مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

مسرحية (ماذا لو) لحنان إسماعيل تفتح باب الأمل أمام مستقبل أطفالنا

تحليل -د صبري زمزم:

هذه ليست قصة عادية كسائر القصص فھی لا تتكون كغيرها من حروف وكلمات وجمل فحسب، بل بالإضافة إلى ذلك تتكون من رسوم وخطوط وألوان جسدت شخوص القصة، ومسرح أحداثها بشكل جميل ومتكامل، ففيها تضافر الأدب مع الفن، وتعانق فيها الأفكار والكلمات مع الرسومات ،فأظهرتها الألوان في أحسن صورة، وجعلت الحواس تتشارك فى استقبالها والتفاعل معها.

 

وذلك من خلال كلمات وعبارات د.حنان إسماعيل، ورسومات الفنان محسن عبد الحفيظ، والتي كونت هذا الفن المسمى (كوميك) وهو بالطبع ليس جديدا، فكلنا بلا استثناء نشأنا أول ما نشأنا على قراءة ميكي وسمير وتان تان، وغيرها من المجلات التى دمجت الرسم بالقصة، وجسدتها في صورة شخصيات عاشت معنا، و كبرنا معها مثل میكی وسمیر ودونالد دك وعم بطوط وغيرهم، فاليوم نعيش تجربة جديدة تعيد إلينا ذكريات الطفولة وتعيد إلينا براءتنا المسلوبة بالمزج بين شخصيات القصة من البشر كبارا وصغارا وبين شخصيات الحيوانات التى تقمصوها ومثلوها على المسرح، فهذه دبة، وهذه بطة، وهذه زرافة وهذا غراب، وهذه فيلة، وهذه غزالة، وتلك بجعة، وهذا وحيد القرن، وكل منهم أدى دوره على المسرح بعناصره الجذابة من ستارة وخشبة وديكور، وغيرها هذا من حيث الشكل.

أما من حيث المضمون فقدمت لنا الدكتورة حنان إسماعيل برنامجاً حكوميا متكاملا لمعظم الوزارات التى لها احتكاك بالشعب وأفراده ولها كبير الأثر عليه وعلى مستقبله.

 

فقدمت لنا من خلال فكرة “ماذا لو” آمالا وطموحات لكل منهم وأفكارا لابد أن تؤخذ في الاعتبار فى كل وزارة وجاءت بها على لسان الحيوانات لأنها الأقرب إلى قلب الطفل، فبدأت بوزارة الثقافة، ليتردد هذا السؤال في ذهن القارئ بتنويعات شتى ليكون أسئلة لا حصر لها تبدأ بعبارة ماذا لو لتطلق العنان لكل قارئ ليسأل نفسه، ثم يجيب ماذا لو…..

*فإذا انتقلنا إلى إجابة السؤال عند الحيوانات أبطال المسرحية سنجد أن البرنامج المقترح من الغزالة لو أصبحت وزيرة للثقافة هو رفع الوعي والمستوى الثقافي عن طريق إنشاء مكتبات في الحدائق العامة والسماح لكل حيوان باستعارة كتاب أسبوعيا، وتخصيص جانب منها للتلوين، والمكعبات لصغار الحيوانات،
وذلك من أجل مساعدتهم على القيام بأدوارهم، فالطفل الذي يقرأ يصعب عليه أن يكون شخصية ضعيفة منقادة، أو يسيطر على تفكيره أحد.
والجملة الأخيرة هي أفضل ما في البرنامج إذ إنها الهدف من القراءة والتوعية.
*أما الزرافةالمرشحة كوزيرة للزراعة فبرنامجها: لابد من زراعة جميع النباتات التي تحتاجها الحيوانات في غذائها حتى لا نستوردها من الخارج. فيظل صوتها حرا لا يسيطر عليه أحد.
أيضا الاهتمام بشراء الأسمدة النقية الخالصة من الكيماويات حفاظا على صحة الحيوانات من الأمراض المهلكة.
إن الحيوان الذي لا يملك قوته لا يملك قراره، وهذه الجملة هي بيت القصيد

*أما الهدهد فوضع خطة لوزارة الإعلام:
سأتولى بنفسي وضع الخطط من أجل بث برامج التوعية وتقديم الأغاني الهادفة، والأعمال الأدبية التي ترقى بالذوق العام لحيوانات الحديقة.
وأيضا تقديم نشرة أخبار الحديقة لتعريفهم بالأحداث المحلية داخل الحديقة، وجميع الحدائق المجاورة حتى تشعر بأمن الجوار.

