مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

حازم مهني يكتب ..الدين معاملة يا مسلمين

ليس من الأخلاق أن نستقبل رمضان بالصواريخ و الضجيج ،والإزعاج ،ذلك ضرر شديد و سوء خلق ،فالضرر من فعل الشيطان .

كلمة توجّهت بها إلي د. علي رضوان ،بيت العلم والأصول صديق الطفولة ،عشرة العمر الطيبة ،زادكم الله محبةً ،و علماً ،و مكانة بالقلوب ،و العقول ،

و أتمني من حضرتك و العلماء والخطباء الأفاضل بل أتوجه برجاء لمعالي الدكتور وزير الأوقاف ،أن يوجه معاليه خطب الجمعة ،لتكون عن السلوكيات السلبية ،و آثارها ،وأضرارها ،و دلالتها ،و عقوباتها ، التى انتشرت بشكل متوحش و زادت في رمضان بل ارتبطت به رغم أنها مستهجنة ،و مرفوضة فى كل وقت و أوان فكيف تكون هذه السمات البغيضة لصيقة بمثل هذا الشهر الكريم ؟ من فعل هذا ؟ وكيف نصمت علي هذه السلوكيات العدوانية ،الهمجية ، الغير إنسانية ؟لا تليق بأي مجتمع محترم ،و من هذي السلوكيات و أسوأها ضرب المفرقعات المسماة بألعاب البمب والشماريخ والصواريخ ، فهى ترويع العامة من بنات ،و نساء ،و أطفال ،و رجال ، 

فلابد من تضافر المجتمع كل في مسئوليته ،يقوم بواجبه ،لرفض ،و منع هذه الأفعال المُجْرِمَة ،المُجَرّمة قانوناً ،و إنسانياً ،و شرعاً ،لتتعاون الجهات المعنية جميعاً ،و يدعمها الجميع ،ليتعافي المجتمع من هذه البؤر المرضية ،قبل أن تتفشّي ،سائلاً الله أن يحفظنا و يحفظ مصرنا و يهدينا و يصلح بالنا ،و شبابنا ،وكل عام و حضراتكم بخير جميعاً أعاده الله علينا جميعاً بالخير و البركة آمين يارب العالمين ،والشكر موصول ،لكل من يبذل جهده من أجل معاملة أفضل ،مع العباد ،إرضاءً لرب العباد ،

فالدين المعاملة ،و حُسن المعاملة واجبٌ شرعيّ ، أمر ربّانى من الله بالحسنى إلى الناس ،حيث قال تعالى: «..وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً..» (البقرة: 83) ،

وقال تعالى : ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ – سورة الحجرات (12) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ،أن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ: إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ ، وَلاَ تَحَسَّسُوا ، وَلاَ تَجَسَّسُوا ، وَلاَ تَحَاسَدُوا ، وَلاَ تَدَابَرُوا ، وَلاَ تَبَاغَضُوا ، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا. – أخرجه أحمد والبخاري

وسيرة رسولنا (صلى الله عليه وآله وسلم) شاهدة على حسن تعامله مع الناس كافة ،شهد له بها العدوّ قبل الصديق ،و من ذلك أنه عندما كان في الطريق إلى فتح مكة ،و لقيه كفار قريش الذين أذاقوه وأصحابه أشد الأذى ،واتهموه (صلى الله عليه وسلم) بالجنون والسحر،فما كان منه (صلى الله عليه وسلم) إلا حسن المعاملة والرفق واللين ،وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم) «لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ» (يوسف: 92) ، وهذه العظمة في المعاملة جعلت غير المسلمين ،يعترفون بسمو خلقه وحسن تعامله (صلى الله عليه وسلم) مع الناس كافة ،و يعدُّونه الرجل الأول من عظماء البشرية ( كتاب المائة الأوائل ،لمايكل هارت، ص21 ). 

فهل نحن كمسلمين نعرف قدر نبيّنا صلى الله عليه وسلم ؟هل نحن مسلمون حقاً ؟

هل نعمل بحسن الخلق ؟و حسن المعاملة ؟و الدين المعاملة ؟وكل منا يحب لنفسه ما يحب لأخيه ؟هذا ما أمرنا الله و رسوله ،فهل نحقق ذلك ؟ قد يكون هناك البعض ،لكن أين الجميع ،تأخذنا أمواج الحياة العاتية فيقسوا بعضنا على بعض ،و نلوم الزمن ، ياللعجب ؟ فلنراجع أنفسنا ، وأنا أولكم . دائما نتذكر أن الله فى السماء ،وأبوابه مفتوحة دائماً ،لمن أراد الرجوع إليه .

قال النبي الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم): «إنكم لا تسعون الناس بأموالكم، وليسعهم منكم بسط الوجه، وحسن الخلُق» .

بعض المسلمين يرددون عبارة «الدين المعاملة»، ويظنها بعضهم حديثاً نبوياً ،و هي ليست كذلك ،ولكن معناها صحيح باعتبار أن المعاملة الحسنة مع الله والخلق مطلوبتان، وهذا الأسلوب يراد به التأكيد على الأهمية كقوله (عليه الصلاة والسلام): «الدين النصيحة» (رواه مسلم، كتاب الإيمان، رقم 205). 

قد يهمك ايضاً:

حياة النساء بين الرصاص …والتبرير

كيفية حماية مدينة الإسكندرية من الغرق: تحديات وحلول

ومن معانى حسن الخلق : أن يكون بّراً ،وصولاً ،وقوراً ،صبوراً ،شكوراً ،راضياً ،حليماً ،رفيقاً ،عفيفاً ،شفيقاً ،لا لعاناً ،ولا سباباً ،ولا نماماً ،و لا مغتاباً ،و لا عجولاً ،ولا حقوداً ،ولا بخيلاً ،ولا حسوداً ،بشاشاً ،هشاشاً .

