مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

المتحف الوطني يعقد مؤتمرًا إعلاميًا لتدشين “المواسم الثقافية الروسية” في سلطنة عُمان

مسقط : أحمد فتحي 

عقد المتحف الوطني اليوم السبت الموافق (1 فبراير 2025م) مؤتمرًا إعلاميًا حول تدشين البرنامج المتحفي من “المواسم الثقافية الروسية” في سلطنة عُمان، بالتعاون مع وزارة الثقافة الروسية ومؤسسة “المواسم الروسية”، كما دشن المعرض الثاني ضمن مبادرة ركن متحف الإرميتاج الحكومي بعنوان: “هدايا أمراء بخارى وخانات آسيا الوسطى للبلاط القيصري الروسي”، بحضور  أولغا لوبيموفا، وزيرة الثقافة الروسية الموقرة، وعدد من أصحاب السمو والسعادة وعدد من الإعلاميين والمسؤولين والمهتمين بالشأن الثقافي والمتحفي.

وقدم جمال بن حسن الموسوي، الأمين العام للمتحف الوطني خلال المؤتمر عرضًا مرئيًا حول مسار التعاون الثقافي والمتحفي بين المتحف الوطني ونظرائه في روسيا الاتحادية، كما استعرضت أولغا لوبيموفا، وزيرة الثقافة الروسية الموقرة أبرز فعاليات وأنشطة المواسم الثقافية الروسية التي ستقام بالتعاون مع مختلف الجهات في سلطنة عُمان خلال العام الجاري في مجالات متنوعة، تشمل المتاحف، والفنون المسرحية، والفنون الموسيقية، والأدبية.
وعلى هامش الفعالية وقع المتحف الوطني مع مؤسسة “المواسم الروسية” اتفاقية تدشين المواسم الثقافية الروسية في سلطنة عُمان.

وقع الاتفاقية من جانب المتحف الوطني جمال بن حسن الموسوي الأمين العام للمتحف الوطني، فيما وقعها من جانب مؤسسة “المواسم الروسية” سفيتلانا أناتوليفنا كوندراتيفا، مديرة مؤسسة “المواسم الروسية”
‫‬

وقال سعادة جمال بن حسن الموسوي، الأمين العام للمتحف الوطني: “نحتفي اليوم بتدشين الشق المتحفي من “المواسم الثقافية الروسية” في سلطنة عُمان وكذلك افتتاح المعرض الثاني ضمن مبادرة ركن الإرميتاج بعنوان “هدايا أمراء بُخارى وخانات آسيا الوسطى للبلاط القيصري الروسي” في المتحف الوطني بالتعاون مع متحف الإرميتاج الحكومي في مدينة سانت بطرسبورغ، والذي يأتي سعيًا إلى تعزيز التبادل الثقافي والتعريف بالمكنونات الحضارية للبلدين، الّذين تربطهما علاقات تأريخية تمتد إلى قرون من الزمن، يسعى البلدان إلى تنميتها والمحافظة على استمراريتها، ويأتي ذلك تزامنًا مع الاحتفال بمرور (40) أربعين عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين سلطنة عُمان وروسيا الاتحادية. وفي هذا الإطار، وفي سياق الدبلوماسية الثقافية، يسعى المتحف الوطني – بصفته مُعبّرًا رئيسًا للأبعاد الثقافية والحضارية التأريخية العُمانية – إلى تعزيز هذه العلاقات عبر التعاون مع مختلف المؤسسات الثقافية والمتحفية في روسيا الاتحادية”.

وأضاف: يُعد معرض “هدايا أمراء بُخارى وخانات آسيا الوسطى للبلاط القيصري الروسي” هو الثاني من نوعه بعد النجاح الذي حققه المعرض الأول الذي سلط الضوء على روائع من الحضارة الإسلامية في روسيا، تزامنًا مع المعرض الثاني في الوجهة المقابلة ضمن مبادرة “قاعة عُمان” بعنوان “الإمبراطوريّة العُمانيّة بين آسيا وإفريقيا” المُقام في متحف الإرميتاج الحكوميّ في روسيا الاتحاديّة، الذي يركّز على الإمبراطورية العُمانية بشقيها الآسيوي والإفريقي ودور عُمان الحضاري كحلقة وصل بين الأمم المجاورة من شبه الجزيرة العربية وغرب آسيا مع ساحل شرق إفريقيا، والذي يستمرّ حتّى (16 فبراير 2025م).

