مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون
آخر الأخبار
ندوة لمجمع البحوث الإسلامية: اليقين أساس الأمن النفسي واستقرار المجتمعات النزول بالحد الأدنى للقبول بالصف الأول الثانوي للعام الدراسي 2025/2026 إلى 240 درجة بعدد من مدارس كف... مدير الإدارة الزراعية بالسنطة: مشاركتنا في الانتخابات واجب وطني زيادة اقبال الناخبين بسوهاج مع قرب انتهاء موعد التصويت مدير تعليم قليوب يتابع سير العملية الانتخابية في أول أيام انتخابات مجلس الشيوخ 2025 وزيرا الشباب والرياضة والأوقاف يتابعان سير العملية الانتخابية من غرفة العمليات المركزية استمرار الثقة في النقيب مصطفى الزعيري ضمن حركة تنقلات الشرطة 2025.. كفاءة تستحق التقدير بمركز إسنا القناة الأولي تنقل انتخابات مجلس الشيوخ عبر 48 نافذة علي شاشتها رئيس البرلمان العربي يلتقي رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات، ويشيد بسلاسة سير العملية الانتخابية لمجلس... الحزاوي:المشاركة في الانتخابات ليست مجرد واجب وطني بل رسالة قوية بأن الشعب المصري يتمتع بالوعي والإي...

في النهاية، نحن بشر

بقلم الكاتبة – زينب مدكور عبد العزيز :

 

في زحمة الحياة وصراعاتها، قد ينسى البعض حقيقتهم الأساسية: نحن بشر. مهما كانت مناصبنا أو أدوارنا، ومهما اختلفت ظروفنا أو أعمارنا، تظل القواسم المشتركة بيننا أعمق بكثير من تلك الفروق التي نحاول جاهدين أن نظهرها. فجميعنا نتعب، جميعنا نحتاج لبعض، وجميعنا نكمل بعضنا البعض في رحلة الحياة. لكن، لماذا إذن تتحول تلك الرحلة في بعض الأحيان إلى صراع يفترس فيه البعض الآخر؟ وما الذي يجعل البعض يسعى لتحقيق أهدافه على حساب الآخرين؟

 

مفهوم “في النهاية، نحن بشر”

 

هذه الجملة البسيطة تختصر الكثير. هي تذكير بأن خلف كل وجه نلتقيه قصة، وخلف كل ابتسامة مخفية هموم، وخلف كل نجاح تضحيات لم نرها. نحن بشر، بضعفنا وقوتنا، بأحلامنا وطموحاتنا، بقدرتنا على المحبة والعطاء، وأيضًا بتعرضنا للألم والحزن. إذا أدركنا هذه الحقيقة، سننظر إلى بعضنا البعض بعين الرحمة والتفهم، بدلًا من التنافس الأعمى أو الحكم القاسي.

 

لماذا نحتاج لبعض؟

 

الحياة شبكة مترابطة، كل فرد فيها له دور يكمل الآخر. الطبيب يحتاج للمزارع، والمهندس يحتاج للمعلم، والعامل يحتاج للممرض، وهكذا. لا يستطيع أحد أن يعيش وحيدًا مكتفيًا بنفسه، لأننا، في النهاية، نحتاج جميعًا لبعضنا البعض. تلك الحقيقة تجعلنا نعيد التفكير في سلوكنا وتصرفاتنا مع الآخرين. هل نحترم أدوارهم؟ هل نُقدر جهودهم؟ أم أننا نسعى لتحقيق ما نريده دون اعتبار لاحتياجاتهم أو مشاعرهم؟

 

التكامل بدلًا من الصراع

 

قد يهمك ايضاً:

هل أخرجت حواء أدم من الجنة؟

الحياة ليست ساحة معركة، بل مسرح كبير لكل منا فيه دور يلعبه. نعم، قد يختلف الناس في أفكارهم ومعتقداتهم، وقد تتباين طموحاتهم، لكن هذا لا يعني أن أحدهم يجب أن يطغى على الآخر. بالعكس، التنوع هو ما يثري الحياة ويجعلها أكثر جمالًا وتوازنًا. عندما نفهم أننا نكمل بعضنا، ندرك أن نجاح الآخر لا ينتقص من نجاحنا، بل قد يدفعنا نحن أيضًا للنجاح.

 

الصراع والإفتراء: لماذا؟

 

لماذا يختار البعض أن يفترس غيره؟ لأنهم يغفلون عن حقيقة بسيطة: حتى من تبدو حياته مثالية، يعاني من شيء ما. حتى من يبتسم بثقة، قد يخفي خلفه صراعًا داخليًا. عندما نسعى لتدمير الآخرين أو استغلال ضعفهم، نحن بذلك نغض البصر عن إنسانيتنا، وننسى أننا أيضًا قد نكون في يومٍ ما في موضع ضعف. لذا، بدلاً من أن نكون سببًا لألم الآخرين، لماذا لا نكون مصدرًا للقوة والدعم؟ لماذا لا نساعد، نتعاون، ونتشارك، لنجعل حياة بعضنا البعض أقل قسوة؟

 

الرأفة والتعاطف: جسر إنساني

 

الرأفة والتعاطف هما ما يجعلنا بشرًا في أسمى صورنا. حينما نتعاطف مع الآخرين، ندرك أننا، رغم اختلافاتنا، نعيش نفس المشاعر ونمر بنفس التجارب الإنسانية. لا يوجد أحدٌ منا منيعٌ من الألم، ولا يوجد من هو بعيدٌ عن الحاجة. عندما نمد يد العون، أو نصغي بحب، أو نُقدم دعمًا مهما كان بسيطًا، نحن بذلك نُعيد للإنسانية جوهرها.

 

في النهاية

 

نحن بشر، نحمل قلوبًا تنبض، وعيونًا ترى، وأرواحًا تتألم وتفرح. لا يحق لأحدٍ أن يُفترس أو يُداس في هذه الحياة، لأن الحياة لم تُخلق لتكون صراعًا، بل لتكون تجربة نعيشها معًا، نتشارك فيها لحظات الفرح والحزن، النجاح والفشل. تذكروا دائمًا: نحن نكمل بعضنا، ونجاحنا الحقيقي يكمن في رفع بعضنا البعض، وليس في إسقاط أحد.

 

فلنعد إلى إنسانيتنا، ولننظر إلى الآخرين بعين الرحمة، لأننا، في النهاية، بشر.

التعليقات مغلقة.