مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

د. محمد الحلفاوي يكتب الدكتورة ليلى تكلا .. بنك الأفكار

بقلم الدكتور محمد الحلفاوي

الدكتورة ليلى تكلا .. بنك الأفكار

بطاقة حياة :

1- ولدت في 19-10-1930م بمدينة القاهرة .

2- حصلت على ليسانس الحقوق جامعة القاهرة في 1952م

3- حصلت على ماجستير الدراسات الاجتماعية والقانونية بمرتبة الشرف جامعة كاليفورنيا بأمريكا في 1954م .

4- حصلت على درجة الدكتوراه في القانون والإدارة بمرتبة الشرف جامعة نيويورك في 1962م .

5- اختيرت عضوا – ممثلا عن الشباب – بلجنة وضع دستور 1971م .

6- اختيرت عضوا بمجلس الشعب المصري ثلاث دورات 1971م , 1976م , 1987م .

7- رئيس الإتحاد المصرى للمحاميات المصريات

8- عضو مؤسس بمنظمة المرأة العربية .

9- عضو مؤسس بالمجلس القومي للمرأة

 

10- عضوا مؤسس بالمجلس القومى لحقوق الإنسان .

11- عضو مؤسس بالمجلس التأسيسي لمكتبة الإسكندرية .

12- عضو لجنة الخمسين لوضع دستور 2014م .

13- عضو لجنة ثقافة المواطنة وحقوق الإنسان بالمجلس الأعلى للثقافة .

14- حصلت على جائزة النيل فى العلوم الاجتماعية فى 2016م .

من أساتذتها :

الأعلام ( سليمان مرقس , على راشد , عبد الوهاب خلاف , أحمد خليفة , سيد عويس , استقلال راضى , آمال زكى هاشم , أحمد صدقى الدجانى , إبراهيم بدران , عبد الفتاح القصاص , مصطفى طلبة )

من مؤلفاتها :

( أصول الإدارة العامة , حرب الساعات الست , الأمبودسمان , محاكم الأسرة , المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان , التراث المسيحى الإسلامى المشترك , عندما تكلم القلم , تقرير التنوع البشرى الخلاق بالإنجليزية , لماذا المرأة ولماذا الآن ؟ , الشكاوى ودورها فى الإصلاح الاجتماعى , نحو علم الإدارة الاجتماعى ) .

هى ليلى إبراهيم تكلا .. الإنسانة العاشقة لمصر ولقوميتها العربية والشخصية الدولية وأستاذة الإدارة والحقوقية وسيدة العمل الأهلى والكاتبة المثقفة صاحبة الرؤية الاجتماعية المدافعة عن حقوق المرأة والبرلمانية وبنك الأفكار والحكيمة … ورائدة من رئدات المواطنة فى مصر.

فهى الإنسانة التي نشأت فى أسرة وفدية عريقة ؛

فوالدها إبراهيم بك تكلا : أحد أبطال ثورة 1919م , الذى سافر فى بعثة دراسية لإنجلترا لدراسة القانون والتعليم وذلك بأمر سعد زغلول باشا تقديرا لكفاءته , وكان يرافقه بالبعثة الشاب محمود فهمى النقراشى رئيس وزراء مصر فيما بعد , وعند عودته من البعثة أسس مدرسة شبرا الثانوية , وعين مديرا لمدرسة كلية البنات القبطية ” ابتدائى , اعدادى , ثانوى “, وانتخب عضوا بمجلس النواب المصرى , وهو رجل الصناعة المهتم بالتصنيع ولذلك أسس مصنعا للزجاج وافتتح له فرعا بالحبشة, وتوفى والدها وهى فى السنة الثالثة بكلية الحقوق 1949م .

ووالدتها نعيمة هانم عوض : تلقت تعليمها فى الكلية الأمريكية وكانت عضوا فاعلا بلجنة السيدات الوفديات مع هدى شعراوى وصفية زغلول .

إخوتها : 4 أخوات وهى الثالثة فى الترتيب .

الزوجة :

تزوجت الدكتورة ليلى تكلا من اللواء دكتور عبد الكريم درويش ” أبو الشرطة المصرية العصرية ” وأحد أبطال معركة الإسماعيلية فى 25 يناير 1952م , وأول ضابط شرطة مصري يحصل على درجة الدكتوراة , ومؤسس أكاديمية الشرطة المصرية ورئيسها لمدة 12عاما , وأنجبا ولدين ” ماجد , كريم ” .

وتعارفا أثناء عملهما معا بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية بالقاهرة , وتزوجا فى 15-12-1961م بنيويورك أثناء اعدادهما رسالة الدكتوراه , وكانت علاقتها بزوجها قائمة على الصداقة والحب والتشاور والإتفاق فى المبادئ والنظرة للأمور.

وكانت تعتز دائما بزواجها من الدكتور عبد الكريم درويش وتعترف بأنه كان يدعمها ويشجعها قائلة : ” خلف كل امرأة عظيمة , رجل عظيم واثق من نفسه ” 1) .

وتؤكد دوما أن ما جمعها باللواء دكتور عبد الكريم درويش هو حب الوطن وحب خدمة مصر , ولذلك قررا الرجوع من أمريكا بعد حصولهما على الدكتوراه؛ لخدمة مصر .

ومن المواقف الكاشفة عن أصالة معدن الدكتورة ليلى تكلا , أنها عندما اتصل بها الدكتور مصطفى الفقى مدير مكتب الرئيس مبارك للمعلومات والمتابعة لأخذ موافقتها لتعيينها عضوا بمجلس الشعب ضمن المعيين بقرار جمهورى , قالت للدكتور مصطفى الفقى : قل للرئيس إننى أفضل أن يعين زوجى بدلا منى !!

ونال هذا الموقف استحسان وثناء الرئيس مبارك قائلا : ” هذه هى الزوجة الوفية المحبة والمحترمة لزوجها ” 2) .. لأن هذا الموقف يعبر عن أصالة معدنها وتقديرها وحبها لزوجها.

الأم :

يحكى نجلها النائب كريم درويش عن والدته قائلا : ” هى أم عظيمة تهتم بأولادها جدا , ورغم سفرها في مهام وطنية كثيرة , إلا أنها كانت عاملة نظام لنا نمشى عليه , وربت عندنا عادة الاعتماد على النفس في المذكراة , وكانت تشجعنا على السفر لاكتساب الخبرات والتعرف على الثقافات الأخرى , وعلمتنا أن العمل شرف , وكانت القرارات في الأسرة تقوم على التشاور والحوار , وكانت تزرع فينا التماسك العائلي والانتماء إلى الأسرة , كنا فى حالة تقارب وتواصل مستمر, وكانت ترى أن الأم وظيفتها التربية وزرع المبادئ ثم للأبناء تقرير مصيرهم ” 3)

ومن تعامل مع الدكتورة ليلى تكلا – رغم أنها من أسرة عريقة ورغم حصولها على أعلى الشهادات العلمية وتبؤها أعلى المناصب وطنيا ودوليا – يعرف جيدا أنها إنسانة متواضعة بسيطة تحترم الآخرين وهذا سر عظمتها .

وهى العاشقة لمصر :

إن الدكتورة ليلى تكلا تذوب عشقا وفخرا بمصر وبحضارتها, وكل ما تطمح إليه أن ترى مصر في مصاف الدول المتقدمة , ولقد كانت بحق سفيرة لمصر في كل المحافل الدولية , وكم انتفضت مدافعة عن مصر التاريخ والحضارة والمستقبل.

وهذه بعض كلماتها المعبرة عن عشقها واعتزازها بمصر:

– مصر أيها السادة أينما كنتم ليست دولة بالمصادفة ولا هى دولة بالتقسيم ، إنها دولة جذورها راسخة ضاربة فى أعماق التاريخ؛ من الصعب أن تهتز مهما حاولت ذلك قوة خارجية أو جماعات أقلية، تاريخها شامخ على عنان الزمان من العسير على الأقزام أن يصلوا إليه أو يتسلقوه, وهى ليست دولة نبتت على أرض الغير، ولكنها وجدت مع الشمس والقمر والكواكب كانت منذ الأزل وسوف تظل إلى الأبد ” 4)

-مصر صانعة التاريخ صاحبة التراث والحضارة، سطعت بالعلم والمعرفة، واشتهرت بإنجازاتها فى مجالات الهندسة والمعمار والطب والتحنيط والزراعة والصناعة والتجارة والفلك والتعليم والتربية وتنمية الذهن والتفكير، كما تفوقت فى القانون والقضاء والعدالة ونظم الحكم والدفاع, عرفت الأديان وتعاليمها وحساب الآخرة, اهتمت بالفن والترفيه والرياضة والأسرة والمرأة والطفولة, أول حكومة فى تاريخ العالم كانت لدينا سنة 4241 ق.م أى منذ 6253 سنة مضت فى عصر ما قبل الأسرات, سنة 4200 ق.م وضع تحتمس أول قانون دولي، كما وضع حور محب أول قانون لحماية حقوق الإنسان سنة 1393ق.م، عرفوا توثيق عقود الزواج فى عصر الأسرة 22 كما عرفوا القائمة والمهر 5)

-مصر علمت العالم: طاليس أبو الفلسفة اليونانية تتلمذ على أيدى المصريين وعاد لبلدته أيونيا فى اليونان يعلمهم ما تعلمه فى مصر, أفلاطون أقام فى جامعة أون 13 سنة تلميذا لأجدادنا ولم ينكر فضلهم عليه وعلى اليونان فكتب فى كتابه القوانين “ما علم لدينا إلا وقد أخذناه عن مصر”, إقليدس أبو الهندسة تعلم فى مصر وكتب كتابه الأصول, أنجبت الإسكندرية هيروفيليوس مؤسس علم التشريح وآرازى ستراتوس رائد علم وظائف الأعضاء ويودى موس أستاذ علم الأجنة وأبولو ددرس أستاذ العقاقير والسموم وأمونيوس المصرى مفتت ومستخرج حصوات المسالك البولية !

