بقلم- حازم مهني:
مقال نويت نشره منذ شهرين تقريباً ،في ذكري يوم الأم الماضي ( ٢١ مارس ٢٠٢٥ ) ،ألهذه الدرجة تتثاقل الهموم علي القلم ؟؟
يا أمى يا نور حياتى الراحلة ، أمي و كل أم تحياتي لكم ، أمهاتنا الطيبة سلام الله عليكم و عفوه ،و مغفرته ،و رحمته ،و بركاته ،
سلام الله عليكِ يا أمى نور حياتى الراحلة، عيد الأم الخامس بدونك يا حبيبة حياتى ،رحمة الله عليكم وعلى أبى وكل أحبابكم ،وأمواتنا أجمعين، فى عيد الأم أهدي أرواحكم الطيبة ،وأحبابكم دعواتى الطيبة، وأهنئ الطيبين، وأدعوا الله لهم بالخير ،والبركة ،و الصحة ،و العافية ،و حسن الخاتمة ،و أن يجمعنا و إياكم ،برحمته بفردوسه الأعلى من الجنة ،سائلاً الله القبول بفضل ذخر دعواتكم ، و رضاكم علينا ،و بفضل محبتكم ،التى أتنفسها هواء صدري ،أستشعرها تسرى دوماً بروحى ،فهى من محبة الله ،و رحمته ،أتأمل تلك المشاعر الحانية ،من الحب ،والرحمات ،فأسبح فى رحمة الله و محبّته ، الله محبّة ،فهو خالقها ،الواحد الأحد ،الرحمن الرحيم ،سبحانه أدعوه دوماً أن ينفعنى ،و يرزقنى نوركم ،وبركات دعواتكم بعد رحيلكم ، فما أصعب الحياة يوماً بعد يوم تزداد مرارة البعد ،و صعوبة الحياة ،و قلة البركة ،وتغير النفوس ،فما يأتي يوم ،إلا و الذي يليه أصعب منه ،لولا رحمة الله التي تدركنا كل وقت ،و تشملنا كل لحظة ،فالعالم يتسارع في الجفاء ،و البرودة ،و التوحّش الهمجي ،فصار الحب نادراً ،و الإيمان قليل ،و تقطيع الأرحام لا يهتز له جفن ،و القسوة سمة العصر ،و الفحش عادة ،و الفجر لا يخجل أصحابه ،بالمجمل صارت مكارم الأخلاق ،بل حتي الصفات الحميدة التي اشتهر بها أصول العرب ،صارت بطريقها إلي الإختفاء ،و من يعمل بها يتصف بالغريب ؟؟!! إنقلاب في موازين الحياة ،و الإنسانية ،إنقلاب في كل شئ ، سمعت أحدهم يقول له تمنيت مشاركتك ،لما اشتهر عنك من طيبة ،و حسن خصال ،فما أجمل أن نحكم كتاب الله وسنة رسوله ،في حياتنا ، فعلي قدر حب الإنسان لله و رسوله ،علي قدر طاعته له ، و ثمرة هذا حب الناس لهذا الإنسان الذي يحب الله ورسوله ،
لأنه عملياً ،هذا الإنسان أكيد تستريح في معاملاته لأنها معاملات يبتغي فيها رضا الله و رسوله ،و نفسياً تطمئن له ،و تأنس له ،طبعاً أذا كنتم متوافقين ،و متفقين علي حب الله و رسوله ،فما أسعدك بالطبيبن ،إن ( الأرواح جنود مجندة ،ما تشابه منها إئتلف ،وما تنافر منها إختلف).
و هناك للأسف الكثير ممن اختلطت مفاهيمهم ،بعضهم عن قصد ،و البعض عن ضعف فهم وسوء بصيرة ،فتقول له ،لقد فهمت من مظهرك ،أننا متفقين ،لأننا نجتهد بأن نأخذ برضا الله و رسوله صلى الله عليه وسلم ،و خاصة في الأمور المهمة لحياتنا ،و إن كنا نتمني أن نفوز بطاعة الله و رسوله ،في كل حياتنا ،
فيصدمك البعض حين لا يعجبه كلامك ، و يصدك ،و لا يحاول قبول الأمر ،فتقول له قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيقول :خللي كلام الرسول في مكانه ؟ و شوف كلامنا إحنا الكلام علي إيه ؟ صدمة قاسية ؟ و مصيبة كبيرة مثل هذا الكلام ؟ لا يدرك أصحابه أنهم في خطر نتيجة هذا الخطأ ،و لابد أن يصححوا هذا بداخل نفوسهم ،وليسمعوا هذه الآيات الكريمة من سورة النساء بسم الله الرحمن الرحيم (( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا (62) أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا (63) وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا (64) فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65)). صدق الله العظيم.
