مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

المؤرخ الشريف محمد  الحسني وقراءة لنقش “معبد روافة” بين التاريخ و القرآن الكريم 

 

أحمد الشرقاوى

 

قال المؤرخ الشريف محمد بن على الحسني على هامش قراءته لنقش (معبدروافة ) فى ضوء القرآن الكريم 

من يزور أطلال معبد الروافة في منطقة تبوك الذى يقع الهيكل أو المعبد كما وصفه الكتاب إلى الجنوب الغربي من مدينة تبوك، على بعد 115 كيلومترا منها، حيث تم إنشاء المعبد على شكل مربع.

حيث  يمثل المعبد أحد المعابد الرومانية النبطية، ويعود تاريخه إلى القرن الثاني الميلادي، وهذا المعبد شبيه بمعبد روماني موجود في وادي رم بالأردن وكلاهما على الطريق التجاري الغربي القديم.، ووجوده في هذ الموقع الأثري يعود لفترة التحالفات الثمودية مع الرومان.هو نقش ثنائي اللغة أول من اكتشف المعبد هو الرحالة النمساوي الويس موسل عام 1910، فقد رسم مخططًا للمعبد ونسخ النقوش الموجوده إلا أنه تعرض للسرقه من بعض البدو، فكتفى فيما بعد بالاشاره فقط للمعبد في كتاباته. 

ولكن الفضل في ابراز المعبد ودراسته يعود للرحاله البريطاني عبد الله فيلبي، فقد قام فيلبي بزياره الموقع عام 1952، وعمل مخطط للمعبد ونسخ النقوش الموجوده ولكنه عندما عاد له في زياره أخرى في نفس العام أشار إلي أنه لم يجد بعض النقوش نتيجه قيام دارس الأثار السعودي خالد الفراج لنقلها الي القطيف.

وأوضح الحسني ان ستيل قام عام 1966 بزيارة للمعبد وصَوّر المعبد والنقوش الموجودة فيه ونشرها لاحقًا، ثم قام بيتر بارعام 1968 بزيارة الموقع مع فريق من جامعة لندن وقام بنشر الصور والنقوش في مجله بريطانيه مختصه بالاثار. . 1950، جون فليبي كتب عنها تفاصيل أكثر في كتابه أرض مدين، ووصف المعبد أنه عبارة عن بناء مربع يبلغ طول ضلعه ثلاثين قدماً، وأن جداره الغربي مدعم بخمس عشرة قطعة من الحجارة مركومة بعضها فوق بعض، دون أن تلتصق بأية مونة، وكان الحائط الشمالي مدعماً بشكل مائل للحائط الجنوبي، أما جدران المعبد الأخرى فكانت في حالة من الخراب لا توصف. قال الدكتور جواد علي أن المعبد الذي ذكره ديودور الصقلي من ارض قبيلة عربية مكان مقدس له حرمة وشهرة بين جميع العرب ليس مكة وهو موقع بحسمى في الروافه، وقد كان في هذه المنطقة معابد اخرى كثيره اشار اليها الكتبة اليونان والرومان. القراءة :{يشير إلى أن هذا المعبد شُيّد لخدمة العبادة من قبل “شركة ثمود”، شركة ثمود أو اتحاد ثمود مصطلح يشير إلى تحالف قبائل ثمودية، مما يعزز فكرة أن الثموديين لم يكونوا قبيلة واحدة فقط بل عدة قبائل متحالفة.

وأكد الحسني أن  مصطلح “الرس”، هو محل اهتمام خاص، حيث يرد في الترجمات اليونانية بمعنى “الانتصار”، بينما في القواميس العربية يعني “الإصلاح بين الناس”، وهو نفس المعنى الذي يظهر في سياق نقش الروافة.

مضيفا ان هذا يثير تساؤلات عن سبب وصف القرآن الكريم للثموديين بـ”أصحاب الرس”، وربما يشير إلى تقليد أو حدث تاريخي مرتبط بهذه الجماعة يستدعي مزيدًا من البحث. وبالعودة الى زمن النقش وهو القرن الثاني الميلادي زمن الإمبراطور الروماني ماركوس أوريليوس وهو يُعد آخر خمسة أباطرة حكموا روما بسلطة وإنسانية وكفاءة.العالم يعرفه اليوم باعتباره أحد الرواقيين، حارب المسيحية التي كانت في صعود وتولي قوة سياسية متزايدة. كان ماركوس أوريليوس آخر الأباطرة الخمسة الصالحين ، وهو تذكير بأنه على الرغم من القول بأن “السلطة المطلقة مفسدة مطلقة”، إلا أن هذا ليس هو الحال دائمًا. في وقت وفاته، كان أحد أقوى الأشخاص على وجه الأرض حيث كان بإمكانه الحصول على أي شيء يريده، وقليلون، إن وجدوا، من يجرؤون على تحديه في أي شيء. ومع ذلك، أثبت أنه يستحق السلطة التي كان يتمتع بها.

وأوضح انه في عهد ماركوس أوريليوس، كانت الإمبراطورية تسترشد بالفضيلة والحكمة وقد ترك إرث يكشف عن حكمته وفكره لم يطبعه في زمنه أسمه التأملات و يُعد كتاب “التأملات” (Meditations) أحد أعظم الكتب الفلسفية في التاريخ، حيث يعكس أفكار ماركوس أوريليوس، الإمبراطور الروماني والفيلسوف الرواقي. الكتاب عبارة عن خواطر شخصية وتأملات فلسفية كتبها لنفسه أثناء حكمه للإمبراطورية الرومانية، دون أن يقصد نشرها.

