أجرى الحوار: أحمد قرمد
الكاتبة فاطمة الزعابية ولدت في شمال سلطنة عمان في قرية بسيطة تزخر بجمال الطبيعة وأناس يعشقون الجمال في كل تفاصيل حياتهم، كانوا يتسامروا على صوت القصص والأهازيج فكانت تستمتع فاطمة بجلسات والدتها و التي كانت تحكي لها حكاية جديدة وفي كل مرة تسرح فيها شعرها فكانت تلك الحكايات بذورا غرست في نفسها حب الأدب والقصص وسردت ذلك في قصة حكايات أم صبحة التي فازت بجائزة عمان تحكي .
درست فاطمة في مدارس محافظة شمال الباطنة ورغم شح الكتب والأنشطة الثقافية ولكنها كانت شغوفة بالقراءة وخاصة الروايات والقصص والمجلات، فعشقت الورق وكل ما يتعلق بالكتاب وهذا نما بدعم كبير من عائلتها، فقد شجعها والديها باستمرار على تنمية هذا الشغف .
وخلال دراستها في كلية التربية وجدت نفسها مندمجة في الأنشطة الثقافية والمسرح، وحصلت على مراكز وفازت نصوصها في مسابقات الأسابيع الثقافية للكليات .
وبدأت تشارك في الأمسيات الأدبية والمنتديات بتنظيم من وزارة الثقافة العمانية في ذلك الوقت فشعرت بفرح غامر مع كل مشاركة وكل فرصة لتبادل الأفكار.
تخصصت فاطمة الزعابية في مجال صعوبات التعلم من جامعة السلطان قابوس هذه الفئة التي ألهمتها الكتابة للطفل وحصلت على ماجستير في الإرشاد والتوجيه لكي تفهم شخصيات قصصها ، ولا تزال تسعى لإكمال الدكتوراه في مجال رعاية الموهبة لتنقل وتعم الفائدة على الأجيال القادمة.
تعمل الكاتبة فاطمة حالياً مشرفة صعوبات تعلم، كما أنها رئيسة أدب الطفل والناشئة في لجنة شمال الباطنة بالجمعية العمانية للكتاب والأدباء حيث تعمل على تعزيز أدب الطفل وتطويره لخدمة المجتمع .
يسعدنا ويشرفنا أن نلتقى بالكاتبة العمانية فاطمة الزعابية في مصر البلد الإخبارية وكان معها هذا الحوار .
متى بدأت فاطمة الزعابية الكتابة؟
بدأت الكتابة منذ عرفت الكتابة والرسم، كنت أعمل من صور الكتب القديمة قصصا، بعدها وجدت متعة في تدوين خواطري ويومياتي، كتبت الشعر عندما عرفت القواميس وكانت تجربة طفولية مضحكة، مع مرور الوقت، تطورت هذه الهواية لتصبح شغفا حقيقيا من خلال المشاركات في الأندية الثقافية والمنتدى الأدبي والأسابيع الثقافية في الكليات وأحرزت مراكز متقدمة .
بمن تأثرتِ من الأدباء في بدايتك؟
تأثرت كثيرا بروايات نجيب محفوظ التي ألهمتني بأسلوبها العميق والإنساني، وقرأت للمنفلوطي الذي تأثرت بلغته الراقية ، قرأت لإحسان عبدالقدوس، كانت هذه البدايات لكن جميع الكتب كانت ذي قيمة لدي كما كنت دائما أستعين بـ “القاموس المحيط” لتغذية لغتي وصقل مفرداتي .
كيف أثرت الباطنة في حياتك ككاتبة وروائية؟
البيئة الطبيعية الخلابة، والعادات الاجتماعية، المباني وتفاصيلها، تجد البحر يعانق السهر وتدير به الجبال خاصة في الباطنة، ألهمتني كثيرا بأوصافها وتفاصيلها الغنية، البحر والسمر والمزارع كما أن العلاقات الاجتماعية المتينة في المجتمع العماني ساعدتني على رسم شخصيات قصصي بأبعادها الإنسانية.
ما هي مقومات الكاتب الناجح من وجهة نظرك؟
الكاتب الناجح يجب أن يتمتع بشغف حقيقي للكتابة، وبحث مستمر عن المعرفة، وقدرة على ملاحظة التفاصيل في الحياة اليومية، إلى جانب الالتزام بمسار تطوير الذات.
ما هي أبرز الجوائز التي حصلتِ عليها؟
جائزة راشد بن حميد للعلوم للثقافة والعاوم في دورته ٣٩ وجائزة “عمان تحكي” في دورتها الثانية.
ما هي رسالتك للكتاب المبتدئين؟
رسالتي لهم أن يكتبوا بصدق، وأن يقرأوا باستمرار لتطوير أدواتهم، لا يجب أن يخافوا من النقد، بل يجب أن يكون النقد دافعا لتحسين مستواهم .
هل تقرئين الأدب الغربي؟
أحرص على قراءة الأدب الغربي المترجم للاستفادة من أساليب الكتابة المختلفة، أحب أعمال الأدباء الكلاسيكيين مثل تشارلز ديكنز وجين أوستن.
من من الكتاب العرب تقرئين لهم؟
الجميع ، أعشق الحرف دون تمييز لصاحبه أو نوع القالب الأدبي المكتوب .
من أين تأتي بأفكار كتبك؟
أستلهم أفكاري من الحياة اليومية، والطبيعة، والتراث العماني الغني، كما أن القراءة المتنوعة تساعدني على توسيع آفاقي.
لماذا تخصصتِ بأدب الطفل؟
أشعر بمسؤولية تجاه الجيل القادم، أدب الطفل هو وسيلة لبناء أجيال مثقفة وواعية، أحب أن أقدم لهم قصصا تنمي خيالهم وقيمهم في آن واحد، كما أني أكتب القصة القصيرة مجال قوتي .
متى سنرى فيلماً سينمائياً من كتاباتك ؟
كانت لي تجربة في سينما الطفل وأتمنى تكرارها .
حدثينا عن تجربتك بمعرض القاهرة الدولي للكتاب ؟
مدهشة، لا يمكن أن يوفى حق التجربة والوصف، كانت تجربة رائعة ومثرية، التفاعل مع قراء من مختلف الثقافات أضاف الكثير إلى خبرتي، كما أن المعرض يعد فرصة ذهبية للاطلاع على أحدث الإصدارات ومناقشة الأفكار مع كتاب عرب وعالميين بالاضافة للأنشطة المصاحبة .
نشكرك كثيراً جداً أستاذة فاطمة الزعابية على فرصة إجراء هذا الحوار الجميل معك ونتمنى لكِ كل النجاح والتوفيق .
الكاتبة والروائية فاطمة الزعابية : شكرا لمصر العظيمة لأنها ملهمة بحق وأتوقع أنني سأعود يوماً حاملة معي القصص والأفكار والإصرار .