مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

عبد العزيز حنفي يكتب : محمد ناصر ومعتز مطر أبواق التحريض وتزييف الواقع

في عالم الإعلام، تُعدّ الموضوعية والمصداقية حجر الأساس لأي صحفي يحترم مهنته والجمهور الذي يخاطبه.

لكن في حالة محمد ناصر ومعتز مطر، يبدو أن هذين المبدأين قد تحوّلا إلى شعارات زائفة تُستخدم لاستدراج الجمهور نحو أجندات مشبوهة تهدف إلى تشويه صورة الدولة المصرية وبث الفوضى والفتنة. هؤلاء ليسوا مجرد إعلاميين معارضين، بل هم أدوات دعائية تُحركها أيادٍ خفية، تعمل ليل نهار على ضرب استقرار مصر باستخدام الأكاذيب والتلاعب بالمشاعر.

الهروب إلى الخارج.. والبث من منصات ممولة

منذ أن غادر ناصر ومطر مصر، استقرا في دول تحتضن جماعات معادية للدولة المصرية، ومن هناك بدآ بث برامجهما عبر قنوات تمولها جهات أجنبية معروفة بعدائها لمصر. فهل هذه مجرد مصادفة؟ بالطبع لا. فالإعلامي الحر لا يحتاج إلى دعم خارجي لينقل الحقيقة، لكن هؤلاء وجدوا في الهروب إلى الخارج فرصة ذهبية للمتاجرة بالمعارضة وتضليل الرأي العام.

برامجهم تعج بالكراهية والتحريض المباشر على الدولة، ويظهر ذلك في أسلوبهم الهجومي الذي لا يتوقف عند حدود النقد، بل يصل إلى الدعوة إلى الفوضى وإثارة الشارع المصري، مستخدمين كل وسائل التزييف الممكنة، من فيديوهات مفبركة إلى تصريحات مقتطعة من سياقها، وحتى أخبار كاذبة لا أساس لها من الصحة.

أساليب التضليل الإعلامي: أكاذيب على مدار الساعة

الإعلامي الحقيقي يطرح الأسئلة ويبحث عن الحقيقة، لكن ناصر ومطر لا يبحثان إلا عن الطرق التي يمكن من خلالها إشعال الفتن. فهم يتبعون منهجًا واضحًا في التضليل، يقوم على عدة أساليب أبرزها:

1. المبالغة والتهويل: تحويل أي حدث صغير إلى “كارثة وطنية” تستدعي ثورة، حتى وإن كان الحدث لا يهم إلا فئة ضئيلة من المجتمع.

2. الاجتزاء والتشويه: اقتطاع أجزاء من خطابات المسؤولين وعرضها خارج سياقها لإيهام الجمهور بأن الدولة تعترف بالفشل، بينما الحقيقة تكون عكس ذلك تمامًا.

3. استخدام مصادر مجهولة: كم مرة سمعناهم يقولون “مصادر خاصة”، “شاهد عيان”، أو “تقارير مسربة” دون أي دليل ملموس؟ هذه الخدع تُمكّنهم من نشر أي ادعاء دون الحاجة إلى إثباته.

قد يهمك ايضاً:

انطلاق أعمال المؤتمر السابع لرؤساء المجالس والبرلمانات…

تداول 33 سفينة للحاويات والبضائع العامة بميناء دمياط

4. اللعب على وتر العواطف: كثيرًا ما يستخدمون مشاهد مؤثرة من دول أخرى أو مقاطع قديمة لخلق حالة من الغضب في الشارع المصري، متجاهلين أي إنجازات أو تقدم يحدث في البلاد.

تمويل مشبوه وولاءات خارجية

أحد أكثر الأمور إثارةً للريبة في قضيتي ناصر ومطر هو مصدر التمويل. فمن أين تأتيهم الأموال التي تمكّنهم من الاستمرار في البث لسنوات دون انقطاع؟ تقارير كثيرة أكدت أن هذه القنوات ممولة من جهات لا تريد لمصر الاستقرار، بل تسعى إلى تدميرها كما فعلت في دول أخرى.

إن من يبيع قلمه لمن يدفع أكثر لا يمكن أن يكون إعلاميًا نزيهًا، ومن يقبل بأن يكون بوقًا مأجورًا لتنفيذ أجندات خارجية لا يستحق حتى أن يُسمى صحفيًا. الإعلام المعارض حق مشروع، لكن عندما يتحول إلى أداة تحريضية، يصبح خطرًا يهدد الأمن القومي.

التأثير المحدود في الداخل المصري

على الرغم من محاولاتهم المستمرة لإشعال الفوضى، إلا أن وعي الشعب المصري قد تطور كثيرًا في السنوات الأخيرة، وأصبح المشاهد قادرًا على التمييز بين النقد البناء والتآمر الإعلامي. لم تعد هذه الأبواق قادرة على خداع المصريين كما كانت تفعل في السابق، وأصبح تأثيرها يقتصر على فئة قليلة من المغيبين الذين يستهلكون الأخبار دون التحقق منها.

سقوط الأقنعة

محمد ناصر ومعتز مطر ليسا سوى نماذج لمجموعة من الإعلاميين الذين قرروا بيع ضمائرهم مقابل حفنة من الدولارات، متناسين أن الوطن ليس مجرد سلعة للمساومة. لقد أسقطت السنوات الأخيرة أقنعتهم، وكشفت أنهم مجرد أدوات تُستخدم لضرب استقرار مصر، لكنهم فشلوا في تحقيق أهدافهم لأن وعي المصريين كان أقوى من أكاذيبهم.

في النهاية، ستبقى مصر شامخة رغم كل حملات التشويه، وستسقط هذه الأبواق كما سقط غيرها، لأن الحقيقة لا يمكن أن تُطمس بالكذب، ولأن الشعب المصري قد تعلّم الدرس جيدًا.