قال العالم الأثرى والفلكى أنتونيادى: لقد أخذ اليونانيون عن المصريين كثيراً من الاكتشافات مثل: الأرقام العشرية والكسور والمعادلات، المتواليات الهندسية وهندسة الحجوم، المسلات لتعيين الوقت نهاراً ، الشمس والأرض والقمر أجسام كروية، وأن اليوم يبدأ من منتصف الليل، هندسة الأرض وهندسة السماء 6)

وهى المدافعة عن مؤسسات الدولة المصرية :

عندما تعرضت الدولة المصرية بعد 2011م لمؤامرة تقويض أركانها ؛ تنفيذا لمخطط الفوضى اللاخلاقة الأمريكى .. انتفضت الدكتورة ليلى تكلا – بنت مصر والمصرية حتى النخاع – مدافعة عن أركان الدولة المصرية ( الجيش , القضاء , الشرطة ) , وهذه بعض كلماتها :

الجيش المصرى :

تقول الدكتورة ليلى تكلا : ” جيش مصر هو شعبها يجمع فئات الشعب وطوائفه واتجاهاته فى تنظيم واحد له مكانته وكرامته وتقاليده, وشعب مصر هو جيشها جيش مدنى الذى يقوم مع القوات المسلحة بالدفاع عن الأرض والكرامة والاستقلال … جيش مصر لا يقتصر دوره على حماية الأرض , الجيش يبنى ويشيد ويعمر، يحقق المشروعات الكبيرة ويدعم الصغيرة, يقوم برفع الألغام الأرضية وبالزراعة والتصنيع، يواجه مشاكل العيش والغذاء والأسعار ومطالب الشباب, يساهم فى علاج الأمراض المستعصية، يحتضن سائر فئات وشرائح المجتمع بلا تفرقة ويعطى مثلاً وقدوة فى الجدية وحب العمل والإنضباط والنشاط وعدم التكاسل والفداء دون أن يمن أو يطالب بالتقدير… جميع الجيوش تقوم بمهام مدنية, الولايات المتحدة الداعية للتوازن والفصل بين وظائف الدولة يقوم سلاح المهندسين بتنفيذ مشروعات مثل أى شركة كبرى … ووزارة الدفاع الأمريكية تمتلك 3000 مشروع خاص وتستثمر بلايين الدولارات فى 50 مجالًا من بينها إنتاج الملابس والبويات والأثاث والسكك الحديدية والنقل الجوى وغير ذلك كثير.. وسلاح المهندسين بالجيش الأمريكى يعمل فى السوق ويدخل منافسا للشركات الخاصة ” 7)

القضاء المصرى :

تقول الدكتورة ليلى تكلا : ” يتطاولون على القضاء المصرى العريق الذى جاء ترتيبه الثالث دوليا قبلهم جميعا, يعيدون إلى الأذهان مرحلة الاستعمار مما جعل شابا وطنيا مثقفا يتساءل هل يريدون عودة ظاهرة “سير مايلز لامبسون؟! ” .

وتدعو إلى نشر الحقائق لتأكيد كفاءة قضاء مصر العريق وهى واضحة تستند إلى القانون فى كل قرار, إننا نطبق القانون المصرى لا الإنجليزى ولا الكندى وعلى أولئك وهؤلاء احترام ذلك الواقع, وإدراك أن الاختلاف فى القانون يؤدى لاختلاف الأحكام ” 8)

الشرطة المصرية :

تقول الدكتورة ليلى تكلا : ” الشرطة المصرية من أعرق مؤسسات الأمن، تولاها عدد من رموز الوطن منهم سعد زغلول – جمال عبد الناصر.

والمهام التى تتولاها متعددة لا تقتصر على توفير الأمن، عليها مسئوليات أخرى متعددة تشمل إصدار وثائق الجنسية من الرقم القومى وجواز السفر, إلى جانب قطاع أجهزة النجدة مكافحة المخدرات والتهريب والتزييف وإبادة المزروعات المخدرة والمرور والسجون والدفاع المدنى والأمن الاقتصادى والأموال العامة وتزوير العملات والوثائق وفحص الطرود وشرطة البيئة والمسطحات المائية والأمن الاجتماعى، أمن الأحداث والرعاية اللاحقة والتدريب والأمن المركزى والخدمات الطبية والحراسات والمنافذ والمطارات والموانيء والحدود، وهناك قطاع أمن الدولة الذى يحمى الوطن من أعدائه ويصون المجتمع, أضف إلى كل ذلك مسئوليتها فى سيناء بعد اتفاقية كامب ديفيد حيث كان عملها ومازال حفظ الأمن فى هذه المنطقة العزيزة من تراب مصر 9)

ثورة الشعب المصرى فى 30 يونيو 2013م :

عندما قامت ثورة 30 يونيو 2013م , ساندتها الدكتورة ليلى تكلا بالكلمة والموقف , فى الداخل والخارج , وكونت مجموعة عمل شعبية وتوجهت للخارج لتصحيح صورة الثورة المصرية التي شارك فيها 30 مليون مصرى , والتى نجح إعلام الإخوان فى وصمها – على غير الحقيقة – بالانقلاب .. ونجحت فى مهمتها الدولية , مستخدمة الحقائق في تفكيك أكاذيب الإخوان .

وتصفها قائلة : ” ثورة 30 يونيو مصرية خالصة قام بها الشعب من أجل الشعب, وطنية بكل المقاييس لم يسبقها تدريبات في دول غربية وشرقية ولا تمويل أجنبي أو توجهات دخيلة , حررت فيه مصر إرادتها واستقلت بقرارها ” 10) .

وترد على المدلسين والمغالطين قائلة : ” لا يجوز التشدق بالشرعية والصندوق؛ الشعب انتخب شخصا بذاته له شرعية مرهونة بأدائه لا يمارس السلطة غيره, إن المقاول الذي يبني عمارة ليس من حقه التعاقد من الباطن مع آخر دون إذن المالك, فما بالك بمن عليه بناء دولة, ليس له تفويض مكتب الإرشاد أو جماعته في إدارة الدولة … إن ما حدث في مصر ليس انقلابا عسكريا ولا ينطبق عليه القانون الأمريكي للاعتمادات رقم2012 الفقرة7008 الذي يمنع الحكومة الأمريكية من دعم أو التعامل مع أي نظام أو انقلاب عسكري وذلك حسب تأكيد المستشار القانوني للخارجية الأمريكية نفسها, إن ما حدث ليس انقلابا عسكريا, وجاءت الشرعية من الشعب صاحب السلطة الحقيقية فلا يجوز الترويج بأنه انقلاب عسكري ” 11) .

وهى العروبية :

المعتزة بقوميتها العربية والتي لا ترى تعارضا مطلقا بين مطالبتها بعودة الشخصية المصرية وبين اعتززاها بالقومية العربية ؛ لأن العروبة هي قومية تجمع شخصيات عديدة وثقافات متعددة تثريها لا تسحقها … وميلاد الإحساس القطرى هو فى تقديرها بداية الطريق للانتماء القومى 12)

مؤكدة أنه لا يوجد تعارض بين الاحتفاظ بالخصوصية الوطنية وتدعيم القومية؛ وأن الاحتفاظ بالأولى هو خطوة أساسية من أجل قيام الثانية على أسس راسخة”

وكانت تحلم بالوحدة العربية تحت اسم ” الولايات المتحدة العربية ” وحدة تجمع بين الثراء والتنوير بين العلم والإيمان” 13)

وقدمت بحثا تحت هذا العنوان في مؤتمر الشباب بليبيا ونال استحسان منظمى المؤتمر .

وقامت منذ شبابها المبكر بجولة بأوروبا وأمريكا وذلك في 1968م للدفاع عن قضية فلسطين ضد جرائم الصهيونية, مما عرضها لإتهامات بأنها تثير الشغب وتريد الحرب وتهدد السلام العالمى والتعدى على دولة ضعيفة تريد أن تعيش” 14)

وتؤكد أن الصهيونية هى والنازية صنوان ؛ حيث جعلت الصهيونية من القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين ومهد السيح المسيح ومركز إشعاع رسالة السلام والحق والإخاء التي جاء بها , ساحة لتعذيب البشر وتدنيس أماكن العبادة , وأنه لم يعد من المقبول ولا المعقول أن يظل العالم يتفرج صامتا على ما يحدث لشعب فلسطين الذى سرقت ودمرت منازله . 15 )

وطالبت المجتمع الدولى بتشكيل محكمة جنائية دولية لمحاكمة إسرائيل , وإرغامها على دفع تعويضات عن الخسائر البشرية والمادية الناجمة عن احتلال الأراضى العربية وانتهاكاتها الوحشية ضد المقدسات وحقوق الإنسان 16)

وعندما قامت انتفاضة الحجارة في 8-12-1987م , كتبت مقالا رائعا لدعمها والإشادة ببطولاتها تحت عنوان مؤثر ” عندما تكلم الحجر ” 17)

وعندما مات زعيم القومية العربية جمال عبد الناصر رحمه الله , كتبت مقالا مؤثرا تحت عنوان ” لنعط يوما واحدا لمن أعطانا حياته ” , ذكرت به لقائها بالزعيم ومقولتها له : ” لا أعرف كيف أشكر سيادتكم أن هيأتم لي فرصة استكمال دراساتي” فرد بابتسامته قائلًا:

” إن أفضل وسيلة تشكريننى بها هى أن تتقدمى فى دراساتك وأن تتقنى أعمالك”.