قد يهمك ايضاً:

تراجع غير مسبوق بأسعار الدواجن اليوم ومفاجأة بسعر كرتونة…

إنخفاض أسعار الحديد والأسمنت اليوم الثلاثاء 11 فبراير 2025

*أما الغراب فقال إن أصبحت وزيرا للداخلية سأكون حريصا على توفير الأمن والأمان في الحديقة كي يأمن كل حيوان على بيته، وعلى أولاده
، بل وقطع دابر اللصوص، عن طريق محاربة الفقر والتسول، ووضع القوانين وتشديد العقوبة على المخالفين.
وكيف سيتم ذلك ؟
بتوفير فرص العمل، وعمل المشروعات التنموية التي من شأنها جذب شباب الحيوانات.
*أما البجعة إن أصبحت وزيرة للشباب والرياضة فستقوم بإنشاء مراكز الشباب وقصور الثقافة وناد كبير في الحديقة، فالعقل السليم في الجسم السليم وتنظيم مسابقات مشابهة للماراثون كل شهر يشترك فيها جميع الحيوانات للحفاظ على اللياقة العامة لحيوانات الحديقة.

وأضافت الدبة: إن توليت مهمة وزارة التكافل الاجتماعي؟

سأقوم بعمل إعانات لضعاف الحيوانات والأيتام والأرامل مع التنسيق مع وزير المالية، تلك الإعانات تصل إلى بيتهم مع الحيوان المسئول عن ذلك، فنرفع عنهم حرج السؤال. وأننا لكي نعيش معا أسرة متعاونة على القوي أن يحمل الضعيف..
* وحيد القرن إن توليت وزارة التربية والتعليم.

فأنا جوهر الحديقة وأساسها، فبالعلم تسمو الحيوانات وتتقدم. أرى أن تصنع بأيدينا تجربة ذاتية تناسب بيئتنا وسمات أبنائنا الشخصية في حالة عدم وجود تجربة محلية نستعين بتجربة أجنبية تناسب مدارسنا وبيئتنا التعليمية.

 

وأضافت مزيدا من الشرح بأنها ترى ألا يبدأ الحيوان الكتابة في سن صغيرة، بل يبدأ بتشكيل الصلصال والمكعبات وترتيب الأشكال، وفي بداية المرحلة الابتدائية نقوم بعمل اختبار للصغار نختبر فيه مهاراتهم اللغوية والحركية والعقلية والميكانيكية يوجه بعدها كل حيوان إلى نوعية التعليم التي يجيدها، حتى يتخرج من مدرسته أو جامعته حيوانا مرموقا يفيد الحديقة في مجال تخصصه حتى لا تصاب الحيوانات بالأزمات النفسية نتيجة أخطاء الكبار.

 

* الفيلة الطيبة إذا أصبحت قاضيا فستقوم بالفصل بين المتخاصمين والمتنازعين بالحق، على أن يكون الفصل في الخلافات سريعا حماية للحقوق ومنعا للضغينة.

* وقد استخدمت الكاتبة د.حنان إسماعيل لغة عربية فصيحة صحيحة بسيطة لتنجح في توصيل فكرتها إلى الجميع كبارا وصغارا بشكل سلس وممتع معا.

* وهي بذلك تدمج الفئات العمرية الصغيرة من الأطفال والشباب في هموم الوطن ومشاغله، وتجعله مشاركا إيجابيا في تشكيل المجتمع الذي يعيش فيه، ومساهما بفكره في حل مشاكله مما يذكي شعور الانتماء إلى الوطن من الصغر.