 

* من أهمِّ الأخلاق التي يجب أنْ يتَّصِف بها الإنسان عامة ،والموظف والعامل وصاحب العمل ،الرئيس ،و المرؤس ،الحاكم ،و المحكوم ، هو «حسن التعامل مع الآخرين»، وهي صفة جامعة للعديد من الأخلاق التي يجب أن يتحلى بها كل منا في عمله ،من بشاشة واهتمام بالآخرين ،واحترام للزملاء والمراجعين ، و تقديم النصح ،و حب الخير ،و حسن المعاشرة مع الجميع ،و حسن المعاملة يحتاجه الموظف مع رؤسائه ،و زملائه و مرؤوسيه ،و كذلك العملاء ،والمواطنين ،و كل من يتعامل معهم ؛فالرؤساء والمديرون في العمل لهم حق المعاملة الحسنة ؛لأنهم أقدر ،وأكثر خبرةً في العمل غالباً ،و حسن التعامل معهم يظهر في تنفيذ رغباتهم وتعليماتهم ،و يجب على الموظف إحسان الظنّ بهم ،و حسن التعامل معهم ،فإذا سادت تلك الروح الإيجابية في العلاقة بين الرئيس والموظفين انعكس ذلك تلقائياً على كسر الروتين الوظيفي ،و إشاعة روح المحبة والألفة في بيئة العمل ،والوطن .

 

* والمرؤوسون لهم حق المعاملة الحسنة ،لأنهم مساعدون للرئيس والمدير في عمله ، فلولاهم ما استطاع الرئيس أن ينجز مهامه ،و من المنطقي أن يكون الرئيس والمدير قدوةً لموظفيه ومرؤوسيه في التعامل الحسن ،فإذا كان يتعامل معهم بالملاطفة والتبسم وترك التكلُّف ،و تسهيل المهمات ،و التغاضي عن الهفوات ، والصدق والعدل ،فإنهم سيكونون كذلك مع بعضهم ،ومع غيرهم ،بل سيظهر مردود ذلك في عملهم وإنتاجهم في حسن معاملتهم لموظفيهم* والعملاء لهم حق المعاملة الحسنة ،لأن رضاهم هو مقياس نجاح المؤسسة أو الشركة ، فانطباعهم عن المؤسسة أو المصلحة يعكس رأيهم في تعامل موظفيها ،ولأنهم أصحاب حاجة ،فإن لم تستطع أن تقضي لهم حاجتهم فلا أقلّ من أن ينصرفوا مسرورين بما وجدوه منك من حسن التعامل .

 

* إنّ إفتقادنا لحسن التعامل هو سبب ما فيه العالم من أزمات ،ومشكلات ،ضياع المعاملة ضياع الأخلاق ،ضياع الدين .

* ومضات : 

 ليس من الأخلاق أن نستقبل رمضان بالصواريخ و الضجيج ،والإزعاج ،ذلك ضرر شديد و سوء خلق ،فالضرر من فعل الشيطان .

إفتكر وإنت بتفطر ،و إنت بتصلى ،إنك أذيت ،أو ظلمت ،وتقوّلت علي أحد ،وعند الله يجتمع الخصوم ،يا ترى هتقول لربنا إيه ؟لما يسألك عنى ؟فيم ظلمتنى ؟ربنا يهديك ،ويردك ردا جميلاً ،و تطلب السماح ممن ظلمت ،وهيسامحك لأنه طيب .   

1 – ليس من الأخلاق أن نضمر الحقد ،والحسد لبعضنا البعض .

2 – ليس من الأخلاق أن نظلم بعضنا البعض ،لا قولاً و لا فعلاً ،و لا نرضى بالظلم لغيرنا ،فما لا نرضاه لأنفسنا لا نرضاه لغيرنا .

3 – خلقنا بنا ضعف للشهوات ،لكن بنا قوة العزيمة والإيمان والمغفرة ،،.

4 – الميل للشهوات ضعف بالنفس البشرية يحفظنا الله و يعفو عنا ،و يغفر لنا ضعفنا ،لكن إستخدام قوتنا و ما رزقنا الله من منصب أو مكانة ،فى الظلم ،و المكائد ،والأذى بأنواعه لفظا ،أو فعلاً ،ذلك فعل الشيطان إبليس و أبنائه (مع سبق الإصرار على الأذى و الشرّ)،فأحذر ،و أنتبه و راجع نفسك ،و كلّ ابن آدم خطاء ،و خير الخطّائين التوابين ،نعم ، لكن لو ظلمت أحدهم لابد أن ترد له مظلمته ،تعويضاً حتى يرضى ،و يسامحك . 

ختاماً : اللهم إنك عفو تحب العفو فأعفوا عنى ،يا مقلب القلوب ثبت قلبى على دينك ،و صرّف قلبى لطاعتك ،وإهدنا صراتك المستقيم واغفر لى و لوالدى والمؤمنين يوم يقوم الحساب آمين ،غفر اللله لنا و لكم ،و رحم أمواتنا وأمواتكم ،و صبّر قلوبنا على فراق أحبابنا ،و رحم ضعفنا ،و ستر عيوبنا ،و فرّج همّنا ،و شرح صدورنا و ألّف بين قلوبنا ،و نزع الغلّ من صدورنا ،و ردّنا إليه ردّاً جميلا . آمين يارب العالمين.