انور ابو الخير يكتب : عطر الحياة

صديقتى الحبيبة المسافرة هنيئا لتلك البلاد التي تسيرين في شوارعها وهنيئا لكل من يبتسم له الحظ وتصبحين صديقته فأنت يا صديقتي عطر الحياة قبل سفرك يا صديقتي تمنيت لو أنني عطر مرشوش على ثيابك أو نسمة ربيع تداعب خديك وتسافر معك وكم تمنيت ألّا تفرقنا الدروب لكنها الحياة يا صديقتي تخبئ لنا الكثير من المفاجآت ورغم كل شيء ستظلين أقرب وأعز الأصدقاء
ففي غيابك تفوح الأرض شوقاً لك وتمتلئ السماء بعبق رائحتك وتنهال روحى مطراً على قلبك وأبحث عنك فى الزوايا أسأل الأشواق عنك والشوق ينقلنى إليك أفتقدك جداً كأنك الشمس حين تغيب يعم الظلام أرجائى ويسكن الخوف عروقى ويدب السكون فى قلبى ويشتعل فى داخلى الشوق لك تخترقها لمسات قلمي فتفيض معانيك و تتناثر مضامينك بين الحروف والكلمات بين النبض و الهمسات بين الصمت والكتابات كحلم جميل مثقلا بالهتافات اخترقت مجال صمتك وانارت دروب قلبك واكتشفت سر ضعفك واثارت الام جراحك فتعالت الاهات وتتالت الاوجاع وتاكدت الاعماق ان الداء مجرد اشواق تاهت بين الكلمات فاحتضنت فيك الاهات ومنحتها نبض الحياة وعانقتها بحنين فياض فعادت الانفاس واحيت الاعماق واستيقظت الاوطان وهبت الحياة بين دروب الروح والتمنيات فعادت الانثى والتجاذبات وانارت بجمالها ظلمة الذكريات ومنحت القلب نبض التأملات و تحررت من سجن المتاهات لتلوح لي من بين الاطياف ثلاثينية تزعزع الكيان وتطرب سمع الانفاس وتراقص نظرات الاعجاب كسيدة تخترق المجالات كعروس في ابهى الزفات كملكة تتربع عرش الكلمات كشهر زاد تمنحني التمنيات بروايات عن العشقيات تطربني في كل اللحظات تلك الانثى ستظل نبض الحياة وستظل رمز الاحساس عصية عن سنين الازمان فتية كلما داعبتها الانفاس ملهمة في كل التاملات فاتنة حين تنثر الحياء وحين تحمر وجنتاها معلنة عفوية الاحساس ستظلين ملكتي وستظلين همستي التي تسعد حروفي و تحي اعماقي وتعطر انفاسي وتطيب لذكرها كلماتي وكتاباتي لن يثنيني قولهم عنك الا حبا وعشقا ورحيلا اليك فانت القمر حين يعتلي عرش السماء وانت الشمس حين تنير الارض و انت النبضة التي تبعث حياة ادرك غيرتهم ادرك حسدهم وادرك طباعهم لكنهم لا يدركون كم انا بك متيما وكم انا لك عاشقا وكم انا منك احيا فانت عطر الحياة وانت نبض الصباح و المساء وانت عنوان اللقاء وانت نسائم رحمه تنثر اريجها ليلا لتغدق دروبي بالهوى ومالهوى فيك الارحلة عبر أروقة الحروف وعبر ثنايا المناجاة تطلب الشفاء من ادمان اضنى قريحة انسان و خط رواية كتمان لعاشق يشكو الحرمان من غيث انثى الترحال أنثى يعشقها الإبداع و يستحي منها اللسان ويخجل منها الالهام انثى لها مع الناس قصة عداوة وانتقام عنوانها تمخض في الجمال وجمال يستحي منه الكلام فيبقى خالدا بين الأذهان تكتمه الاعماق و الوجدان ليكون عبرة وحكمة للاجيال لا يهمني ما يقولون عنك بل يهمني ما تقولين عني هل انا ذاك التمني؟ اما انا ذاك الإنسان العابر بين الأذهان؟ فانت حين تهذي بك الكلمات و تراقصك الهمسات وتداعبك النبضات كانك عروس في درب المتاهات كانك ملكة في مدينة الانوار كانك سيدة في وطن الالهام و لأنك أنت انت سيظل فيض حرفي يمطر غيث همسي ويروي ضمأ شوقي وينبت في قلبي ورود عشقي وزهور حبي ولأنك أنت انت ستظل النسائم محملة بالعطور وستظل الاحلام مثقلة بالشجون وستظل الكلمات نابضة بالشعور وستظل مدني تائقة للسرور فانت كلما اقتربت كنت دفئي وكنت احتوائي و كنت انتشائي وكنت جنوني حين يتملكني فتوني واتحرر من كل ظنوني كطفل التقى حلم فسعد بالهذيان وتجاهلا النسيان واعتنق الاذعان لصدى الإعلان بانك انت عنوان دروب الاصرار ولا خيار سوى الاقرار بانك انت نبض الاحلام
وصرخت عاليا اين انت حبيبتي عم تبحثين انا هنا مهموم حزين جرت علي الأيام والسنين لن انساك ولن يعوضني عنك نساء العالمين حبيبتي دوما وستبقين اسمك محفور في الجبين ظالمة أو مظلومة الى أبد الآبدين حرمت حبي على النساء و كنت من الصابرين