قد يهمك ايضاً:

من جانبها قالت معالي أولغا لوبيموفا، وزيرة الثقافة الروسية الموقرة: إن تنظيم مشروع “المواسم الروسية” في سلطنة عُمان هذا المشروع الدولي الذي يأتي تزامنًا مع الاحتفال بمرور (40) أربعين عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين سلطنة عُمان وروسيا الاتحادية والتي تمثل خطوط هامة نحو تعزيز وتطوير التعاون الثقافي بين البلدين. على الرغم من التطور السريع في التعاون الثنائي بيننا في مختلف مجالات الثقافة، تظل متاحفنا هي الأيقونات الرائدة في هذا المجال، التي تقوم على علاقة قوية مبنية على التفاهم المشترك بين روسيا الاتحادية وسلطنة عُمان في الحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي والقيم التقليدية والعمق الثقافي.
وأضافت: يُعد افتتاح “المواسم الروسية” في المتحف الوطني خطوة رائعة، ويركز ركن متحف الإرميتاج الحكومي في المتحف الوطني على الروابط العميقة والممتدة بين روسيا وشعوب الشرق، مع تسليط الضوء على الهدايا الفريدة التي قدمها حكام الشرق للبلاط القيصري الروسي. ونأمل أن تترك “المواسم الثقافية الروسية” أفضل الانطباعات للمواطنين والزوار في سلطنة عُمان.

 

تأتي استضافة معرض “هدايا أمراء بخارى وخانات آسيا الوسطى للبلاط القيصري الروسي” ضمن مبادرة ركن متحف الإرميتاج الحكومي التي دُشِّنَت في العام (2021م). ويسلط المعرض الثاني من نوعه الضوءَ على مجموعة فريدة من التحف الفاخرة التي صُنعت في بخارى، وخيوة، وخوارزم، وخوقند، وسُلّمت للمتحف الوطني في سلطنة عُمان ضمن إعارة طويلة الأمد من متحف الإرميتاج الحكومي في سانت بطرسبورغ في روسيا الاتحادية. ويحتفظ متحف الإرميتاج الحكومي الذي تأسّس كمتحف إمبراطوري بمجموعة هامة من التحف التي قُدّمت إلى القياصرة الروس كهدايا دبلوماسية من إمارات آسيا الوسطى، وهي: إمارة بخارى، وخانية خيوة، وخانية خوقند.

تتضمّن مجموعة الهدايا المقدّمة آنذاك من الأمراء المحليين في كلٍ من بخارى وخيوة إلى سانت بطرسبورغ التي كانت في ذاك الحين مقرّ الإمبراطورية الروسية، تنوعًا مُذهلًا من الأسلحة والدروع وسروج الخيول وزينتها، بالإضافة لأطقم من الحلي، والمجوهرات الشخصية المرصّعة بالأحجار الكريمة، والأواني الفضية، والسجاد، والمفارش، والمنسوجات، والتطريزات. ووفقًا للعُرف المتَّبع بين الأمم، لم تكن الزيارات الرسمية تخلو من تبادل الهدايا بين الضيف ومضيفه من الحكام، كزيارات أمراء بخارى السيد عبد الأحد خان (1885 – 1910م)، والسيد مير علم خان (1911 – 1920م) وزيارات أمراء خانية خيوة (خوارزم) وهم محمد رحيم خان (1864 – 1910م)، واسفنديار خان (1910 – 1918م).
وقد قُدِّمت التحف المعروضة في هذا الركن من قبل حكام خيوة وبُخارى ووفودهم إلى آخر إمبراطوريَيْن روسيَيْن، وهما ألكسندر الثالث (1881 – 1894م)، ونيكولاس الثاني (1894 – 1917م). وتُجسِّد هذه التحف المرموقة رموزًا للمكانة الاجتماعية، وعالمًا من التقنيات الزخرفية التقليدية لآسيا الوسطى، واتجاهاتها الفنية الفريدة التي تميّزت بها صناعة المجوهرات والأسلحة في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين الميلاديين.