 لكنه أصبح لاحقًا مرجعًا للفلسفة الرواقية، وتأثيره مستمر حتى اليوم في الفكر الفلسفي وإدارة الأزمات والتطوير الذاتي 

 

 المواضيع الأساسية في “التأملات”

فلسفة ضبط النفس والتحكم في العواطف

“لا تدع روحك تتأثر بما هو خارج عن إرادتك. فكل شيء في يد الإله.”

واوضح الحسني أن أوريليوس يركز على السيطرة على المشاعر وعدم الانفعال تجاه الأمور التي لا يستطيع الإنسان التحكم فيها ويدعو إلى التقبل الهادئ للظروف الخارجية والتركيز على ضبط النفس.

العدالة والعيش وفق الفضائل الأربعة الرواقية

“العدل هو أساس الحكم الصالح، فلا تظلم، ولا تفسد، ولا تجحد فضل الآخرين.”يرى أن الحاكم يجب أن يكون عادلًا، حكيمًا، متواضعًا، وصادقًا.

الفضائل الأربعة الأساسية التي ركز عليها:

الحكمة – التفكير المنطقي والتصرف بذكاء.

العدالة – معاملة الآخرين بإنصاف واحترام

الشجاعة – مواجهة المصاعب بدون خوف.

الاعتدال – التوازن بين الملذات وضبط النفس.

الإيمان بالقضاء والقدر“كل ما يحدث، يحدث كما يجب أن يكون، وإذا راقبت، سترى أن هذا صحيح.”

يؤمن بأن الكون يسير وفق قوانين إلهية، وعلى الإنسان أن يتقبل الأحداث كما هي دون شكوى.يرى أن كل شيء يحدث وفقًا لخطة كونية لا يمكن للبشر فهمها بالكامل، لكنهم يجب أن يثقوا بها.

الموت والحياة الزائلة

وأشار الحسني خلال قراءته “لماذا تخشى الموت؟ هو مجرد انتقال، وكل شيء في الكون في حالة تغير دائم.”

موضحا أن الكتاب يناقش فكرة الموت كجزء طبيعي من الحياة و يؤكد أن الإنسان يجب أن يعيش كل يوم وكأنه الأخير، ولكن دون خوف من النهاية.

“لا تعش كأنك ستعيش ألف سنة. افعل الخير الآن، لأن اللحظة الحالية هي كل ما تملكه.”

واكد الحسني أن أوريليوس  يحث على العمل والإنتاج وعدم إضاعة الوقت في القلق أو الشكوى و يرى أن أداء الواجب، سواء كإمبراطور أو كإنسان عادي، هو أهم ما يمكن للإنسان فعله في حياته.

واوضح الحسني أن أسلوب الكتاب لم يكن “التأملات” كتابًا مخططًا للنشر، بل كان أشبه بـ مذكرات شخصية كتبها ماركوس أوريليوس لنفسه أثناء حملاته العسكرية.الأسلوب مختصر، مباشر، وحكيم، يشبه كثيرًا تعاليم سقراط وأفلاطون وأرسطو.

وكان يستخدم أمثلة من الطبيعة والحياة اليومية لتوضيح فلسفته.

تأثير كتاب “التأملات” على الفكر العالمي

وذكر المؤرخ محمد الحسني أنه في الفلسفة يعتبر الكتاب أحد أعظم النصوص الفلسفية في التاريخ، وهو من أهم كتب الفلسفة الرواقية ، حيث أثّر في فلاسفة لاحقين مثل مونتين، ديكارت، ونيتشه.

مضيفا أنه في القيادة وإدارة الأزمات يُعتبر مرجعًا في فن القيادة الحكيمة، حيث استخدمه العديد من القادة السياسيين مثل نابليون بونابرت ونيلسون مانديلا.

ويُستخدم اليوم في إدارة الأعمال والتنمية البشرية لمساعدة القادة على اتخاذ قرارات عقلانية في الأوقات الصعبة.

في الأدب والتطوير الذاتي

اوضح الحسني خلال قراءته أن ماركوس أثّر على كتابات إرنست همنغواي، رايان هوليداي، ومارك مانسون الذين استخدموا فلسفته في كتبهم عن التطوير الشخصي وإدارة الحياة كما يستخدم في مجال الصحة النفسية لمساعدة الأشخاص على التعامل مع الضغوط والاكتئاب من خلال الرواقية.

ومن ببن اهم الإقتباسات المشهورة من “التأملات”

“سعادتك تعتمد على نوعية أفكارك.”

“القلق بشأن المستقبل لا يفيد، لأنك لا تستطيع التحكم إلا في اللحظة الحالية.”

“لا تبحث عن السعادة خارج نفسك، فهي تكمن في طريقة تفكيرك.”

“إذا كنت مضطربًا بسبب شيء ما، فالمشكلة ليست في الشيء نفسه، بل في حكمك عليه.”

“كل يوم هو حياة جديدة، فاستيقظ بروح جديدة.”