واقترحت نذر يوم يقدمه كل موظف وكل عامل هدية لعبد الناصر, يوما نخلص ونتقن فيه عملنا، قائلة : ” إن التكريم الحقيقى لعبد الناصر هو أن نقدم له هذا اليوم لنرسل حصيلته لأبناء فلسطين الذين مات من أجل قضيتهم، وبهذا تسعد الروح الآمنة وتزداد على أبنائها اطمئنانًا ” 18)

وردت – عمليا ساخرا – على قرار الكونجرس الأمريكي باعتبار القدس عاصمة أبدية لإسرائيل , فعندما دعيت لإلقاء محاضرة بأحد معاهد أمريكا , أرسلت بدعوة إلى مدير المعهد طالبة أن يكون اللقاء في شيكاغو بدلا من واشنطون , لأنها اتخذت هنا قرارا بأن شيكاغو هي عاصمة موحدة وأبدية للولايات المتحدة الأمريكية !! 19)

ودافعت عن العراق ضد الحصار الأمريكي ومحاولة تقسيمه, وقامت بفضح المعاناة التي يعيشها الشعب العراقى , من تجويع وانهيار للبنية الأساسية ونقص الكهرباء والمياه الصالحة للشرب ونقص مقومات الأمن الغذائي وتدهور الحالة الصحية وتدهور أوضاع المرأة العراقية وتدهور أحوال الجامعات ودور العلم 20)

ودافعت عن سوريا الحبيبة , واصفة إياها بسوريا الصامدة , واعتبرت أن ما يحدث في سوريا كارثة مؤسفة وإهانة تلحق العالم العربى كله , ومما يزيد الألم والأسف أن الحل أصبح في يد مجموعة من الغرباء , الذين لا يهمهم أوضاع العرب ولا يتمنون له الإزدهار , وكل منهم يهتم بمصالحه وأطماعه , وطالبت الدول العربية بضرورة إتخاذ موقف إيجابى قوى لإحلال السلام في سوريا والتصدى للإرهاب الذى يهدد الشعوب العربية بنفس القدر , ووضع حد لانفراد غير العرب بتقرير مصير دولة عربية , وهاجمت سياسة أمريكا وأردوغان ودورهم في الأزمة السورية , مطالبة بعودة السفراء العرب إلى دمشق , وعودة سوريا لجامعة الدول العربية 21)

وهى الشخصية الدولية :

التى تبوأت مناصب دولية كثيرة , سواء في الإتحاد البرلماني الدولى أو هيئة الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها .

يقول الصحفى الكبير عادل حمودة :” هناك ألف كلمة مأثورة قيلت عنها, لكن الأهم في رأيى أنها المرأة المصرية ذات الشعبية الدولية الجارفة التي وظفت كل ما تعلمته وشاهدته واستوعبته في الخارج لخدمة بلادها , دكتورة ليلى تكلا صفحة رائدة مشرفة تجمع بين الخبرة والمحبة في دفتر حكايات الوطن ) 22)

كانت بداية علاقتها بالمنظمات الدولية هو قيام السيد / إسماعيل فهمى وزير الخارجية المصرى ” 1973-1977م ” باختيارها للعمل ضمن وفد مصر بالأمم بالمتحدة .

وفى 11 ديسمبر 1974م , قامت الدكتورة ليلى تكلا عضو مجلس الشعب المصرى حينذاك , بإلقاء محاضرة فى قاعة داج همرشولد بمبنى الأمم المتحدة عن ” التطور التاريخى لدور المرأة المصرية فى المجتمع ” .

وبعد ذلك تم انتخابها رئيسا للجنة خبراء مؤسسات تنمية المرأة بالأمم المتحدة ,

وقامت اللجنة بدراسة أحوال المرأة على مستوى العالم ودورها فى السلام والتنمية , وبناء على تقرير اللجنة صدر قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بإنشاء المؤسسات الوطنية التى تكفل حقوق المرأة .

وبعد ذلك تم اختيارها ممثلا لمصر كعضو باللجنة التنفيذية بإتحاد برلمانات العالم , وانتخابها كرئيس للجنة ” التعليم والثقافة ” بالإتحاد واقترحت إضافة ” البيئة ” للجنة وتم قبول اقتراحها .

وتعتبر الدكتورة ليلى تكلا .. أول امرأة على مستوى العالم يتم انتخابها بمعرفة أعضاء 100 وفد يمثلون برلمانات العالم وبعض المنظمات الدولية , لترأس أحد مؤتمرات الإتحاد البرلمانى الدولى بجنيف فى نوفمبر 1989م.

واختيرت فى عام 1992م بمعرفة هيئة الأمم المتحدة ” المفوضية العالمية للثقافة والتنمية باليونسكو” ضمن 12 شخصية دولية تمثل مناطق العالم الجغرافية المختلفة, كممثلة للعالم العربي والشرق الأوسط وشمال إفريقيا , وذلك للتقريب بين الأديان والثقافات على مستوى العالم وبعد دراسة لمدة سنتين صدر تقرير المفوضية بعنوان اقترحته الدكتورة ليلى تكلا وهو «التنوع البشري الخلاق» وهو أول نداء دولي يؤكد أن حق الإنسان في الحياة وفي السلام, لا تتوافر إلا علي أساس قبول التعدد والاختلاف, وأن التنوع البشري يثري البشرية تماماً كما أن تنوع الموارد الطبيعية يثري الأيكولوجية، به يتكامل الوجود وتستمر الحياة وأن هناك قيما كونية عالمية يشتركون فيها جميعاً وهو ما يمكن استـثماره لتحقيق السلام، وأن أحد أهم دعائم السلام هو قبول الاختلاف وثقافة التعددية 23)

ثم رأست الدكتورة ليلى تكلا صندوق الأمم المتحدة التطوعى للتعاون الفنى فى مجال حقوق الإنسان .

وتم انتخابها لرئاسة مجلس أمناء برامج حقوق الإنسان بالأمم المتحدة , التى ساهمت من خلاله في تأسيس مجالس حقوق الإنسان وكتابة دساتير عدد من الدول.

وهى أستاذة الإدارة :

فعندما سافرت الدكتورة ليلى تكلا لأمريكا , لنيل درجة الماجستير في القانون , وجدت أن هناك اعتبارات اجتماعية كثيرة مثل العادات والتقاليد تؤثر فى المجتمع أكثر من القوانين ؛ مما حدا بها لدراسة علم الاجتماع لمدة عام .

وعندما تعمقت في دراستها وجدت أن القانون وعلم الاجتماع لابد لهما من إدارة ناجحة ؛ حتى يحققا هدفهما في تقدم المجتمعات .

لذلك قامت الدكتورة ليلى تكلا بدراسة علم الإدارة بجامعة نيويورك التي تقوم بدراسة

” القانون , علم الاجتماع , الإدارة ” ضمن برامجها الدراسية .

وعندما عادت لمصر عملت بمعهد الإدارة العامة بالقاهرة الذى أنشئ في 1954م , وقامت بإلقاء محاضرات تدريب القادة الإداريين ” لكبار موظفي الدولة .

وعملت أستاذا للإدارة في أكاديمية السادات للعلوم الإدارية , وأستاذا للدراسات العليا بجامعة القاهرة .

