السفير مصطفى الشربيني :هيدرات الغاز والطاقة الحرارية مفتاح مصر للتحول إلى قوة اقتصادية كبرى

سعاد أحمد على 

في ظل التحولات العالمية نحو الطاقة المستدامة، تمتلك مصر فرصة ذهبية لتعزيز اقتصادها من خلال استغلال مواردها الطبيعية غير التقليدية، مثل هيدرات الغاز في البحر الأحمر والطاقة الحرارية الأرضية. السفير مصطفى الشربيني، الخبير الدولي في الاستدامة، يؤكد أن هذه المصادر يمكن أن تجعل مصر من أغنى دول العالم، إذا تم تطويرها بتقنيات حديثة ومستدامة

هيدرات الميثان، المعروفة بـ”الجليد القابل للاحتراق”، تمثل مصدرًا مستقبليًا للطاقة النظيفة، وتعمل دول مثل الصين واليابان والولايات المتحدة على تطوير تقنيات استخراجها

ويضيف الدكتور  مصطفى الشربينى مصر، بمواردها الضخمة، يمكنها أن تتبنى استراتيجيات مماثلة لاستغلال هذه الثروة، وتحقيق الاستقلال الطاقوي، ودعم الاقتصاد، وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري التقليدي  ويمثل البحر الأحمر بيئة فريدة بفضل وجود فتحات حرارية نشطة ناجمة عن التقاء الصفائح التكتونية، ما يجعله أحد أكثر المواقع الواعدة لاستغلال الطاقة الحرارية الأرضية. يمكن لهذه الطاقة أن تلعب دورًا حاسمًا في توليد الكهرباء من خلال محطات تعتمد على استخراج البخار من باطن الأرض لتشغيل التوربينات. توفر هذه التقنية حلاً مستدامًا للطاقة، لكنها تتطلب استثمارات في البحث والتطوير بالإضافة إلى تقنيات حفر متطورة للوصول إلى هذه المصادر الحرارية العميقة.

حيث تحتوي منطقة البحر الأحمر على فتحات حرارية نشطة تنتج عن التقارب بين الصفائح التكتونية مما يؤدي إلى إطلاق كميات كبيرة من الحرارة الجوفية يمكن استغلال هذه الحرارة عبر تقنيات مختلفة لتوليد الكهرباء والاستفادة منها كمصدر طاقة متجدد ومستدام تعتمد الطاقة الحرارية الأرضية على استخراج المياه الساخنة أو البخار من باطن الأرض لتشغيل التوربينات وإنتاج الكهرباء مما يجعلها خيارًا واعدًا لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة تتميز الطاقة الحرارية الأرضية بأنها خالية من الانبعاثات الكربونية تقريبًا مما يسهم في تقليل البصمة البيئية وتعزيز استدامة قطاع الطاقة يعتمد توزيع الفتحات الحرارية في البحر الأحمر على النشاط التكتوني حيث تتركز هذه الفتحات في المناطق التي تتميز بوجود شقوق جيولوجية تسمح للحرارة بالتصاعد من باطن الأرض إلى السطح

إلى جانب ذلك، يشكل البحر الأحمر بيئة مثالية لاستغلال الطاقة الحرارية الأرضية، مما يتيح لمصر فرصة توليد الكهرباء النظيفة وتعزيز استدامة قطاع الطاقة. الاستثمار في هذه التقنيات لا يحقق فوائد اقتصادية فقط، بل يسهم أيضًا في تقليل الانبعاثات الكربونية وتعزيز الدور الإقليمي لمصر في مجال الطاقة

ويرى  السفير مصطفي الشربيني لتحقيق ذلك، تحتاج مصر إلى تبني استراتيجية متكاملة تشمل البحث والتطوير، تحفيز الاستثمار المحلي والدولي، ووضع إطار قانوني وتنظيمي يدعم هذه المشروعات، مما يضع البلاد في مصاف الدول الرائدة في مجال الطاقة المتجددة