هل كان “التأملات” كتابًا دينيًا؟

اوضح الحسني أن كتاب التأملات  ليس دينيًا بالمعنى التقليدي، لكنه يحتوي على إشارات كثيرة إلى الإله والعقل الكوني و يتحدث عن الإيمان بالنظام الإلهي العادل، وضرورة العيش وفق قوانين الطبيعة والقدر.

يرى بعض الباحثين أن ماركوس أوريليوس كان أقرب إلى الإيمان بالفكر التوحيدي الفلسفي، لكنه لم يكن متدينًا وفق المفاهيم الدينية التقليدية.

لماذا يعتبر كتاب “التأملات” مهمًا حتى اليوم؟

أنه يعلمنا كيف نعيش حياة متزنة بدون قلق أو خوف.

لأنه يقدم نصائح عملية حول كيفية التعامل مع الأزمات وضغوط الحياة.

لأنه مصدر إلهام لكل من يبحث عن الحكمة والهدوء الداخلي.

وأشار المؤرخ محمد الحسني الى ان “التأملات” ليس مجرد كتاب فلسفي، بل هو دليل عملي للحياة اليومية. يجمع بين الحكمة العميقة والبساطة، ويعطي القارئ طريقة جديدة لفهم العالم والتعامل مع التحديات. ماركوس أوريليوس كان رواقيًا، والرواقية تؤمن بأن الكون تحكمه قوة عقلية منظمة، وهي بمثابة إله كوني أو عقل كلي يحكم الوجود. لذا، عندما يتحدث عن الله أو الإله في كتابه، فهو يشير إلى نظام الكون المحكوم بالعقل والقدر وليس إلى إله شخصي كما في الأديان التوحيدية.يستخدم في كتابه مصطلحات مثل:“العقل الكلي” (Logos)“الطبيعة” (Nature)“الإله”

‏(God)“القدر” (Fate)ويبدو أنه يرى أن هذه المصطلحات كلها تعبر عن نفس القوة التي تدير الكون و الرومان في زمن ماركوس أوريليوس كانوا متعددي الآلهة، يعبدون آلهة مثل جوبيتر ومارس وفينوس.

لكن ماركوس أوريليوس لم يكن مشغولًا كثيرًا بالطقوس الدينية، وكان يرى أن القانون الإلهي أكبر من الآلهة التقليدية.أحيانًا، كان يستخدم كلمة “الآلهة” بصيغة الجمع، لكنه غالبًا يتحدث عن الإله الكوني كقوة واحدة تحكم العالم وهو في كل ذلك يتحدث عن الإله كقوة مسيطرة، ويرى أن الإنسان يجب أن يركز على ما يمكنه التحكم فيه، ويترك ما لا يستطيع تغييره للإرادة الإلهية. و يمكن اعتبار ماركوس أوريليوس أقرب إلى الإيمان الفلسفي بالإله، وليس الإيمان الديني الذي يقوم على الوحي والعبادات .

ونستطيع ان نؤكد أن من جزم بان روافة معبد وثني لا علاقة له بالمسيحية لايملك اي دليل على ذلك بتاتا البته . 

وهذا الأثر شاهد حي للصلات القائمة بين القبائل العربية و القادة الرومان ممثلاً في إقامة معبد تكريمي للأباطرة و القادة الرومان كما ينفرد الموقع بكونه أحد أقصى المواقع الجنوبية التي تشير إلى إمتداد الوجود الروماني في شبه الجزيرة العربية

واوضح الحسني أنه إذا نظرنا إلى بناء معبد روافة من خلال المنظور القرآني، فقد يكون تفسير وجود مثل هذا البناء مرتبطًا بما ورد في القرآن عن أعمال النبي سليمان عليه السلام، خصوصًا في قوله تعالى:

﴿يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ ۖ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۖ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ﴾ (سورة سبأ: 13)

الرابط بين معبد روافة وأعمال النبي سليمان عليه السلام

في هذه الآية التي تشير إلى أن النبي سليمان عليه السلام كان يشرف على إنشاء المحاريب والتماثيل وغيرها من الأعمال المعمارية، وكان يوظّف الجن والإنس في تنفيذ هذه الإنشاءات ويمكنا ان نستنتج انه إذا كان قوم ثمود امتدادًا لشعوب كانت على علم بالإنجازات المعمارية القديمة، فمن الممكن أن بناء هذا المعبد كان قائمًا على موروث معماري متأثر بعصر النبي سليمان. المتأمل في التاريخ العربي يجد أن القبائل الشمالية، بما فيها الأنباط والثموديين، كانوا يتمتعون بمهارات هندسية متقدمة في البناء، وهو ما يمكن أن يكون امتدادًا لعلوم البناء التي نشأت في زمن النبي سليمان.

السؤال الذي يفرض نفسه هو هل كان معبد روافة مركزًا دينيًا أم نصبًا معماريًا؟

قال المؤرخ  الشريف محمد  الحسني كما وضحنا في التحليل السابق، لا يوجد في نقش روافة إشارة مباشرة إلى آلهة العرب الجاهلية، مما قد يدل على أن البناء لم يكن معبدًا وثنيًا بالضرورة، بل قد يكون بناءً معماريًا ذا وظيفة أخرى لافتا أنه في القرآن الكريم، لم تكن التماثيل التي صنعها سليمان عليه السلام لعبادة الأصنام، وإنما كانت لأغراض جمالية وزخرفية أو حتى تعليمية.