ولإيمانها العميق بأهمية علم الإدارة فقد أطلقت على العصر الحاضر أنه ” عصر الإدارة ” واعتبرت ذلك المسمى على درجة عالية من الدقة، فما من نشاط أو اكتشاف أو اختراع أو خدمة أو إنتاج أو تغيير لا تدفعه الإدارة وتقف خلف وجوده، وهكذا تحتل الإدارة مركز القلب من حياتنا ” 24)

ولذلك فقد احتل علم الإدارة موقعا مهما في العطاء الفكرى والعملى للدكتورة ليلى تكلا وكتبت عنها كثيرا مؤكدة أهميتها في تقدم الدول والمجتمعات قائلة :

– ” لقد قادتنى الدراسة والممارسة إلى المعرفة ثم إلى اليقين، بأن تحديث الإدارة هو فى واقع الأمر تحديث للإنسان , ومن أهم عوامل تطوير المجتمع “25)

– ” إن التخلف والتقدم أصبحا رهنًا بتقدم الإدارة أو تخلفها أكثر أى عصر آخر” 26)

– نحن فى مصر نعانى من القصور الإدارى … وما نفتقده هو القدرة على التعامل مع هذه العناصر “المتاحة” بالأسلوب الذى يحقق الأهداف المنشودة , أى بأسلوب علمى يحترم أصول الإدارة وأسس التنظيم ومقومات العملية الإدارية ودوائرها”.27)

– جوهر الإدارة هو القدرة على استخلاص أفضل ما فى البشر من عطاء والتنسيق بين جهودهم المشتركة من أجل تحقيق هدف معين، وهى بهذا المعنى سلوك تمارسه فى المنزل والمكتب والوزارة والملهى والجمعية ومحل البقالة 28)

-“إن قواعد وأصول الإدارة والتنظيم”هى القاطرة أو هى الموتور الذى يصل بأى منظمة للأهداف المنشودة ” 29)

وهى الحقوقية :

التى اهتمت منذ شبابها المبكر بقضية حقوق الإنسان , وخصوصا حقوق المهمشين والمضطهدين , فعندما كانت طالبة دراسات عليا بأمريكا:

شاركت في مظاهرة لنصرة الأمريكان السود , وشاركت النجمة العالمية جون فوندا في مظاهرة للدفاع عن حقوق الهنود الحمر في أمريكا , وشاركت فى مظاهرات ضد العنصرية فى جنوب أفريقيا .

ودافعت كذلك عن حق الهنود المسلمين في إنشاء مساجد لهم , حتى تم إنشاء مسجدا كبير لهم في أمريكا.

وتشغل قضية حقوق الإنسان حيزا كبيرا فى كتبها ومقالاتها :

– وتعتز دوما أن مصر قدمت للعالم دستورا يعتبر أول وثيقة لحقوق الإنسان , حيث كان المصريون القدماء يعتقدون أن المتوفى يحاسب بعد وفاته ويطالب بالإجابة على مجموعة أسئلة وذلك لتقرير مصيره , وجميع الأسئلة متعلقة بقيم ومبادئ حقوق الإنسان , حيث يصل المتوفى إلى قاعة محكمة السماء التى يتصدرها أوزوريس ومعه 42 قاضيا بينما تحوتي إله المعرفة والحكمة يراقب الميزان الذى يوضع على إحدى كفتيه قلب المتوفى والكفة الأخرى ريشة ماعت رمز الحق والعدل , وتبدأ المحاكمة ويوجه القضاة الأسئلة للمتوفى لتحديد موقفه … هذه الأسئلة تحمل في طياتها قيم ومبادئ حقوق الإنسان من العدل والمساواة والتضامن والتكافل واحترام الآخر بل أنها تتضمن قيما وحقوقا لم تصل اليها الوثائق الدولية إلا حديثا مثل حماية البيئة والاهتمام بالموارد الطبيعية ومكانة المرأة ومنع الانحراف والتحرش, هذه الثروة من القيم علينا التعرف عليها والالتزام بها بل والتباهى بما جاء فيها وتعريف العالم بها أملا أن تلتزم بها الدول التى تحاسب غيرها على حقوق الإنسان 30)

ورغم إيمان ودفاع الدكتورة ليلى تكلا المستميت عن حقوق الإنسان – أيا كان – وهذا ما أكدته عمليا وفكريا طوال تاريخها المجيد .

لكنها تنتقد المفهوم الغربى لحقوق الإنسان , الذى يختزل حقوق الإنسان في الحقوق السياسية فقط , ويهمش حق الأمن 31) والحقوق الاجتماعية والاقتصادية والثقافية , بل تنتقد قيام بعض منظمات حقوق الإنسان الغربية باستغلال مسألة حقوق الإنسان للتدخل في شئون الدول , والدفاع عن الإرهابيين والمنشقين قائلة :

– قضية حقوق الإنسان أصبحت سلاحا سياسيا للدول الكبرى, كى تتدخل فى شئون غيرها, تسخرها الأحزاب السياسية لكسب الأصوات الانتخابية أو تستخدمها الشركات والجمعيات للحصول على معونات, ولذلك ظهرت الحاجة الى تحديد المعانى الواضحة لتعبيرات الخصوصية وحرية الرأى وغير ذلك 32)

منتقدة استخدام الغرب لحقوق الإنسان كمبرر أو حجة للتدخل فى الشئون الداخلية السياسية للدول, وكستار لصالح المنشقين والإرهابين، وتركيزها على الحقوق السياسية والمدنية مع تجاهل واضح للحقوق الإقتصادية والاجتماعية والثقافية 33)

فحق الإنسان في الحياة يرتبط بالحق في الأمن والسلام، وحقه في حياة كريمة يرتبط بالحق في التنمية مما يعني أن تحقيق كل من الأمن والتنمية هو أساس توفير حقوق الإنسان والبداية الصحيحة لحماية الإنسان، وجوده وكيانه وحقوقه وكرامته .

ولكن رغم هذه الحقائق فإن الفكر الغربي في بعض الدول نجح في اختزال قضية حقوق الإنسان في إطار معاملة المتهمين والمنحرفين وأنصار الإثارة والفوضي الهدامة ” غير الخلاقة ” واستعمالها سياسياً للتدخل في شئون الدول الأخري بحجة نشر الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان, لذلك وغيره أصبح علينا التنبيه إلي أن المطلوب هو حماية “حقوق” الإنسان وليس “عقوق” الإنسان وأن الفروق شاسعة بين “الحقوق” التي نطالب بها جميعاً و”العقوق” وهو ما يعاقب عليه القانون وأن المقصود هو حق الإنسان في حياة آمنة وحمايته من الانحراف وليس حماية حق الغير في الانحراف والإساءة إليه ومن يتابع ما يقال وينشر عن حقوق الإنسان في مصر يجد أنه ينصب أساساً علي معاملة الذين يخرقون القانون ويهددون الأمن القومي ، الذين يثيرون الشغب ويدعون للعنف بدعوي حرية التعبير، ومنهم من يتلقون مبالغ طائلة من الخارج لتنفيذ سياسات أعداء مصر. يهتمون بأحوال المحكوم عليهم في قضايا اغتيال القضاة والشرطة والجيش والمدنيين أكثر من اهتمامهم بحقوق الضحايا والمواطنين الشرفاء 34)

وهى سيدة المجتمع الأهلى :

قضية العمل الأهلى من أهم القضايا التي نالت اهتمام الدكتورة ليلى تكلا عند عودتها من الولايات المتحدة الأمريكية ، إيمانا منها بضرورة مشاركة المواطن في الإرتقاء بوطنه جنبا إلى جنب مع الحكومة , ولذلك أنشئت الجمعيات الآتية :

( الجمعية المركزية للحفاظ على البيئة والموارد البشرية، جمعية المحاميات المصريات، جمعية الصداقة بين مصر وفنلندا, جمعية التآخى بين الجيزة ولوس أنجلوس , جمعية الصداقة بين مصر وكوريا الجنوبية ) .

وكانت عضوة نشطة في أهم الجمعيات الأهلية في مصر مثل : ( النور والأمل, والكشف المبكر عن الأورام, والحركة الدولية للمرأة والسلام وغيرها )

ولكنها تحذر من محاولة – أعداء الوطن – لاستقطاب الجمعيات الأهلية بالتبرعات الضخمة أو إنشاء بعضها للحصول لهم على المعلومات واستخدامها فى نشر أخبار مضللة لإحداث الفرقة بين المواطنين لتحقيق أهدافهم السياسية أو الاقتصادية أو المذهبية 35)

وهى الكاتبة والمثقفة صاحبة الرؤية الاجتماعية :

الدكتورة ليلى تكلا باحثة وكاتبة من طراز فريد , أسلوبها سلس , تعرض أدق القضايا بأسلوب سهل ممتنع , وقد ترجمت بعض مقالاتها للإنجيزية , وكانت محقة عندما وصفت قلمها قائلة : ” لى قلم ثائر , غاضب أحيانا , سعيد يكاد يصفق فرحا أحيانا أخرى ” 36 )

ولقد شاركت زوجها ورفيق عمرها , اللواء دكتور عبد الكريم درويش فى تأليف عدد من الكتب الهامة , مثل كتابهما الرائع ” حرب الساعات الست ” الصادر فى إبريل 1974م والذى يعتبر أول دراسة وثائقية عن انتصار 6 أكتوبر 1973م , ويقع فى 592 صفحة .

وهذا الكتاب يعتبر مرجعا علميا مهما , حول جذور الصراع العربى الإسرائيلى منذ 1882م حتى 1973م , ويمتاز الكتاب بأنه يضم شهادات كبار المسئولين المصريين ” عسكريين ومدنيين ” حول حرب أكتوبر وكيف تم الاستعداد والتخطيط العلمى لها , حتى تم النصر المجيد .

وشاركته كذلك فى تأليف مرجع علمي رائد عن ” أصول الإدارة العامة ”

وللدكتورة ليلى تكلا كتب كثيرة منها :

كتاب ” الأمبودسمان .. دراسة تحليلية مقارنة لنظام المفوض البرلمانى ” وذلك فى 1971م فى 163 صفحة , وقد قامت فى هذا الكتاب بعرض فكرة ” المفوض البرلمانى ” التى يطبق فى عدد من الدول مثل السويد ونيوزيلندا والهند وتنزانيا, كأسلوب مستحدث من أساليب رقابة السلطة التشريعية على السلطة التنفيذية , داعية للأخذ به فى مصر للإسهام فى الإصلاح الإدارى ورفع الغبن عن المواطنين وتوطيد العلاقة بين الشعب والحكومة .