تخلل الحفل فقرة موسيقية تقدمها فرقة برلينسكي الرباعية الروسية، ومشاهدة الفيلم الوثائقي “الخنجر” من إنتاج قناة روسيا اليوم العربية (آر تي) بالتعاون مع المتحف الوطني ووزارة الإعلام، حيث يصحب الفيلم المشاهد في رحلة لاستكشاف تاريخ الخنجر العُماني ونشأته، وأنماط الخناجر العُمانية، التي تباينت في مناطق سلطنة عُمان المختلفة. وتنقل أحداث الفيلم المُشاهد من سلطنة عُمان، إلى روسيا الاتحادية، ليُرفع الستار عن خنجرٍ فريدٍ يعود إلى السلطان حمود بن محمد البوسعيدي، سلطان زنجبار (حكم من العام 1896م إلى1902 م)، المُعار بصفة مؤقتة من المتحف الوطني في مسقط، إلى متحف الإرميتاج الحكومي في سانت بطرسبورغ، والذي يُزين اليوم “قاعة عُمان” في المتحف الروسي الشهير.

نبذة عن مشروع “المواسم الثقافية الروسية”
الجدير بالذكر أن مشروع “المواسم الثقافية الروسية” هو مشروع ثقافي دولي تحت رعاية حكومة روسيا الاتحادية وتنفذه وزارة الثقافة الروسية؛ يهدف إلى التعريف بالثقافة الروسية لدول العالم وإبراز روسيا الاتحادية كدولة تحافظ على تراثها الثقافي الغني وتعمل على تطويره، وتتنوع موضوعات وأشكال “المواسم الروسية” من حفلات الموسيقى الكلاسيكية، والعروض المسرحية، ومهرجانات الأفلام، والمعارض الفنية، بالإضافة إلى البرامج التعليمية والدورات التدريبية. ومنذ انطلاقه في عام (2017م)، حضر فعاليات “المواسم الثقافية الروسية” أكثر من (13) مليون زائر. وظهرت العلامة “المواسم الروسية” منذ أكثر من (100) عام، عندما بدأ الفنان المسرحي الروسي سيرغي دياغيليف عام (1908م) بإقامة عروض نجوم الأوبرا والباليه الروس في أوروبا وأمريكا، بالإضافة إلى إقامة معارض الفنون الجميلة.
نبذة عن متحف الإرميتاج الحكومي.

ويعد متحف الإرميتاج الحكومي في مدينة سانت بطرسبرغ بروسيا الاتحادية، واحدًا من أكبر المتاحف على مستوى العالم؛ فهو يحوي أكثر من ثلاثة ملايين تحفة فنية، وتأسس في عام (١٧٦٤م) وهو أيضا واحد من أقدم المتاحف في العالم، كما يعد من أهم المعالم السياحية في روسيا.

ويتميّز متحف الإرميتاج بضخامة مبانيه؛ إذ يعد قصر الشتاء والمباني التاريخية الأخرى التابعة للمتحف صروحًا تاريخية بحد ذاتها، وتتضمن مقتنيات المتحف أعمالًا فنية من شرق أوروبا، وروسيا، وحضارات الإغريق والرومان، وحضارات الشرق الأدنى والأقصى، وحضارات وسط آسيا، كما تتضمن مجموعة العملات نماذج منذ العصور القديمة وحتى العصور الحديثة، إضافة إلى وجود أسلحة من غرب أوروبا، والشرق الأوسط، وروسيا، والعديد من اللقى الأثرية.

ويزور المتحف سنويًّا نحو (٥.٣) ملايين زائر، وتحتوي مبانيه على أكثر من (٥٠٠) قاعة تعرض فيها أكثر من (١٧) ألف لوحة فنية، و(١٢) ألف تمثال، وأكثر من مليون قطعة من المسكوكات والميداليات القديمة، وأكثر من (٨٠٠) ألف من اللقى الأثرية، وحوالي (٣٦٠) ألفًا من الفنون التطبيقية، وأكثر من (٦٠٠) ألف من أعمال فن الغرافيك .