كما أننا يمكن ان نستنبط أن معبد روافة مبنيًا على فكرة تكريم الحكام أو الاحتفاء بالمناسبات السياسية بنفس الطريقة التي استُخدمت بها المحاريب والتماثيل في عهد النبي سليمان.

السؤال هل يمكن أن يكون معبد روافة من إرث حضاري يعود لعصر أقدم؟ 

قد يهمك ايضاً:

الاثرى عبد الجواد الحجاجى :  موكب الاحتفال بأبو الحجاج …

«كتاب البيئة» تطلق أول مسابقة للإعلاميين المحليين للتعريف…

قال الحسني من المعروف أن بعض المباني التي نسبت إلى الحضارات الوثنية قد تكون في الأصل من إرث حضارات موحدة، ثم أعيد استخدامها أو تحويرها لأغراض أخرى بمرور الزمن و بما أن القرآن يذكر أن ثمود كانوا ذوي حضارة متقدمة، فمن المحتمل أن جزءًا من الهندسة المعمارية التي مارسها الثموديون والرومان لاحقًا كان مستمدًا من معارف أقدم تعود إلى عصر سليمان عليه السلام.

الدليل الأثري واللغوي: 

هل كان البناء تقليدًا لموروث سابق؟ 

أوضح المؤرخ  الحسني أن الأنباط والتدمريين الذين سكنوا مناطق قريبة من معبد روافة كانوا يستخدمون تقنيات متطورة في النحت الصخري والبناء.قد يكون قوم ثمود ورثوا هذه التقنيات من حضارات أقدم مثل عاد أو من العلوم التي انتشرت في عهد سليمان، والتي ربما بقيت مستخدمة لديهم حتى فترات متأخرة.

هل يمكن إعادة قراءة معبد روافة في ضوء القرآن؟

وأضاف الحسني قد يكون بناء معبد روافة مستندًا إلى إرث معماري وحضاري أقدم وليس بالضرورة مركزًا وثنيًا للعبادة.يمكن ربط هذا البناء بما ذكره القرآن عن تماثيل سليمان، حيث أن فكرة إنشاء المباني والتماثيل لم تكن محصورة في الوثنية، بل قد تكون جزءًا من تقنيات البناء المستخدمة منذ أزمنة قديمة و ربما كانت هذه المعابد مراكز إدارية أو تذكارية أكثر من كونها مواقع عبادة، مثلما كانت منشآت سليمان عليه السلام تُستخدم لأغراض متنوعة.

السؤال الذي يبقى مطروحًا:

هل يمكن أن يكون معبد روافة نموذجًا لتأثير حضاري أقدم يعود إلى زمن النبي سليمان؟

أوضح الحسني خلال قراءته أن هذا احتمال يحتاج إلى مزيد من البحث الأثري واللغوي، لكنه يفتح بابًا لفهم جديد للعلاقة بين العرب القدماء والتراث العمراني الذي وصل إليهم من الأمم السابقة.

وان تحديد نقش روافة في القرن الثاني الميلادي، وهو عصر قريب من زمن وفاة النبي عيسى عليه السلام وفق بعض التقديرات، يفتح تساؤلات مهمة حول طبيعة الديانة التي كان عليها قوم ثمود في تلك الحقبة.

وذكر أنه  من جهة، يؤكد النقش وجود قوم ثمود ككيان سياسي متحالف مع الرومان، ومن جهة أخرى، يظهر أن هذا التحالف كان يشمل بناء معابد تحمل صبغة رومانية يُقال إنها وثنية. فكيف يمكن لنا تفسير ذلك؟

حقيقة الوثنية في النقش: هل كان معبد روافة معبدًا لعبادة الأباطرة؟

قراءة النقش بموضوعية: النقش يذكر أن المعبد شُيّد “من أجل البقاء الأبدي لسادة حكام العالم، الإلهين الكبار، ماركوس أورليوس أنطونيوس ولوشيوس فيروس”.

هذا الوصف يتماشى مع العرف السياسي الروماني في ذلك الوقت، حيث كان أباطرة روما غالبًا يُمنحون صفة “الآلهة” بعد وفاتهم كجزء من التقاليد الإمبراطورية وليس بالضرورة كعبادة حقيقية من قبل جميع الشعوب الخاضعة لهم.

وقال الحسني السؤال الذي يطرح نفسه هل هذا يعني أن الثموديين كانوا يعبدون الأباطرة؟ الجواب لا يوجد في النص ما يثبت أن قوم ثمود كانوا يعبدون الأباطرة الرومان، بل يبدو أنهم أقاموا هذا المعبد في إطار العلاقات السياسية مع روما، تمامًا كما فعلت حضارات أخرى مثل الأنباط والتدمريين والغساسنة.و يمكن تفسير بناء المعبد بأنه كان وسيلة سياسية لإظهار الولاء لروما، وليس بالضرورة ممارسة عبادة وثنية.في كثير من الأحيان، كانت الشعوب الخاضعة للرومان مضطرة إلى اتباع بعض الممارسات الرسمية لضمان الاستقلال النسبي داخل الإمبراطورية.