كتاب ” عندما تكلم القلم ” فى جزئيه , وهو عبارة عن مقالات الدكتورة ليلى تكلا فى جريدة الأهرام المصرية منذ 1960م حتى الآن .

وتعتنق الدكتورة ليلى تكلا مذهبا سياسيا واجتماعيا وإنسانيا يسمى ” الديمقراطية الاجتماعية ” التى يطلق عليه البعض ” الطريق الثالث ” .

تقول الدكتورة ليلى تكلا : ” وجدت ضالتى فى النظام المعروف بإسم “الديمقراطية الإجتماعية” الذى يشمل الحريات بشقيها السياسية والإقتصادية كذلك الحقوق الإجتماعية والإنسانية , مثلما هو مطبق فى الدول الإسكندنافية وفلندا التى تمكنت من الجمع بين نظام آليات السوق والاهتمام بالبعد الإجتماعى ”

وقد كتبت فى ذلك بحثًا أثناء دراستها فى نيويورك تحت إشراف البروفسور جراى

وتؤكد أن ترجمته تحت اسم ” الديمقراطية الاشتراكية ” مسمى غير دقيق ولا يعكس ما يتضمنه هذا النظام من معان وأهداف والاسم الأكثر دقة هو ” الديمقراطية الاجتماعية ” .

وتدعو لعدم التقيد بأيديولوجية مغلقة واختيار أفضل الحلول النابعة من ظروفنا واحتياجاتنا وامكاناتنا لمواجهة الظروف والمتغيرات والأزمات أيًا كان تصنيفها الأيدلوجى , وأخذ العبرة مما حدث فى الإتحاد السوفيتى من إنهيار مالى وإقتصادى وإجتماعى وأخلاقى, عندما حاولت روسيا تطبيق النمط الإقتصادى الغربى… مما شكل أسوأ دعاية ممكنة لإقتصاد السوق والحرية الاقتصادية … وأسوأ مثال على ما يمكن أن تفعله الرأسمالية فى مجتمع غير مهيأ لها 37)

منتقدة غطرسة وتسلط أمريكا على دول العالم وارغامها على قبول نظامها الرأسمالى عن طريق التهديد والاغراء أو المعونات أو تدخل المنظمات الدولية بأنواعها دون أن نأخذ فى الاعتبار ظروف تلك الدول وامكاناتها 38)

ومما يؤكد أهمية البعد الإجتماعى عند الكتورة ليلى تكلا , دعوتها لضرورة الاعتماد على المقياس الاجتماعى لتقييم برامج التنمية :

وتقصد به قياس مؤشرات التعليم، الصحة ، المياة النقية ومتوسط الأعمار، والتأمينات ، والمرأة ، والطفولة والعلاقات الأسرية ؛ لأن قياس تقدم المجتمعات حسب نتائج القياسات الاقتصادية – مهما كانت دقيقة – يكون أحيانا مضللاً أو غير واقعى , إذ تستخدم هذه القياسات المتوسط وتتجاهل ما بين الأفراد من تفاوت، كما أنها لا تهتم كثيرًا بمصادر الأموال وطرق استخدامها وتأثيرها على الإنسان سلبًا أو إيجابًا .. فإجمالى الناتج المحلى لم يعد معيارًا لتقدم الدول 39)

والدكتور ليلى تكلا مثقفة من طراز فريد , يدرك ذلك جيدا المتابع لكتاباتها :

وترى أن الثقافة هي نمط في التفكير وأسلوب حياة ومن الخطأ حصر – فقط – على إبداعات الفنون والآداب مثل الرسم والنحت والسينما والمسرح والكتابة والشعر والرقص والغناء وغيرها من آليات التعبير عن الثقافة ولابد من إدارجها ضمن خطط تنمية الدول ؛ فالتنمية لا تتحقق إلا بتغلل ثقافة حب العمل، والتقدم يقوم على ثقافة إعمال العقل، وحماية الموارد تتطلب ثقافة ترشيد الإستهلاك، والتلاحم الوطنى يقوم على ثقافة قبول التعدد واحترام الاختلاف، وفوضى الشارع تعالجها ثقافة الانضباط، والفساد يحد منه ثقافة الإنتماء, ومشكلة السكان تتطلب ثقافة الأسرة الصغيرة … وهكذا … إن مجرد صدور قانون أو قرار معين لن يحل كثيرا من مشكلاتنا نحن إن أردنا نشر سلوك أو قيمة معينة علينا نشر الثقافة التى تؤثر فى الفكر وتقود إلى ذلك السلوك 40)

وهى المدافعة عن حقوق المرأة المصرية :

تمثل الدكتورة ليلى تكلا – نموذجا عمليا – مشرفا للمرأة المصرية والعربية على السواء, فهى المرأة المصرية التي كافحت حتى حصلت على أعلى الشهادات الأكاديمية من كبرى الجامعات العالمية , وهى المرأة التي ملأت بيتها حبا ورعاية لأسرتها , وهى المرأة التي مثلت مصر في كبرى المنظمات الدولية وكان نعم السفيرة الممثلة لبلدها .

ولقد شكلت قضية تنمية المرأة المصرية وحصولها على حقوقها , محورا هاما من اهتمامات الدكتور ليلى تكلا المتعددة .

لذلك ناضلت حتى تم تأسيس المجلس القومى للمرأة في مصر فى 2000م

وشاركت في تأسيس ” منظمة المرأة العربية ” حتى صدر قرار تأسيسها كمنظمة تابعة لجامعة الدول العربية فى 2001م .

ودعت كثيرا في كتاباتها ” الإتحاد الأفريقي ” إلى تأسيس منظمة المرأة الأفريقية ”

وثمنت ما يقوم به الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى من ” تمكين ” للمرأة المصرية

قائلة : ” جاء فى تقرير التعبئة والإحصاء أن عدد القاضيات بلغ 66 قاضية، وفى السلك الدبلوماسى نحو 45% وارتفع فى مجالس ادارة المؤسسات الصحفية إلى 12.5% كما أصبح لدينا ثمانى وزيرات ونحو 89 نائبة! يهمنى فى إطار هذا الحديث ما جاء فى التقرير بأن عدد الفتيات المقيدات بالتعليم أصبح 49.2% مقابل 50.8% للذكور والتعليم هو أول خطوة فى مسيرة تأهيل النساء لتولى المناصب استكمله إنشاء منظمة لمنع التمييز والفرص المتكافئة ” 41)

وهذه بعض كلماتها المضيئة في الدفاع عن المرأة :

-” المرأة إنسان المرأة شخص وليست شيئًا… لها إرادة وفكر وحس وقيمة وكرامة … ورحم الله أستاذنا الكبير الدكتور عبد الوهاب خلاف أستاذنا فى الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق وما زلت أذكره وهو يسرد لنا الحقوق التى كفلتها الشريعة السمحة للمرأة والمكانة التى كرمتها بها ويغرس فينا ضرورة الاحترام المتبادل بين الرجل والمرأة حرصاً على الأسرة وتطبيقاً لتعاليم الأديان كلها” 42)

– وترى أن مصطلح ” احترام المرأة ” الذى صكه الرئيس عبد الفتاح السيسى , بدلا من مصطلح ” حقوق المرأة ” يعد مصطلحا جميلا ورائعا ومعبرا ويحمل رسالة بالغة الأهمية؛ لأن الحديث دائماً عن تحرير المرأة، حقوق المرأة، واجبات المرأة، تمكين المرأة وكلها لها أهميتها لكن «احترام المرأة» يتفوق عليها إذ يستوعبها جميعاً, احترام المرأة يعنى أن تتمتع بكافة حقوق المواطنة دون تفرقة وأن تمارس واجباتها، تشمل قدرتها على الإسهام فى اتخاذ القرارات الخاصة والعامة، وعلى دفع التنمية الاقتصادية والبشرية والثقافية, يشمل حقها فى التعليم المتساوى والتدريب المهنى والفرص المتكافئة, الشاب أو الرجل الذى يحترم المرأة لن يتعامل معها على أنها أقل أهمية أو أقل قدرة، وهو لن يتحرش بها فى الشارع أو المكتب ولن يعاملها بعنف فى المنزل, لن يقبل أن يتزوج من طفلة ولن يسمح أن تتزوج ابنته الطفلة، لن يسمح أن تحرم الابنة من الميراث أو التعليم, احترامها سوف يضع حدا لتفاقم مشكلة خطيرة أصبحت دولية هى العنف المنزلى الذى لا يلحق اضراراً بالمرأة فقط بل بالأسرة كلها خاصة بالأطفال الذين يصيبهم هذا العنف بالصدمات العاطفية والنفسية ويتعلمون سلوكاً غير سويّ، احترام المرأة يجعلها تحترم الرجل وكل من حولها, احترامها هو أساس تمكينها43)

– وتطالب الإتحاد الأفريقي بـتأسيس منظمة واحدة تجمع نساء إفريقيا ومؤسساتها على اختلاف اتجاهاتها, يعملن معا لمصلحة الجميع بغض النظر عن الاختلاف أو الخلاف بين حكوماتها, يكون لها استقلالية فى إطار مباديء الاتحاد حتى لا تدخل فى متاهات البيروقراطية الحكومية والخلافات السياسية. يكون لكل دولة فيها عضوتان إحداهما مسئولة المجلس أو الوزارة المعنية بالمرأة والأخرى من المجتمع المدني، ويكون من المناسب والمقبول إن تكون الرئيسة الشرفية السيدة قرينة د. بطرس غالى التى رافقته رحلة كفاحه من أجل السلام والعدل وحقوق إفريقيا. ومازالت افريقيا تكن له المحبة والاحترام44)

وهى البرلمانية :

بدأت الدكتورة ليلى تكلا العمل الشعبى , باختيارها عضوا بمجلس مدينة القاهرة .