و آخرين تختلف معه في الرأي فيبغضك بكل ما تعني من ظلم ،و مأساه ،فالإختلاف يجب ألَّا يُفسِد الود ،والإختلاف في الرأي لا يصنع خلاف في المعاملة ،فإختلاف الفكر يظهر حقيقة المبادئ ،إما يتبدِّل الإنسان ،أو يثبت علي حسن المعاملة رغم الإختلاف ،فلا تباغض ،و لا تدابر ،و أسوأ الأمور ،يتم التجنّب ،هذا هو الإحترام ،و التربية و الأصول الطيبة ،
رحم الله قائل المثل :(طيِّب الأصل يُؤتَمَن حتى في عداوتهِ
وقليلُ الأصل لا يُؤتَمَن حتى في صداقتهِ
لا تجالس إلا من يكتم سرّك ،و يستر عيبك
و ينشر حسناتك و يطوي سيئاتك ،فإن لم تجده فصاحب نفسك).،
أسأل الله أن يهديهم ،و أن يرزقنا الطيبين العاملين بالإخلاص و الهدي و التقي و العفاف والغنى والستر ،و يرزقنا جميعاً ،اللهم نجِّنا من الفتن ما ظهر منها و ما بطن آمين يارب العالمين،
اللهم لا تحرمنا بركة دعاؤهم ،و برّهم ،و حبهم ،كما أكرمتنا بدعائهم فى حياتهم ،سبحانه وليّ ذلك ،والقادر عليه ،الحنّان المنّان ،الملك القدّوس ،أحتاج ياربِّ بركات دعاؤهم ،سبحانك علاّم الغيوب ،فالحياة يا رب دونهم قاسية فأحفظنا ،و أرزقنا رحمتك حتي تلقاهم ،غير ضالين ،و لا مضلين ،
ما أشدّ الأمواج المتلاطمة ،.
أمي ،وأبي كنتِم أنتِم النور الذي يضئ ظُلمة حياتي ،و مرساىِ لسفينتى ،و بوصلتى ،و هدايتى ،حين تشتد أمواج تلطم القلوب ،و الأرواح ،فتضطرب النفوس ،و الأخلاق و المعاملات ، إلا ما رحم ربّي ،و كأننا آخر الزمان ،فِتَنُ كَقِطَع الليلِ المُظلِم ،لا نجاة منها إلاَّ رحمتك ،و حِفظَك ،و جاهَك ،سبحانك خير حافظاً يا أرحم الراحمين ،تعلم ما بقلبى ،يا علاّم الغيوب ،فأجبرنا ،و أكرمنا ببركة دعائهم، اللهم أغفر لي ،و ارحمني ،و عافني و أرزقني ،و كل الطيبين أجمعين ، آمين ،
وصيّة أمى لكم: (بِرّوا والديكم ،وأحبابهم ،فى صلة رحمكم ،وإخوانكم ،وأحبابكم ،وأصدقائهم ،والطيبين الذين لا يعرفونهم ،فيدعون لهم ،فخير الأبناء مَن تراهُ تدعوا لِمَن ربّاه).
أمى الحبيبة إهداء لروحك الطيبة أذكر كلماتك الطيبة ،كتبناها معاً، فى أعيادك الراحلة ،فى عيدكِ ،كنتِ تهدينىِ ،هداياكِ الطيبة ،و تفرحين بتهنئتك لأحبابك ،وكل الأمهات ،أسأل الله قبولها كصدقة طيبة كرماً ،و ثواباً من الله لأحبابي وأحبابكم أجمعين و الله أكرم الأكرمين آمين.