

مثمنا قدر مؤلف الرواية واستحفاقه جائزة البوكر كأول مصري يفوز بها منذ ١٦ عاما مشيدا بتعرض الرواية له يمة ١٩٦٧ وإن كان بصورة غير مباشرة ولكنها محاولة لنكء جراح أمة لتستيقظ عن طريق دراسة أخطائها التي شارك فيها الجميع وقتئذ، وهذا ما تناوله كثير من الكتاب من قبل مثل مذبحة الأبرياء لتوجيه أبو ذكري ونجيب محفوظ في الكرنك وغيرهما ومن حق الروائي أن يختار لحظة ما أو مرحلة ما دون غيرها دون أن يتساءل ولماذا لم تختر مرحلة أخرى أو واقعة أخرى، واستطاع الروائي محمد سمير ندا أن يكشف الزيف وتغييب العقول عن طريق وسائل إعلام مضللة حولت الهزيمة الحقيقية إلى نصر زائف.