مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

عُمان الرقمية .. منظومة متكاملة لتعزيز الوعي المعرفي والخيري

 بسملة سمير:

استهلَّت سلطنة عُمان رحلتها الطموحة لإحداث تحوُّل نوعي نحو قيام مجتمع عُمان المعرفي، وذلك من خلال “الاستراتيجية الوطنية لمجتمع عُمان الرقمي والحكومة الإلكترونية”، التي حدَّدت خطط وآليات العمل لتحقيق هذا الهدف، وانطلاقًا من هذه الاستراتيجية، وُلِدَت مبادرة عُمان الرقمية، التي تهدف إلى تفعيل تقنية المعلومات والاتصال لتعزيز الخدمات الحكومية، وإثراء قطاع الأعمال، وتمكين الأفراد من التعامل الرقمي.

وتشتمل المبادرة على إنشاء بنية أساسية متكاملة لتوفير الخدمات الحكومية الإلكترونية المتميزة للمواطنين وقطاع الأعمال في سلطنة عُمان، وبناء صناعات تعتمد على المعرفة، وتوفير فرص عمل واسعة ومتنوعة للمواطنين، كما تحتوي المبادرة على برنامج “المعايير التقنية للحكومة الإلكترونية”، الذي يهدف إلى وضع اللَّبِنات الأساسية والمبادئ والمعايير التي يُسترشد بها في تصميم وبناء ونشر وإدارة نظم المعلومات بمختلف الجهات والدوائر الحكومية، كما يسهم في تسهيل الترابط والتكامل في تقديم الخدمات الإلكترونية بين مختلف الجهات الحكومية.
ومن فوائد المشروع تبنِّي وتطبيق المعايير الدولية والإرشادات والمواصفات ذات العلاقة، والتشغيل المتداخل للتطبيقات عبر المؤسسات والوحدات الحكومية، واستقلالية الإطار وحيادية المورد لضمان التوافقية مع التقنيات المختلفة، وزيادة المرونة وتقليل المخاطرة حتى يتسنَّى تسهيل استعمال وصيانة وإعادة تصميم التطبيقات، إلى جانب ضمان متانة وجودة واستمرارية التطبيقات، والاستخدام الفاعل للموارد المتاحة عن طريق إعادة استخدام التطبيقات الموجودة، وتطوير الاتصال بين فرق المشروع، مع مراعاة التوافق مع المعايير المتقدمة المتبناة في مجالي الصناعة والتقانة.

ويتمُّ توظيف العديد من الأنظمة المساندة في سلطنة عُمان لإنجاز إجراءات العمل وتقديم الخدمات في معظم المؤسسات الحكومية، إذ تُستخدم هذه الأنظمة في تقديم الخدمات للمواطنين والمقيمين على أرض سلطنة عُمان في وقت قصير، مع مراعاة تحقيق مستويات عالية في دقة الخدمة وجودتها. كما يوجد ما يُسمَّى بالأنظمة المساندة، وهي العمليات الداخلية التي تتمُّ في أي مؤسسة دون أن تظهر للمستفيدين أو المراجعين، وعلى الرغم من أنها لا تتعامل بشكل مباشر مع عامة المستفيدين، فإنها تؤدي دورًا أساسيًا في تقديم خدمات ذات جودة عالية.

وقد أسهمت هذه الأنظمة المتكاملة في سلطنة عُمان في توفير الوقت والمال والجهد المبذول لإيصال الخدمات إلى الأفراد، كما تمَّ الاعتراف بهذه الأنظمة المساندة محليًا وإقليميًا ودوليًا للدور الذي تؤدِّيه في تعزيز مبدأ الشفافية في إجراءات العمل، وضمان دقة البيانات والمعلومات، وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص للجميع. ومن أهم الأنظمة المساندة المستخدمة حاليًا: نظام الشفاء، ونظام التعلم الإلكتروني، ونظام التوظيف بواسطة الرسائل النصية، والبوابة التعليمية، ونظام تسجيل القوى العاملة، ونظام إدارة الموارد البشرية.
وجاءت فكرة هذه البوابة، التي تمَّ تدشينها عام 2009م، استكمالًا لمسيرة توفير الخدمات الإلكترونية للمواطنين وتسهيل وصولها إلى جميع شرائح المجتمع، وتتمثَّل أهداف البوابة الرئيسة في نشر الوعي بين أفراد المجتمع بأهمية العمل التطوعي، وتسهيل التبرعات للجمعيات الخيرية المحلية بواسطة التقنيات الحديثة، وزيادة عدد المتبرعين للجمعيات الخيرية، والوصول إلى الفئات المستحقة للتبرعات. وتضمُّ البوابة حاليًا حوالي 12 جمعية خيرية، والعدد في تزايد مستمر، حيث تسهم جميعها في تقديم خدمات إنسانية ذات جودة عالية، كما يمكن إجراء التبرعات عن طريق الهواتف المحمولة باستخدام تطبيق بوابة التبرعات.

