مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

محمد منذر يكتب «مستقبل عُمان ورؤية 2040»

بقلم : محمد منذر ورد

منذ الأزل، كانت سلطنة عُمان إحدى الحلقات الذهبية في عقد الحضارة الإنسانية، إذ شكّلت بموقعها الاستراتيجي على سواحل المحيط الهندي وبحر العرب، معبراً حيوياً للثقافات والتجارة بين الشرق والغرب. هذه الأرض التي ألِفها التاريخ وشهدت على تعاقب حضارات سطّرت أمجادها فوق ترابها، تقف اليوم شامخة بين الأمم، تواصل بناء المجد بأناة الحكماء وعزيمة الطامحين.

تُعد سلطنة عُمان رمزاً للتسامح والسلام، ففي الوقت الذي يضطرب فيه العالم، تحافظ عُمان على نهج متزن، يجمع بين الاعتزاز بالهوية الوطنية والانفتاح على العالم بروح الحكمة والحوار. سياسة عُمان الخارجية التي رسمها جلالة السلطان الراحل قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- وتواصل السير عليها القيادة الحكيمة لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، جعلت من السلطنة صوتاً مسموعاً في الساحات الإقليمية والدولية، ورسخت صورتها كجسر سلام يسعى لتقريب وجهات النظر وحل النزاعات بالحكمة والدبلوماسية.

قد يهمك ايضاً:

أنطونيو القس دانيال يكتب: المواطنة وبناء شخصية الطفل

د. محمد الحلفاوي يكتب الدكتور محمد شوقى الفنجرى .. وعلو…

على صعيد التنمية الداخلية، تمثل رؤية “عُمان 2040” خطوة استراتيجية نحو بناء اقتصاد متنوع ومستدام، يقوم على تحفيز الاستثمار، وتمكين الكفاءات الوطنية، وتطوير البنية الأساسية والتعليم والصحة، مع الحفاظ على الإرث الثقافي والطبيعي للسلطنة. إن المشاريع العملاقة التي تنتشر في مختلف ربوع البلاد، من المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم إلى ميناء صحار ومطار مسقط الدولي، تشكل علامات بارزة في مسيرة عُمان نحو المستقبل المشرق.

ولعل من أبرز ما يميز المجتمع العُماني هو تمسكه العميق بجذوره الأصيلة، حيث تظل القيم العربية والإسلامية ماثلة في سلوك أفراده، وتتجسد في الضيافة والكرم واحترام الآخر. هذا التوازن الفريد بين الأصالة والتجديد، بين المحافظة والانفتاح، جعل من عُمان نموذجاً فريداً في المنطقة، تتطلع إليه الشعوب الباحثة عن الاستقرار والنهضة.

الطبيعة العُمانية بحد ذاتها تشكل لوحة بديعة تستوقف الناظرين، من جبال الحجر الشاهقة إلى رمال الشرقية الذهبية، ومن شواطئ صلالة الخلابة إلى واحات الباطنة الغناء. كما أن الإرث التاريخي، الذي تحكيه القلاع والحصون والأسواق القديمة، يبعث في الزائر شعوراً بعبق التاريخ وروح الأصالة.

اليوم، وعُمان تمضي في طريق التطور بثقة ورؤية واضحة، تبقى رسالتها الخالدة حاضرة: السلام أساس البناء، والإنسان ركيزة النهضة، والعالم ساحة للتعاون لا للتنازع. من هنا، تواصل السلطنة رسم ملامح مستقبلها بثبات، حاملةً شعلة المجد التي أضاءتها حضارتها العريقة، وعازمة على أن تكون، كما كانت دائماً، واحة أمن وازدهار وإلهام للأجيال.