ثم بعد ذلك تم اختيارها عضوا بمجلس الشعب المصرى ثلاث دورات فى 1971م , 1976م , 1987م ومنذ دخلت المجلس التشريعى , وهى كتلة نشاط لخدمة وطنها.

وقد كان لها بصمات واضحة فى المجلس منها :

-فهى أول من طالبت بوجود معارضة بالمجلس , وكان هذا – شيئا مستغربا فى بداية السبعينيات من القرن الماضى- حيث كان الكل يعمل تحت مظلة الإتحاد الإشتراكى .

ولكنها بكل شجاعة طالبت بوجود ما أطلقت عليه اسم ” المعارضة المتحركة ” , وطالبت بأنه عند عرض أى موضوع على المجلس ولجانه , بأن يكون هناك مقرر للمعارضة مثلما هناك مقرر للحكومة , حتى لو كان المعارض شخصين أو ثلاثة.

وترى أن المعارضة ” هى ضرورة وطنية وجزء أصيل من الممارسة الديمقراطية لا تكتمل إلا به ؛ لأن المعارضة فى أساسها هى تذكير كل صاحب سلطة بأنه إنسان يمكن أن يخطئ كما يمكن أن يصيب, وبأنه بشر لا يعرف كل شئ ولا يمكنه أن يفعل كل شئ … وعليه أن يشاور غيره ويسمع لكل صاحب رأى45)

وطبقت الدكتور ليلى تكلا ” المعارضة السياسية ” عمليا ؛ حيث كان لها تحفظات على معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل , وجاهرت بذلك في حياة الرئيس السادات رحمه الله 46) , وفى 1979م شاركت في مؤتمر شعبى بالساحل لمساندة النائب المعارض أحمد طه ولم تأبه بغضب الحكومة آنذاك 47), وفى عهد الرئيس مبارك كانت ترى أن رئيس الجمهورية يجب أن يظل حكمًا فوق الأحزاب , حتى تتنافس الأحزاب على مبادئ من برامجها وليس اعتمادًا على التصاقها بشخصية الحاكم وجاهرت بذلك 48) , وطالبت بحضور أصحاب الشأن جلسات الاستماع أثناء صياغة القانون واعطاؤهم الفرصة فى التعبير عن آرائهم لضمان قوانين تحقق الصالح العام وضمان العدل والمساواة 49), وترى أن رئاسة الجمهورية وظيفة لها شروط هامة منها ألا يغلق الأسوار حوله, وألا يحيط نفسه بالأصدقاء والحاشية دون غيرهم, إنما يختار معاونيه حسب قدرتهم علي تحقيق الأهداف المطلوبة 50), وتفضل اسم “وظائف الدولة” وليس ” سلطاتها ” فالشعب هو صاحب السلطة وفوض الحكومة فى القيام بهذه الوظائف ولم يتنازل لها عن السلطة 51)

– وكانت أول المتحدثين والمطالبين بحرية الصحافة تحت قبة مجلس الشعب , ولكنها الحرية المسئولة وليس الفوضى والفضائح؛ لأن القلم كالمشرط يمكن أن يستخدمه صاحبه في العلاج . كما يمكن أن يستخدمه في الطعن 52).

وتؤمن أن الصحافة وسيلة من وسائل التنبيه والتصحيح والإعلام وليس فقط الإعلان، والهدف من النقد ليس الإساءة إلى شخص ما بل توضيح الرأى الآخر أو كشف أخطاء قرار معين أو تجاوزات سياسية بذاتها 53)

– وطالبت بتخفيض سن السماح للشباب للترشح بمجلس الشعب من 30 سنة إلى 25 سنة , ووجدت معارضة من بعض الأعضاء , قائلين لها : ” الدكتورة عاوزة تعمل مجلس عيال ” , وعندما قامت ثورة 25 يناير 2011م , اتصلت ببعضهم وقالت : شوفتوا العيال عملوا إيه ؟!

– وعندما تم انتخابها رئيسا للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب خلفا للدكتور رشدى سعيد , قامت بتطوير اللجنة وإعادة تنظيمها على أسس الإدارة الرشيدة وإرساء التقاليد السياسية والبرلمانية وذلك بشهادة الدكتور مصطفى الفقى 54) .

– وقامت بدورها التشريعى كنائبة للأمة باقتراح قوانين ؛ فى مجالات حقوق الإنسان وقضايا المرأة والمواطنة .. وتقدمت بمشروع قانون لتعديل تعريف العامل والفلاح ؛ بحيث يكون الفلاح هو من يعمل بالزراعة التى تعتبر مصدر رزقه الرئيسى، والعامل من يعمل عملًا يدويًا أو ذهنيًا ولا ينتمى لنقابة مهنية ” 55) .

وهى بنك الأفكار :

ما يميز الدكتورة ليلى تكلا أنها في حركة وتفكير مستمر لا يهدأ ولا يكل حتى تحقق ما تحلم به لرفعة وطنها , ولذلك وصفها الدكتور مصطفى الفقى – بحق – بأنها مصنع أفكار!!

وهذه بعض الأفكار والمبادرات التي اقترحتها الدكتورة ليلى تكلا , وعملت بجد ومثابرة حتى تم تحقيق الكثير منها على أرض الواقع كحقيقة قائمة تخدم

الملايين :

-مبادرة حماية أطفال الشوارع :

وذلك منذ شبابها المبكر, إيمانا منها بضرورة الاهتمام بأطفال الشوارع وزرع ثقافة حب العمل لديهم بدلًا من التسول, وبدأت رحلتها مع الكتابة بالصحف بسرد هذه التجربة وذلك بتشجيع الصحفى الكبير الأستاذ أحمد الصاوى , وقيامه بنشرها فى عموده الشهير” ما قل ودل ” 56) .

-مبادرة شكاوى الجمهور :

دعت للاهتمام بشكاوى المواطنين وتنظيم مكاتب الشكاوى وضمان جديتها 57)

-مبادرة المفوض البرلماني ” الأمبودسمان ” :

قامت بعرض هذه المبادرة بالتفصيل فى كتاب مستقل , ويتلخص نظام المفوض البرلمانى “الإمبودسمان” بأن تعهد مهمة الرقابة على السلطة التنفيذية إلى مفوض ينتخبه أعضاء الهيئة التشريعية ويوكلون إليه مسئولياتهم فى التأكد من سلامة تصرفات الجهاز الإدارى وصيانة حقوق الأفراد , عن طريق جولاته التفتيشية أو الشكاوى أو ما ينشر بالصحف ثم يقدم تقريرًا سنويًا للبرلمان, يوضح فيه نقاط النقص أو الضعف أو التضارب فى القانون وفى الإجراءات المعمول بها، وله أن يقدم مقترحاته لتعديل القانون أو إعادة التنظيم الإدارى .. ودعت للأخذ بنظام المفوض البرلمانى فى مصر مع تطويره أو تطويعه لظروفنا 58)

-مبادرة دعم الشباب والاستفادة من حكمة الشيوخ :

حيث طالبت بتخفيض السن المطلوب للترشيح لمجلس الشعب ليصبح 25 بدلًا من 30 ومد سن الإستفادة من السفراء الممتازين إلى سن65 سنة بدلًا من 60 ) 59)

-مبادرة العاصمة ثقافية لمصر:

طالبت بجعل مدينة الأقصر ” عاصمة تقافية لمصر ” فالأقصر واحدة من أهم المدن التاريخية والأثرية التى تضم ثلث أو ربع آثار العالم , والأقصر تتوافر لها جميع مقومات العاصمة الثقافية فهى إلى جانب تاريخها وتراثها وآثارها الفريدة تقع وسط وادى النيل, وتحتوى على متحفين: متحف الأقصر ومتحف التحنيط وهو الأول من نوعه فى العالم ويضم 150 قطعة ما بين مومياوات وتوابيت وأدوات التحنيط, وهى المقصد الأول والرئيسى لكل البعثات الأثرية من مختلف دول العالم, وهى تتميز بجو مشمس وبطبيعة خلابة، علاوة على تواجد جماعة دولية من ملوك وأمراء وعلماء وكتاب وسياسيين وشباب يطلقون على أنفسهم «أصدقاء الأقصر» ويعملون على التعريف بتراثها وآثارها، ويشجعون زيارتها والاستثمار فيها والمساهمة فى مشروعاتها الصغيرة والكبيرة , ويهتمون بحماية كنوز التاريخ التى تحتضنها الأقصر … داعية لاعتبارها دوليا «محمية» ومنطقة محايدة خارج جميع الصراعات 60)

-مبادرة إنشاء محاكم الأسرة :

وأوضحت أن المقصود بمحاكم الأسرة ليس مجرد تطوير بعض النظم تسهيلًا لإجراءات ولكنها فلسفة تشريعية وقضائية مختلفة تطبق فى أماكن مستقلة تتسم بالهدوء والألفة والنظافة والتنظيم بحيث توفر الكرامة والإطمئنان للأسر والأطفال، بها قاعات انتظار تحميهم من جلوس القرفصاء على الأرض فى الردهات وبها أماكن لإرضاع الأطفال أو تغيير ملابسهم ومكاتب بسيطة هادئة تلتقى فيها الأسرة مع الأخصائيين الاجتماعيين أو النفسيين … يعاون القضاة المتخصصون طاقم من المتخصصين فى العلاقات الأسرية ومشكلات الزواج والطفولة والاخصائيين الاجتماعيين والاقتصادين والباحثين ومندوبين للمعونة القضائية والجمعيات الأهلية 61)

-مبادرة حماية النيل :

حيث تعتبر الدكتورة ليلى تكلا نهر النيل ” هبة إلهية ” أسوة بقناة السويس ؛ ولذلك فلابد من حتمية تغيير أسلوب إدارة نهر النيل .. لتوفير أقصى صور الحماية الممكنة للنهر62)

فالنيل يوفر الحياة للملايين فى إفريقيا ويعتبر جزءا من تراث مصر وتاريخها, قدسه الفراعنة وعشقته عروس النيل.