كما تمَّ استحداث بوابة المركز الوطني للإحصاء والمعلومات، التي تهدف إلى تنمية الوعي الإحصائي وتعزيز المعرفة المجتمعية من خلال إيصال المعلومات الدقيقة إلى كافة أطياف المجتمع، من مؤسسات حكومية وخاصة وأفراد. وتوفر البوابة العديد من الإصدارات الرقمية وتطبيقات الهواتف الذكية المتاحة للجميع، التي تتميَّز بتقديم مجموعة من الخدمات، مثل توفير مواقع أبرز المؤسسات الخدمية كالمدارس والمراكز الصحية وأجهزة الصرف الآلي، وتوفير مؤشرات متعلقة بالسكان وتركيبتهم السكانية على المستويات الإدارية بسلطنة عُمان، وعرض خارطة تفاعلية توضِّح المنشآت الخدمية والتجارية لمختلف المستويات الإدارية بسلطنة عُمان، وإمكانية تحديد الخدمة المراد التعرف عليها أو نوع المعلم المراد الوصول إليه.

قد يهمك ايضاً:

أوسكار رويز يصل القاهرة لتولي رئاسة لجنة الحكام

إلى جانب ذلك، توفر بوابة البيانات الإحصائية بيانات ومؤشرات إحصائية ذات طابع اقتصادي واجتماعي عن سلطنة عُمان، لسلسلة زمنية تمتدُّ لأكثر من 10 سنوات، وتهدف إلى تعزيز عملية صنع المعرفة ودعم اتخاذ القرار، سواء للقطاع الحكومي المعني بوضع الخطط والاستراتيجيات للنهوض بالاقتصاد العُماني، أو للقطاع الخاص الذي يشترك مع القطاع العام في تطوير الاقتصاد الوطني.
[٢/‏٣ ١:٣٨ م] ‏‪+20 11 18520883‬‏: عُمان تبرز المقومات السياحية الفريدة في “معرض بورصة برلين الدولية”

تشارك سلطنة عُمان ممثلة بوزارة التراث والسياحة، في فعاليات معرض بورصة برلين الدولية للسياحة لعام 2025، والتي تنطلق خلال الفترة من 4 إلى 6 مارس الجاري بالعاصمة الألمانية برلين، ويعد المعرض أحد أكبر المعارض السياحية العالمية ومنصة لتبادل التجارب والمستجدات في صناعة السياحة.

وتأتي المشاركة تأكيدا لخطط سلطنة عُمان الرامية لتنمية القطاع السياحي وتعزيز مكانتها كوجهة سياحية عالمية، كما تعد فرصة للتعريف بالمقومات السياحية والمنتجات والخدمات والتجارب السياحية التي تزخر بها سلطنة عُمان بالإضافة إلى ذلك تسهم المشاركة في الترويج السياحي وجلب المزيد من السياح من الأسواق المصدرة الأوروبية بشكل عام والترويج للفرص الاستثمارية المتاحة في القطاع السياحي وعقد الشراكات والاتفاقيات في المجالات المتعلقة بالقطاع السياحي.

ويشارك في النسخة الحالية من المعرض 55 مؤسسة سياحية وفندقية محلية و4 شركاء استراتيجيين، الطيران العُماني ومطارات عُمان وشركة عمران والمشغل الوطني للسفر “Visit Oman”.

وقال هيثم بن محمد الغساني مدير عام الترويج السياحي والمتحدث الرسمي بوزارة التراث والسياحة إن المشاركة في معرض بورصة برلين الدولية للسياحة لعام 2025، تساهم في تعزيز مكانة سلطنة عُمان على خارطة السياحة العالمية، والتعريف بالفرص الاستثمارية والإمكانات السياحية الكبيرة التي تمتلكها سلطنة عُمان واستكشاف سبل جديدة لتعزيز التعاون مع ألمانيا خاصة والدول المشاركة في المعرض عامة، مؤكدًا أن الاستثمار في قطاع السياحة بسلطنة عُمان يشكل مستقبلًا واعدًا بناء على الحوافز والمزايا التنافسية التي تقدمها الحكومة للمستثمرين في هذا المجال.

وأضاف الغساني أن المشاركة تعكس التزام سلطنة عُمان بتوسيع قاعدة الزوار الدوليين، في الوقت الذي تعمل فيه على تنويع منتجاتها السياحية وتعزيز النشاط الاقتصادي من خلال الاستثمار في القطاع السياحي وإبراز ما تتمتع به سلطنة عُمان من موقع استراتيجي فريد وجمال طبيعي ومناظر خلابة وتراث ثقافي غني، مؤكدًا أن سلطنة عُمان تشكل وجهة مثالية للسياح الباحثين عن تجارب فريدة ومذهلة.

ويغطي معرض بورصة برلين الدولية 2025، مجموعة واسعة من الاهتمامات، ويتضمن تنظيم العديد من المؤتمرات وحلقات النقاش التي ستتناول آخر المستجدات في قطاع السياحة العالمي؛ بما في ذلك الابتكارات الرقمية، والسياحة المستدامة، وتجارب السفر المتطورة مع التركيز على الاتجاهات المستقبلية لصناعة السياحة والاستفادة من أدوات التسويق الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات والتعلم الآلي.