بقلم – كواعب احمد البراهمي :
الصوم هو الركن الرابع من اركان الاسلام . وقد عرف الصوم في اللغة بأنه الإمتناع عن الطعام والشراب , وحدده الله في الدين الإسلامي بأنه الإمتناع عن الطعام والشراب والشهوات من آذان الفجر ، وحتي آذان المغرب ، وذلك في شهر واحد فقط من العام ، هو شهر رمضان .
قال الله تعالي : شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ – صدق الله العظيم .
وفريضة الصوم بحد ذاتها لتكون شهرا متغيرا إعجاز . فكون الإختيار لشهر واحد من العام ، و موعده يتغير من عام إلى عام حسب الشهور القمرية والتي تعتمد علي القمر , وعلي ظهور الأهله . فكما هو معروف ان الشهر يبدأ بظهور الهلال , وينتهي بإختفائه ( العرجون ) ثم يختفي تماما في آخر الشهر , ونحن نعلم أن الشهر القمري يدور في فلك بحيث أنه لا يأتي إلي نفس المنطقة من الكرة الأرضية إلا كل ثلاثة وتلاثين عاما , فذلك تدبير من الخالق
لأنه يجعل المسلمين سواسية من حيث المشقة التي يرونها في الصوم , حيث البرد الشديد , والحر الشديد . فيكون في وقت ما وفي حقبة من الزمن بردا في منطقة , ثم يتغير بنفس لمنطقة ويكون حرا , متدرجا تبعا لتدرج الوقت من العام
وبذلك لا يكون في البرد دوما لبعض المسلمين ويكون عدد ساعات الصوم قليلة , وفي الحر دوما لبعضهم الآخر وعدد ساعات الصوم أكبر
وذلك يحقق نوعا من العدل لا يستطيع أن يوجده مخلوق من البشر , ولا يعرفه إلا إله مدبر للكون .
كما أن في معجزة الصيام , والإمتناع عن الطعام والشراب يجعل المسلم يشعر بما يعانيه الشخص الفقير , الذي لا يملك قوت يومه , ولا يجد المأكل , أو الملبس أو المشرب, فيتعلم الإحساس بالغير, ويتعلم مساعدة المحتاج ويعرف قيمة النعم التي يحفل فيها ولا يعيرها اهتماما
كما أن فريضة الصوم بها إعجاز آخر حيث بها سرية كبيرة بعيدا عن الرياء نظرا لأن هذا الصوم هو علاقة بين العبد وربه , فلا يستطيع الشخص خداع ربه ،فيدعي الصوم .
ولكنه شعور خالص من الإيمان العميق , والطاعة الحقيقية , حيث لا يوجد أي دليل يعرف منه الاخرون أن هذا الشخص صائم أم أفطر
ولذلك قال الله في حديث قدسي ( كل عمل أبن آدم له , إلا الصوم فأنه لي , وأنا أجزي به ) فالله وحده هو الذي يعلم ويقدر معاناة الشخص ومدى التزامه
و كما هو معروف أن الصوم من مبطلاته الشهوة , وهي شئ يكون بداخل الإنسان ولا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالي , فهو يعلم ما يكنه الإنسان بداخله وهو يفعل الفعل سواء من النظر أو الحديث أو غيره , ولذلك يكون الصوم هو حالة من التفرد في الطاعة والإيمان . ولعل قريضة الصوم من الفرائض التي تدل على أن هذا الدين جاء من عند الله العلي العظيم . وأن الذين يشككون فيه ، مزاعمهم مدحوضة ومردوده عليهم
فلو لو يكن هذا الدين من عند الله العلي القدير . وكان من وضع البشر
فما الذي يستفيده الرسول صلى الله عليه وسلم من فرض الصوم علي المسلمين وهو أمر سري غير معلوم ولا يوجد عليه رقيب .
فكيف يعلم صدق البشر في هذه العبادة تحديدا .
أن الدين كله قوامه اليقين والايمان والعقيدة .
انه لشهر واحد وأيام قلائل وضيف كريم فأحسنوا ضيافته . وربنا يتقبل منا صالح الأعمال ، و كل عام وانتم بخير وصحة وسعادة وسلام