وقدمت اقتراحا فى مايو 1998م بأن يصبح النيل محمية طبيعية وتنشأ هيئة لإدارته وحمايته أسوة بقناة السويس والأهم إحياء مبادرة د. القصاص بإنشاء مرفق عالمى للمياه التى طرحها فى مؤتمر جوهانسبرج ووافقت عليها الدول المشاركة … حفط الله مصر وشعبها ورئيسها ونيلها 63)

-مبادرة عيد الأب :

تقول الدكتورة ليلى تكلا : ” عيد الأب ليس بدعة ولا ابتكارا , حيث يحتفل به فى عدد من الدول, بدأ فى الولايات المتحدة حيث زاد الاهتمام به بسبب حرب فيتنام التى استمرت طويلا وفقدت آلاف الأسر رجالها وحرمت من الأب فجاء تقديرا لما قدموه للوطن, نوقش فى الكونجرس وفى 1972م أعلنه نيكسون عيدا وطنيا, اعترافا بدور الآباء الذين حاربوا وسقطوا, نحن فى مصر نعيش حربا ضارية, حرمت عشرات الأسر من الرجال, ومن المناسب أن يكون ذلك دافعا للإقدام على إعلان عيد الأب؛ احتراما لهم واحتراما لجميع الآباء الذين يمارسون مسئوليتهم العائلية خارج المنزل أو داخله ولا أظن أنه علينا الانتظار لخروج الرجال فى مظاهرات حتى يحصلوا على نفس التقدير بل علينا نحن النساء إثبات أن عقولنا تحررت ونطالب لهم بالحق فى عيد الأب .. إن جوهر الفكرة أن الرجال لابد من الاعتراف بدورهم ويخصص يوم تعبر فيه الأسرة والمجتمع عن ذلك التقدير وتصبح مبادرة جديدة تطلقها مصر فى المنطقة , حفظ الله مصر 64)

-مبادرة الحفاظ على البيئة :

دعت الدكتورة ليلى تكلا , لإنشاء شرطة تختص بالحفاظ على البيئة و أطلقت عليها ” شرطة نجدة البيئة ” 65 )

-مبادرة الحفاظ على عيون المصريين وبنوك القرنية:

بدأ اهتمام الدكتورة ليلى تكلا بهذه القضية بتعرفها على طبيب العيون العالمى ” جول ستاين ” أشهر أطباء العيون فى العالم ومؤسس برنامج جول ستاين كلينكس للكشف الدورى على العيون للوقاية والعلاج المبكر عليه وذلك في إحدى اجتماعات الأمم المتحدة بأمريكا , واتفقا معا على فتح عيادات جول ساتين فى مصر , للحفاظ على عيون المصريين .

وكذلك من خلال مأساة مواطن من المنيا فقد بصره ووظيفته واحتاج لزراعة قرنية , فقامت الدكتورة ليلى تكلا بالتعاون مع مؤسسة خيرية بإجراء العملية – غالية التكلفة -للمواطن حتى استعاد بصره ووظيفته , مما جعلها تهتم بقصية بنوك القرنية فى مصر 66)

-مبادرة ترشيد استخدام المياة :

دعت الدكتورة ليلى تكلا , لترشيد المياة لأن قضية المياه ترتبط بكثير من جوانب الوجود, فالحياة ذاتها لا تستمر دون المياه, كما ترتبط بقضية الأمن الغذائى، والغلاء والأسعار، والفقر والبطالة والصحة والنظافة وتتصل بمشكلة التغير المناخى الذى نتج عنه تناقض ما بين فيضانات وسيول من ناحية، وجفاف وتصحر من ناحية أخرى, كما أن 19% من الكهرباء فى العالم مصدرها الطاقة المائية، وهى قضية لها علاقة وثيقة بمسائل الديمقراطية والمشاركة وحقوق الإنسان وسلوك المواطن والثقافة العامة … وهى تؤثر تأثيراً مباشرا فى السلام حيث أصبح «الأمن المائى» عاملا أساسيا فى استقرار السلام الاجتماعى وتشير النظرة المستقبلية إلى أن الحروب القادمة سوف تتعلق بالنزاع حول المياة … وبعضها بدأ بالفعل, إنها قضية بقاء أو فناء 67)

وأكدت في أحد لقاءاتها أن تسريب نقطة مياة من حنفية المياة الواحدة يتسبب في إهدار ما يقرب من 186 لترا في الأسبوع .

-مبادرة النظافة العامة :

دعت الدكتورة ليلى تكلا لمحاربة تراكم القمامة فى الشوارع ؛ التى تنبعث منها الروائح الكريهة وتصبح مصنعًا للجراثيم , مؤكدة أن النظافة لا تتعلق بالثراء والفقر بقدر ما تتعلق بالقيم والسلوك، وطالبت بضرورة تفعيل القانون ومحاسبة من يلقى المخلفات فى الطريق العام وضرورة تشديد العقوبة 68)

وترى أن الحزم فى موضوع النظافة فى المؤسسات والمدارس وفى الشوارع والطرقات مع المواطن والمحافظ وعامل النظافة ورئيس الحى وأصحاب المحال التجارية أمر مهم لتأكيد قيم الانضباط 69)

-مبادرة رفع أجور الموظفين:

طالبت الدكتورة ليلى تكلا برفع حد الإعفاء الضريبى خمسة أضعاف لموظفى الحكومة الذين هم اليوم فعلًا الطبقة المطحونة وهم وحدهم هم الذين يؤدون الضرائب للدولة كاملة 70)

-مبادرة حماية الطفل:

حيث ترى الدكتورة ليلى تكلا أن أول حق من حقوق الأطفال هو الحق فى أن يكون طفلا , وأن يعيش مرحلة الطفولة فى أمان بأبعادها وخصائصها وصفاتها ومقوماتها , ويتكون خلالها تكوينا سليما بدنيا وذهنيا وعاطفيا واجتماعيا 71)

-مبادرة القانون الموحد لبناء دور العبادة

تقدمت الدكتورة ليلى تكلا بمشروع القانون لرئاسة الجمهورية في مايو 2011م , كمطلب قومى وتحقيقا للعدالة والمواطنة . 72)

-مبادرة التحذير من التغيرات المناخية

اهتمت الدكتورة ليلى تكلا بقضية التغيرات المناخية والاحتباس الحرارى نتيجة زيادة الغازات وأخطرها ثانى أكسيد الكربون , وخطورة ذلك على البشرية , من حدوث فيضانات وأعاصير وغرق جزر وقتل الحيوانات الصغيرة فى المحيطات , ودعت الدول الصناعية الكبرى للقيام بواجبها فى هذا المجال 73)

-مبادرة اعتبار 30 يونيو 2013م عيدا للتحرير

دعت الدكتور ليلى تكلا , لاعتبار يوم 30 يونيو عيدا للتحرير يحتفل به سنويا ؛ لأن مصر تحررت فى هذا اليوم , تحررت من أن تكون تابعة لقوى كبرى وتحررت فى صنع قرارها 74)

قد يهمك ايضاً:

حين تشتعل النيران حولك… ماذا يفعل قلبك لمصر؟

خالد عامر يكتب: الانفجار الكبير أخطاء إيران

-مبادرة الاهتمام بالإعلام الخارجي :

دعت الدكتورة ليلى تكلا للاهتمام بمسألة الإعلام الخارجي , كنوع من أنواع الاتصال الذى له أصول وقواعد من المهم مراعاتها , وأنه لابد أن يحظى الإعلام الخارجي باهتمام الكتاب والمفكرين والإعلاميين والمسئولين فى كل مجال ومنظمات المجتمع المدنى والجمعيات الأهلية بل والمواطنين جميعاً, مما يقتضى التعرف على الواقع ايجابيا وسلبيا، وتحديد الهدف، وحصر الآليات المطلوبة مع التعرف على الجهات المسئولة عبر خطة عملية علمية واضحة 75)

وهى الحكيمة :

وصف الأمين العام السابق للأمم المتحدة بيريز دى كوييار الدكتورة ليلى تكلا

ب ” العقل الراجح والقلب المحب ” .