واوضح الحسني أنه يمكن ان نستعرض أوجه السياق الديني للعرب في القرن الثاني الميلادي من خلال

الديانات المتعددة في الجزيرة العربية قبل الإسلام 

حيث كانت الوثنية لم تكن الشكل الديني الوحيد في شمال الجزيرة العربية في ذلك الوقت.

وان العرب في العصور القريبة قبل الإسلام كانوا موزعين بين: 

الحنفاء: وهم الموحدون الذين بقوا على ديانة إبراهيم عليه السلام.

أتباع المسيحية: التي كانت قد انتشرت في نجران والشام.

اليهود: الذين استوطنوا يثرب (المدينة المنورة) وخيبر ومناطق أخرى

الوثنيون: الذين عبدوا الأصنام، وكانوا الأغلبية في بعض المناطق.

هل يمكن أن يكون قوم ثمود من الموحدين؟

أوضح الحسني أنه  لا يوجد دليل قاطع على ان قوم ثمود

كانوا موحدين أو وثنيين بالكامل، لكن من الممكن أن بعضهم كانوا ما زالوا يتبعون ديانة التوحيد الإبراهيمية أو تأثروا بها.

وذكر أنه لو كان قوم ثمود في هذا العصر على الوثنية المطلقة، لوجدنا في النقش إشارات إلى آلهة العرب التقليدية (مثل اللات، العزى، مناة، وود)، وهو أمر غير موجود في نقش روافة.كما أننا لدينا الدليل على وجود تيارات توحيدية عند العرب قبل الإسلام هو ظهور عدد من الشخصيات المعروفة بعبادة الله الواحد دون الأصنام، مثل عبدالمطلب و قس بن ساعدة الإيادي وزيد بن عمرو بن نفيل.وغيرهم 

هل يمكن مقارنة نقش روافة بوضع الأنباط والتدمريين؟

الأنباط في البتراء كانوا يخضعون للنفوذ الروماني أيضًا، ومع ذلك استمروا في استخدام ديانتهم التقليدية وعبادة الإله ذو الشرى.والتدمريون في تدمر كانوا يمارسون ديانتهم الخاصة ولكنهم أظهروا ولاءً لروما من خلال بعض الرموز الإمبراطورية.إذًا، يمكن افتراض أن قوم ثمود في القرن الثاني الميلادي ربما كانوا على مزيج من الولاء السياسي لروما مع الاحتفاظ بعاداتهم الدينية المحلية.

كيف يمكن ربط ذلك بتاريخ وفاة النبي عيسى عليه السلام؟ 

وقال الحسني وفق بعض التفسيرات الإسلامية والتاريخية، يُعتقد أن النبي عيسى عليه السلام رُفع إلى السماء ولم يُصلب، بينما يرى المؤرخون الغربيون أن وفاته كانت في بداية القرن الأول الميلادي.

وبما أن نقش روافة يرجع إلى القرن الثاني الميلادي، فهذا يعني أن الوثنية الرومانية كانت في أوجها خلال هذا الوقت، وهو العصر الذي شهد اضطهاد المسيحيين الأوائل وانتشار الطقوس الوثنية في الإمبراطورية.لكن في نفس الفترة، كان هناك توغل للأفكار التوحيدية في بعض المناطق، حيث بدأ المسيحيون الأوائل في نشر عقيدتهم، وظهرت حركات توحيدية داخل الجزيرة العربية.من هنا، يمكن ربط الأمر بأن بعض قبائل شمال الجزيرة العربية، ومنها قوم ثمود، ربما تأثروا بالتيارات التوحيدية الموجودة آنذاك، لكنهم اضطروا سياسيًا لإبداء الولاء لروما من خلال بناء المعبد.

الاستنتاج: هل كان قوم ثمود وثنيين أم موحدين في العصر الروماني؟النقش لا يثبت أنهم كانوا يعبدون الأباطرة الرومان، بل يظهر فقط تأثرهم بالسياسة الرومانية.عدم ذكر آلهة العرب التقليدية في النقش قد يدل على أن قوم ثمود لم يكونوا وثنيين بالمفهوم الجاهلي المتأخر.السياق الديني في ذلك العصر يشير إلى وجود تيارات توحيدية في الجزيرة العربية، مما يعني أن بعض الثموديين ربما كانوا لا يزالون على التوحيد.يمكن افتراض أن معبد روافة كان أكثر من مجرد “معبد ديني”، بل كان بمثابة “نصب سياسي” يرمز إلى ولاء القبائل الثمودية للرومان.

 

500,375,0,0.7552631578947369,-1

 

  • واختتم المؤرخ الشريف محمد الحسني قائلا في النهاية  يمكن القول بأن معبد روافة كان معبدًا وثنيًا بالمعنى الديني ليس دقيقًا، بل كان وسيلة سياسية لإثبات الولاء لروما. لا يمكن الجزم بأن قوم ثمود كانوا وثنيين بالكامل في هذا العصر، فربما كان هناك بينهم موحدون تأثروا بالديانة الإبراهيمية أو بالتوجهات التوحيدية الأخرى المنتشرة آنذاك. وهذا يتطلب المزيد من البحث في النقوش العربية الشمالية لفهم طبيعة المعتقدات الدينية للعرب في العصر الروماني، كما أننا نؤكد أن ثمود القبيلة – مجموعة قبائل- تختلف عن ثمود قوم نبي الله صالح عليه السلام. ثمود القديمة قبيلة نبي الله صالح عليه السلام أقدم مما بكثير وبأدلة صريحة من القرآن الكريم. وفي القرن الثامن قبل الميلاد حسب النقوش الثمودية، ورد ذكرها لأول وهلة القرن الثامن قبل الميلاد كما أمتدت النقوش تقديريًا إلى النصف الثاني من الألف الثاني قبل الميلاد.اما معبد روافة بُني على أقل تقدير ما بين 167-168م من قبل زعماء اتحاد الثموديين تكريمًا للأباطرة الرومان و يثبت أن قوم ثمود لم يكونوا مجرد ذكر ديني في القرآن، بل كيان سياسي في شمال الجزيرة العربية حتى القرن الثاني الميلادي.

