مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

في اليوم الخامس عشر من رمضان الجامع الأزهر يواصل رحلته الفكرية والدعوية والتعليمية

أحمد مصطفى:

شهد الجامع الأزهر، لليوم الخامس عشر، استكمال سلسلة الجلسات الحوارية والملتقيات العلمية والفكرية والدعوية، انطلاقًا من الخطة الدعوية والتوعوية للجامع الأزهر خلال شهر رمضان المبارك، وبرعاية فضيلة الإمام الأكبرأ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف،حيث تناولت الملتقيات عدد من الموضوعات التى ترسخ قيم التعايش والمحبة والرحمة والتماسك المجتمعي، مثل الحث على قضاء حوائج الناس ومساندة أفراد المجتمع بعضهم لبعض، والأخوة الإيمانية، إضافة إلى تعزيز قيم التسامح والعفو والصفح الجميل، وذلك حرصًا من الجامع الأزهر على تقديم خطة متعددة الجوانب لرفع الوعي الديني والفكري وبث القيم الأخلاقية الإيجابية لتعزيز روح المحبة والسلام بين الناس.
نظم الجامع الأزهر، بعد صلاة الظهر مباشرة، بالظلة العثمانية، ملتقى “رياض الصائمين”، تحت عنوان “قضاء الحوائج”، وحاضر فيه الشيخ/ أحمد الصويلحي، الواعظ بمجمع البحوث الإسلامية، والشيخ/ محمد أبو جبل، الباحث بالجمع الأزهر، وقد ناقش الملتقى أهمية قضاء حوائج الناس وأن يكون العبد دائمًا في عون أخيه، وأوضح المحاضرون أن قضاء الحوائج هو خلق نبوي شريف ولنا في رسول الله أسوة حسنة في ذلك، كما أن قضاء حوائج الناس عبادة من أعظم العبادات التي تنفع الإنسان قبل أن تنفع غيره، حيث أن من سار في قضاء حوائج الناس قضى الله عز وجل حوائجه، وذلك مصداقًا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “وَاللَّهُ في عَوْنِ العَبْدِ ما كانَ العَبْدُ في عَوْنِ أَخِيهِ”.
وفي إطار اهتمام الأزهر الشريف برفع وعي المرأة المسلمة، عقد الجامع الأزهر ظهرًا ملتقى “رمضانيات نسائية”، بعنوان “الأخوة الإيمانية”، حاضر فيه د. دينا سامي، مدرس التفسسير بجامعة الأزهر، ود. نعمة عبد العال، واعظة بمجمع البحوث الإسلامية، ود. سناء السيد الباحثة بالجامع الأزهر، أوضح المحاضرون أن الإخوة الإيمانية تعتبر الرابط الروحي الذي يجمع المسلمين على أساس من الإيمان بالله ورسوله وهذه العلاقة تتمثل في التراحم والتواد والتعاون على البر والتقوى، كما أكد المحاضرون أن هناك مقتضيات لازمة للأخوة الإيمانية تتمثل في النصيحة بلطف وعدم السخرية والاستهزاء من أحد، وتعزيز ثقافة قبول الأعذار من الآخرين عن طريق اجتناب سوء الظن، والنهي عن الغيبة والنميمة، وعدم تتبع عورات الآخرين، وتجنب البغض والكراهية والحسد والحقد. وفي ختام الملتقى، أوضح المشاركون أن الأخوة الإيمانية لها فوائدها على الفرد والمجتمع، فهي تستوجب محبة الله سبحانه وتعالى، وتنفع في إعانة الإنسان لأخيه الإنسان في الدنيا، أما في الآخرة فإن العبد إذا كثرت سيئاته ودخل النار كان أخوه في الإيمان شفيعا له.

 

وفي هذا الإطار أيضًا، عُقد ملتقى “باب الريان”، المنعقد عصرًا بالجامع الأزهر، بعنوان: “حديث القرآن عن التسامح والعفو والصفح الجميل”، بمشاركة كل من: الأستاذ الدكتور محمد الجبالي، أستاذ الفقه بكلية الشريعة والقانون وعضو لجنة الفتوى الرئيسة بالجامع الأزهر، الشيخ محمد عبد المعز، منسق رواق العقيدة بالجامع الأزهر. وأكد الملتقى أن الشريعة الإسلامية دعت إلى التسامح واللين والرفق، فمن تعاليم الشريعة أن الرفق لا يكون في شيءٍ إلا زانه، ولا يُنزع من شيءٍ إلَّا شانه، كما رسول الله أوصانا بتلك القيم حيث قال صلى الله عليه الصلاة والسلام: (أمرني ربي بتسع: خشية الله في السر والعلانية، وكلمة العدل في الغضب والرضى، والقصد في الفقر والغنى، وأن أصل من قطعني، وأعطي من حرمني، وأعفو عمن ظلمني، وأن يكون صمتي فكرًا، ونطقي ذكرًا، ونظري عبرة، وآمر بالعرف)، وأوضح الملتقى أنه ينبغى على المسلم بوجه عام وخاصة في شهر رمضان التحلي بالتسامح والعفو والتعفف وحفظ اللسان ومعاملة السيئة بالحسنة، حيث عظم الله أجر الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس اللذين يصفحون إذا تعرضوا للأذى، وهو خلق رسول الله الذي كان يعفو ويصفح عن الناس.

قد يهمك ايضاً:

ترامب يجمد عمل إذاعات “صوت أمريكا” و”آسيا…

اتفاقية لإنشاء محطة طاقة شمسية لتوفير الكهرباء لمجمع…

ويواصل الجامع الأزهر عقد المقارئ التعليمية لتجويد وترتيل القرآن الكريم من خلال قراء متخصصين، وتتيح تلك المقارئ الفرصة للسيدات والرجال والوافدين لتعلم القرآن الكريم مباشرة وأونلاين، وفق أعلى معايير الإتقان، وعلى يد نخبة متخصصة من علماء وحفاظ القرآن الكريم بالأزهر الشريف، وتشمل المقارئ: مقارئ صباحية ومسائية برواية حفص عن عاصم، وهي الأكثر انتشارًا بين المسلمين، ومقرأة القراءات، والوافدين، التي تشمل القراءات العشر، لمن يسعون إلى تعلم القراءات المتواترة بإتقان، وتهدف مقارئ القرآن بالأزهر الشريف، إلى تعليم القرآن الكريم برواياته المتواترة، مع إتقان التجويد والتلاوة، كما يتيح الجامع الأزهر التعليم عن بُعد لضمان وصول العلم القرآني للجميع، وتخريج طلاب على دراية عميقة بأحكام التلاوة، ونشر ثقافة إتقان القراءة وفق الروايات المختلفة.