مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

أى عفو نطلب وأى ليلة قدر ننتظر ياساده؟؟ بقلم خالد علم

نعم، كلنا نبكي ونتباكى ونرفع أكفنا لله عز وجل، نرجوه العفو والمغفرة، ونسأله أن يبلغنا ليلة القدر، لكن العبرة ليست فقط بالبكاء والدعاء، بل بصدق التوبة ورد المظالم إلى أهلها.

 

قد يهمك ايضاً:

انور ابو الخير يكتب : نواب بالكلام يصنعون الأحلام

أمهات فلسطين يغيرن مفاهيم الأمومة بقلم /أمنة الدبش

لا والله، فليلة القدر ليست لمن ظلم وأكل الحقوق وضيع الأمانة وأذى عباد الله، ثم رفع يده يطلب العفو دون رد المظالم! كيف يرجو المغفرة وهو لم يرد الحقوق لأهلها؟ كيف يطلب الرحمة وهو لم يرحم أقرب الناس إليه؟

ليلة القدر للقلوب النقية، للذين أصلحوا ما بينهم وبين الله وما بينهم وبين العباد.


من أراد أن يفوز بليلة القدر، فليبدأ بإصلاح نفسه، وليتُب توبة صادقة، وليطلب السماح ممن ظلمهم، فإن الله لا يحابي أحدًا، وحقوق العباد لا تسقط بالتضرع والبكاء وحده.

“إن الله لا يظلم الناس شيئًا ولكن الناس أنفسهم يظلمون” (يونس: 44).

كيف يرجو من يؤذي عباد الله بالكلام الجارح، والافتراء، والتشهير على مواقع التواصل أن يكون من أهل ليلة القدر؟!

ليلة القدر ليست لمن هتك الأعراض بالكذب والغيبة والنميمة، بل هي لمن حفظ لسانه، وصان قلبه، وعامل الناس بما يحب أن يعاملوه به.

قال رسول الله ﷺ: “المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده” (رواه البخاري ومسلم).
وقال ﷺ: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت” (رواه البخاري ومسلم).

 إن كنتَ حقًا تريد الفوز بليلة القدر، فابدأ بتطهير قلبك ولسانك، واطلب العفو ممن أسأت إليهم، لعل الله يعفو عنك كما عفوت عن الناس.

كم من شخص ظلم وأكل الحقوق!
كم من شخص اغتاب وظلم وسرق!

كم من شخص خاض في الأعراض، واستباح مال اليتيم وحق الأرملة، وشهد الزور، وحلف اليمين الغموس!

كيف نطلب العفو ونحن نُصرّ على الظلم؟ كيف نرجو المغفرة وحقوق العباد في رقابنا؟

 

الله لا يحابي الظالمين. نعم، هو الغفور الرحيم، لكنه العدل الذي لا يظلم أحدًا، وقد أقسم أن ينصر دعوة المظلوم ولو بعد حين.

ليتنا نفهم أن التوبة ليست فقط بكاءً وتضرعًا، بل فعلٌ وردٌّ للمظالم.
ليتنا نعلم أن العفو من الله يمرّ أولًا عبر العفو من الناس الذين ظلمناهم.

 ردّوا الحقوق لأصحابها.


 اطلبوا السماح ممن آذيتم.


 كونوا من أهل ليلة القدر حقًّا، لا ادّعاءً.

حينها، وحينها فقط، يكون لرفع الأيدي معنى، ويكون للدعاء أثر، ويكون للعفو قبول

إن كنتَ حقًا تريد الفوز بليلة القدر، فأعد الحقوق إلى أهلها، واطلب المسامحة، وتب إلى الله، فربما يكون ذلك سببًا في قبول دعائك وعفوك يوم القيامة