وأشار الحسني إلى أن النقش يؤكد أن “اتحاد الثموديين” كان حليفًا للرومان، وربما كانوا تابعين إداريًا للإمبراطورية.يدعم الفرضية القائلة بأن الأنباط والثموديين كانوا مرتبطين ثقافيًا، بدليل استخدامهم للغة النبطية في الكتابة.يفتح الباب لدراسات أوسع عن طبيعة علاقات العرب القدماء مع القوى العظمى مثل الرومان والفرس.نقش معبد روافة هو أحد أقوى الأدلة الأثرية على الوجود المتأخر لقوم ثمود، ودورهم السياسي، وعلاقتهم بالرومان، مما يستوجب إعادة تقييم النظريات الغربية التي تنكر وجودهم ككيان سياسي في العصور المتأخرة 

نستطيع من النقش نكتشف مايلي :التأكيد على التحالف الروماني-الثمودي جاء في النقش أن بناء المعبد تم من قبل زعماء اتحاد الثموديين، مما يثبت أن قوم ثمود لم يكونوا مجرد قبائل متناثرة، بل كانوا كيانًا منظمًا يحمل اسم “اتحاد الثموديين”وهذا يوضح أن الثموديين لم ينقرضوا في العصور السحيقة كما يزعم بعض المستشرقين، بل كانوا موجودين في القرن الثاني الميلادي ولهم علاقات مباشرة بالإمبراطورية الرومانية كما أن النقش يظهر الاعتراف بسيادة الأباطرة الرومان من قبل الثموديين و النقش يشير إلى ماركوس أورليوس أنطونيوس ولوشيوس أورليوس فيروس كـ “الإلهين الكبار” و”سادة حكام العالم”، مما يعكس الهيمنة الرومانية على شمال الجزيرة العربية.و يضيف النقش وصف “قاهري الأرمنيين” مما يربط بناء المعبد بحدث سياسي مهم، وهو انتصار الرومان على الأرمن خلال حملات ماركوس أورليوس ويعكس الدور الإداري الروماني في البناء للمعبد، مما يثبت أن الرومان لم يقتصروا على السيطرة العسكرية، بل تدخلوا في تنظيم المجتمع المحلي من خلال دعم المشاريع الدينية والمعمارية

 وقال  الحسني :عن تماثيل سليمان، حيث أن فكرة إنشاء المباني والتماثيل لم تكن محصورة في الوثنية، بل قد تكون جزءًا من تقنيات البناء المستخدمة منذ أزمنة قديمة.و ربما كانت هذه المعابد مراكز إدارية أو تذكارية أكثر من كونها مواقع عبادة، مثلما كانت منشآت سليمان عليه السلام تُستخدم لأغراض متنوعة.

السؤال الذي يبقى مطروحًا:

هل يمكن أن يكون معبد روافة نموذجًا لتأثير حضاري أقدم يعود إلى زمن النبي سليمان؟

أوضح الشريف الحسني هذا احتمال يحتاج إلى مزيد من البحث الأثري واللغوي، لكنه يفتح بابًا لفهم جديد للعلاقة بين العرب القدماء والتراث العمراني الذي وصل إليهم من الأمم السابقة.

وقال الحسني أن تحديد نقش روافة في القرن الثاني الميلادي، وهو عصر قريب من زمن وفاة النبي عيسى عليه السلام وفق بعض التقديرات، يفتح تساؤلات مهمة حول طبيعة الديانة التي كان عليها قوم ثمود في تلك الحقبة. 

فمن جهة، يؤكد النقش وجود قوم ثمود ككيان سياسي متحالف مع الرومان، ومن جهة أخرى، يظهر أن هذا التحالف كان يشمل بناء معابد تحمل صبغة رومانية يُقال إنها وثنية. فكيف يمكن لنا تفسير ذلك؟

حقيقة الوثنية في النقش: هل كان معبد روافة معبدًا لعبادة الأباطرة؟

قراءة النقش بموضوعية:النقش يذكر أن المعبد شُيّد “من أجل البقاء الأبدي لسادة حكام العالم، الإلهين الكبار، ماركوس أورليوس أنطونيوس ولوشيوس فيروس”.هذا الوصف يتماشى مع العرف السياسي الروماني في ذلك الوقت، حيث كان أباطرة روما غالبًا يُمنحون صفة “الآلهة” بعد وفاتهم كجزء من التقاليد الإمبراطورية وليس بالضرورة كعبادة حقيقية من قبل جميع الشعوب الخاضعة لهم.

السؤال الذي يطرح نفسه هل هذا يعني أن الثموديين كانوا يعبدون الأباطرة؟ الجواب لا يوجد في النص ما يثبت أن قوم ثمود كانوا يعبدون الأباطرة الرومان، بل يبدو أنهم أقاموا هذا المعبد في إطار العلاقات السياسية مع روما، تمامًا كما فعلت حضارات أخرى مثل الأنباط والتدمريين والغساسنة.و يمكن تفسير بناء المعبد بأنه كان وسيلة سياسية لإظهار الولاء لروما، وليس بالضرورة ممارسة عبادة وثنية.في كثير من الأحيان، كانت الشعوب الخاضعة للرومان مضطرة إلى اتباع بعض الممارسات الرسمية لضمان الاستقلال النسبي داخل الإمبراطورية.

يمكن نستعرض أوجه السياق الديني للعرب في القرن الثاني الميلادي

الديانات المتعددة في الجزيرة العربية قبل الإسلام 

الوثنية لم تكن الشكل الديني الوحيد في شمال الجزيرة العربية في ذلك الوقت.

العرب في العصور القريبة قبل الإسلام كانوا موزعين بين:

الحنفاء: وهم الموحدون الذين بقوا على ديانة إبراهيم عليه السلام.

أتباع المسيحية: التي كانت قد انتشرت في نجران والشام.

اليهود: الذين استوطنوا يثرب (المدينة المنورة) وخيبر ومناطق أخرى.

الوثنيون: الذين عبدوا الأصنام، وكانوا الأغلبية في بعض المناطق.

هل يمكن أن يكون قوم ثمود من الموحدين؟

لا يوجد دليل قاطع على أنهم كانوا موحدين أو وثنيين بالكامل، لكن من الممكن أن بعضهم كانوا ما زالوا يتبعون ديانة التوحيد الإبراهيمية أو تأثروا بها.

اوضح الحسني خلال قراءته لو كان قوم ثمود في هذا العصر على الوثنية المطلقة، لوجدنا في النقش إشارات إلى آلهة العرب التقليدية (مثل اللات، العزى، مناة، وود)، وهو أمر غير موجود في نقش روافة.كما أننا لدينا الدليل على وجود تيارات توحيدية عند العرب قبل الإسلام هو ظهور عدد من الشخصيات المعروفة بعبادة الله الواحد دون الأصنام، مثل عبدالمطلب و قس بن ساعدة الإيادي وزيد بن عمرو بن نفيل.وغيرهم 

هل يمكن مقارنة نقش روافة بوضع الأنباط والتدمريين؟الأنباط في البتراء كانوا يخضعون للنفوذ الروماني أيضًا، ومع ذلك استمروا في استخدام ديانتهم التقليدية وعبادة الإله ذو الشرى.والتدمريون في تدمر كانوا يمارسون ديانتهم الخاصة ولكنهم أظهروا ولاءً لروما من خلال بعض الرموز الإمبراطورية.إذًا، يمكن افتراض أن قوم ثمود في القرن الثاني الميلادي ربما كانوا على مزيج من الولاء السياسي لروما مع الاحتفاظ بعاداتهم الدينية المحلية.

كيف يمكن ربط ذلك بتاريخ وفاة النبي عيسى عليه السلام؟وفق بعض التفسيرات الإسلامية والتاريخية، يُعتقد أن النبي عيسى عليه السلام رُفع إلى السماء ولم يُصلب، بينما يرى المؤرخون الغربيون أن وفاته كانت في بداية القرن الأول الميلادي.بما أن نقش روافة يرجع إلى القرن الثاني الميلادي، فهذا يعني أن الوثنية الرومانية كانت في أوجها خلال هذا الوقت، وهو العصر الذي شهد اضطهاد المسيحيين الأوائل وانتشار الطقوس الوثنية في الإمبراطورية لكن في نفس الفترة، كان هناك توغل للأفكار التوحيدية في بعض المناطق، حيث بدأ المسيحيون الأوائل في نشر عقيدتهم، وظهرت حركات توحيدية داخل الجزيرة العربية.من هنا، يمكن ربط الأمر بأن بعض قبائل شمال الجزيرة العربية، ومنها قوم ثمود، ربما تأثروا بالتيارات التوحيدية الموجودة آنذاك، لكنهم اضطروا سياسيًا لإبداء الولاء لروما من خلال بناء المعبد.

الاستنتاج: هل كان قوم ثمود وثنيين أم موحدين في العصر الروماني؟النقش لا يثبت أنهم كانوا يعبدون الأباطرة الرومان، بل يظهر فقط تأثرهم بالسياسة الرومانية.عدم ذكر آلهة العرب التقليدية في النقش قد يدل على أن قوم ثمود لم يكونوا وثنيين بالمفهوم الجاهلي المتأخر.السياق الديني في ذلك العصر يشير إلى وجود تيارات توحيدية في الجزيرة العربية، مما يعني أن بعض الثموديين ربما كانوا لا يزالون على التوحيد.يمكن افتراض أن معبد روافة كان أكثر من مجرد “معبد ديني”، بل كان بمثابة “نصب سياسي” يرمز إلى ولاء القبائل الثمودية للرومان.

في النهاية القول بأن معبد روافة كان معبدًا وثنيًا بالمعنى الديني ليس دقيقًا، بل كان وسيلة سياسية لإثبات الولاء لروما. لا يمكن الجزم بأن قوم ثمود كانوا وثنيين بالكامل في هذا العصر، فربما كان هناك بينهم موحدون تأثروا بالديانة الإبراهيمية أو بالتوجهات التوحيدية الأخرى المنتشرة آنذاك. وهذا يتطلب المزيد من البحث في النقوش العربية الشمالية لفهم طبيعة المعتقدات الدينية للعرب في العصر الروماني.كما أننا نؤكد أن ثمود القبيلة – مجموعة قبائل- تختلف عن ثمود قوم نبي الله صالح عليه السلام. ثمود القديمة قبيلة نبي الله صالح عليه السلام أقدم مما بكثير وبأدلة صريحة من القرآن الكريم. وفي القرن الثامن قبل الميلاد حسب النقوش الثمودية، ورد ذكرها لأول وهلة القرن الثامن قبل الميلاد كما أمتدت النقوش تقديريًا إلى النصف الثاني من الألف الثاني قبل الميلاد.اما معبد روافة بُني على أقل تقدير ما بين 167-168م من قبل زعماء اتحاد الثموديين تكريمًا للأباطرة الرومان. يثبت أن قوم ثمود لم يكونوا مجرد ذكر ديني في القرآن، بل كيان سياسي في شمال الجزيرة العربية حتى القرن الثاني الميلادي.النقش يؤكد أن “اتحاد الثموديين” كان حليفًا للرومان، وربما كانوا تابعين إداريًا للإمبراطورية.يدعم الفرضية القائلة بأن الأنباط والثموديين كانوا مرتبطين ثقافيًا، بدليل استخدامهم للغة النبطية في الكتابة.يفتح الباب لدراسات أوسع عن طبيعة علاقات العرب القدماء مع القوى العظمى مثل الرومان والفرس.نقش معبد روافة هو أحد أقوى الأدلة الأثرية على الوجود المتأخر لقوم ثمود، ودورهم السياسي، وعلاقتهم بالرومان، مما يستوجب إعادة تقييم النظريات الغربية التي تنكر وجودهم ككيان سياسي في العصور المتأخرة 

نستطيع من النقش نكتشف مايلي :التأكيد على التحالف الروماني-الثمودي جاء في النقش أن بناء المعبد تم من قبل زعماء اتحاد الثموديين، مما يثبت أن قوم ثمود لم يكونوا مجرد قبائل متناثرة، بل كانوا كيانًا منظمًا يحمل اسم “اتحاد الثموديين”.و هذا يوضح أن الثموديين لم ينقرضوا في العصور السحيقة كما يزعم بعض المستشرقين، بل كانوا موجودين في القرن الثاني الميلادي ولهم علاقات مباشرة بالإمبراطورية الرومانية.كما أن النقش يظهر الاعتراف بسيادة الأباطرة الرومان من قبل الثموديين و النقش يشير إلى ماركوس أورليوس أنطونيوس ولوشيوس أورليوس فيروس كـ “الإلهين الكبار” و”سادة حكام العالم”، مما يعكس الهيمنة الرومانية على شمال الجزيرة العربية.و يضيف النقش وصف “قاهري الأرمنيين”، مما يربط بناء المعبد بحدث سياسي مهم، وهو انتصار الرومان على الأرمن خلال حملات ماركوس أورليوس.ويعكس الدور الإداري الروماني في البناء للمعبد، مما يثبت أن الرومان لم يقتصروا على السيطرة العسكرية، بل تدخلوا في تنظيم المجتمع المحلي من خلال دعم المشاريع الدينية والمعمارية

مما يستوجب إعادة تقييم النظريات الغربية التي تنكر وجودهم ككيان سياسي في العصور المتأخرة 

واختتم المؤرخ  الشريف محمد الحسني مؤكدا أنه يمكن من النقش نكتشف مايلي :التأكيد على التحالف الروماني-الثمودي جاء في النقش أن بناء المعبد تم من قبل زعماء اتحاد الثموديين، مما يثبت أن قوم ثمود لم يكونوا مجرد قبائل متناثرة، بل كانوا كيانًا منظمًا يحمل اسم “اتحاد الثموديين”.و هذا يوضح أن الثموديين لم ينقرضوا في العصور السحيقة كما يزعم بعض المستشرقين، بل كانوا موجودين في القرن الثاني الميلادي ولهم علاقات مباشرة بالإمبراطورية الرومانية.كما أن النقش يظهر الاعتراف بسيادة الأباطرة الرومان من قبل الثموديين و النقش يشير إلى ماركوس أورليوس أنطونيوس ولوشيوس أورليوس فيروس كـ “الإلهين الكبار” و”سادة حكام العالم”، مما يعكس الهيمنة الرومانية على شمال الجزيرة العربية.و يضيف النقش وصف “قاهري الأرمنيين”، مما يربط بناء المعبد بحدث سياسي مهم، وهو انتصار الرومان على الأرمن خلال حملات ماركوس أورليوس.ويعكس الدور الإداري الروماني في البناء للمعبد، مما يثبت أن الرومان لم يقتصروا على السيطرة العسكرية، بل تدخلوا في تنظيم المجتمع المحلي من خلال دعم المشاريع الدينية والمعمارية