ومن يتابع مقالاتها ولقاءاتها التليفزيونية يتأكد من دقة هذا الوصف , ويجد أن هذه السيدة العظيمة تمتلئ حكمة حصلت عليها من خبراتها العديدة وعبر سفرها لمعظم دول العالم وقراءتها بعدة لغات :

وهذه بعض الكلمات المضيئة التي تعبر عن حكمة وإنسانية الدكتورة ليلى تكلا :

-الكلمات كالبذور يمكن أن تنمو ويمكن أيضًا أن تتطاير وتندثر , تبعا للتربة التي نزلت عليها 76)

– إن الاخاء والتقارب من صنع الله، والتشتت والتفرقة من صنع الشيطان، أيًا كان ذلك الشيطان 77)

– كل فضيلة تقوم على الحب , الإنجاز يقوم على حب العمل، الكرم هو حب العطاء، مساعدة الغير هو حب الخير، الأمن هو حب السلام، الإيمان يقوم على حب الخالق وتعاليمه والوطنية هى حب الوطن , الحب ليس مجرد كلمة إنه أسلوب حياة , يستند إلى علاقة ذات طابع خاص , تربط بين الفرد والآخر , بين الإنسان والإنسان أو بينه وبين الطبيعة وبينه وبين القيم والمبادئ التي تغلغلت فيه وأصبحت تحدد سلوكه .. الحياة هي الحب والحب هو الحياة , يشمل حب الكون وخالقه وكل ما خلق 78)

– السلام ليس مجرد كلمات إنه سلوك وأسلوب فى الحياة, ولا يجوز أن نكتفى بالحديث عنه إن لم نتعاون معاً جميعاً فى تحقيقه, ونحن معاً على ذلك قادرون 79)

– الحضارة تعنى استقرار ومعرفة وإنجاز وبناء , وليس صراع أو هدم 80)

– المتعصب لا يعرف دين غيره , والمتطرف لا يعرف دينه 81)

– الشجاعة هى فى مواجهة الحاكم بالرأى أثناء حياته, فإن الذين يحاسبون الأحياء هم أحياء مثلهم، أما الذين يهاجمون الأموات فهم مثلهم أموات82)

– الحياة كالبحر يتعاقب فيها مد ثم يتلوه جذر فى تتابع دائم، والحكيم هو من استثمر فترة الوفرة ليسبح سالما ًقبل انحسار الفرصة83)

– الكوكب الذى يبحر بالبشرية فى محيط الزمان متعدد الطوابق والدرجات، به فئات وطبقات ، بعضهم يقطع رحلة الحياة فى مقصورته الفاخرة أو بالدرجة الأولى، وآخرون فى درجات دنيا أو على سطح المركب، أو ينامون أسفله بجوار ضجيج الآلآت وحرارتها .. وأن هؤلاء إذا ما قاموا بالتخريب لقى الكل فى القاع نفس المصير 84)

– السلفية السياسية هى ذلك الحجاب الفكرى الذى يغلف العقل فيحجب عنه الشمس والهواء والحياة فيتيبس ويتشقق ويتهاوى, وهى النقاب الثقافى الذى يغطى عيون المعرفة ليحجب الضوء فيسود الظلام ويصبح الإنسان والمجتمع بلا رؤية ودون رؤى والرؤية هى الواقع والرؤى هى المستقبل85)

– الفقر آفة تنتشر وتتفاقم لتقضى على مقومات الإنسان وليس فقط حقوقه، فهى تصيب البدن والنفس والعقل جميعًا، وتسحق الإتزان والإلتزام والكرامة 86)

وهى رائدة من رائدات المواطنة في مصر :

يشكل مبدأ المواطنة قضية محورية في فكر وعقل الدكتورة ليلى تكلا , يظهر هذا جليا فى كل أعمالها ومقالاتها.

فالوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين فى فكر الدكتورة ليلى تكلا:

هى الحل .. وهى المصير.

وهى ركيزة الاستقرار ووسيلة البناء وأى محاولة للنيل منها هو أمر يتعلق ببناء المجتمع وصلابته وأمنه إذ يهدد ذاته وبقاءه وتماسكه.

وتؤكد الدكتورة ليلى تكلا أن الأقباط ليسوا أقلية وافدة … كما أن الإسلام لم يأت بتابعيه معه من بلد أجنبى وإنما هو دين اعتنقه أهل هذا البلد, وليس بين الاثنين فروق فى الأصل والجنس والشكل، الاثنان يكملان بعضهما بعضًا ويكتملان فى تاريخ وتراث ونسيج هذه الأمة الذى هو نسيج واحد, خيوطه متداخله متشابكة من الصعب التفرقة بينهما ومن المستحيل فصلها، فأى شقاق بينهما هو تمزيق لثوب مصر وتفرقه لها واهدار لكرامتها ” 87)

وترى أن مصر كانت وستكون بلدًا يعيش من الإخاء والمحبة، أرض الوطن امتزج طميها بعرق الفلاح المصرى منذ ظهرت المسيحية ومنذ جاء الإسلام .

وبناء قام على سواعد ترتفع بالصلاة والدعاء فى المساجد والكنائس على حد سواء، ودم اختلط فى ساحة المعركة لشهداء لم يفرق بينهم الرصاص فحاربوا معاً وماتوا معاً ليعيش أبناؤهم فى سلام معاً، شعب واحد العنصر والتاريخ والتراث والمستقبل 88)

وتثمن دور الحركة الوطنية والدستورية المصرية فى صهر المصريين جميعًا فى وحدة واحدة، وأن العلاقات بينهم لم تكن قائمة على الأغلبية والأقلية الدينية، بل كان الهدف الواحد يجمعهم ويجعل منهم شعبًا واحدًا يمتص كل الفروق ليتوجه نحو وحدة هذا الهدف… وهذه هى الخصوصية المصرية التى اشتهرت بها مصر والتى أصبحت مثالًا للانصهار القومى ووحدة مقومات الشعب 89)

وترفض تعبير عنصرى الأمة واصفة ذلك بأنه تعبير خاطئ غير دقيق؛

فمصر ليس بها عنصران, إنما شعب واحد من عنصر واحد , ليس هناك أى فروق عنصرية إثنية أو عرقية؛ بعضهم يعتنق المسيحية وبعضهم يعتنق الإسلام.

والأقباط المسيحين قبلوا رسالة القديس مرقس وظلوا مصريين قبل دخول المسيحية مصر وبعدها، والأقباط المسلمون قبلوا رسالة عمرو بن العاص ودخلوا الإسلام وهم مصريون قبل الفتح الإسلامى وبعده ، وعمرو بن العاص لم يأت مصر بشعب من جزيرة العرب أصبحوا المصريين المسلمين90)

وتوجه رسالتها لقرائها دائما لنبذ التعصب والكراهية قائلة :

” عزيزي القارئ‏,‏ سواء كنت مسيحيا‏,‏ أو مسلما‏,‏ وسواء كنت مسلمة أو مسيحية‏,‏ فلا تجعل في القلب والفكر والسلوك مكانا للتعصب والكراهية والرفض‏..‏ إن الفروق بين المسيحية والإسلام أقل مما نظن‏,‏ والاختلاف بينهما لا يبرر العداء والقتل والتكفير‏” 91) ‏

وترفض التدخل الأجنبى بدعوى الحفاظ على حقوق الأقباط , وكان لها موقف جرئ وواضح تجاه لجنة الحريات الدينية بالكونجرس الأمريكى التى جاءت لمصر بعد حادثة الكشح , حيث قالت للوفد الأمريكى: ” إننا فى مصر كلنا مصريون , وبالتالى فنحن شعب واحد متماسك يسعى لحل مشاكله بنفسه دون تدخل من الخارج , إننا فى مصر لا نعتبر الكشح مأساة مسيحية ولكنها مأساة وطنية رفضها المصريون جميعًا وهى ليست القاعدة فى العلاقات، بل هى الاستثناء الذى ندر وقوعه خلال السنوات الأخيرة , اذهبوا إلى مصر القديمة لتجدوا كشافة البيئة من الصغار والشباب يقومون بالتنظيف والتشجير حول وداخل الجامع والكنيسة والمعبد اليهودى على حد سواء “92)

وهذا مما تعلمته من قداسة البابا شنودة؛ فعندما سافرت لأمريكا فى أول مهمة رسمية لها فى بداية سبعينات القرن الماضى , سألت قداسته :كيف أتعامل؟

فقال لها تعاملى كمصرية !!

وتحكى الدكتورة ليلى تكلا هذا الموقف قائلة:” قبيل سفرى للخارج فى أول مهمة رسمية قال لى – قداسة البابا شنودة – ربنا يوفقك وتكلمى كمصرية – كانت مصر تعانى وقتها أحداثا طائفية تنكر الدولة وجودها ولم تكن تواجه بالأسلوب الوطنى الشامل الذى تواجه به اليوم – سجلت هذه النصيحة فى ذهنى وأدركت مغزاها, فقد حاول البعض فى أثناء الزيارة استدراجى للحديث والشكوى, ورغم اعتراضى على ما كان يحدث كانت إجابتى عبارة سمعتها يوما من البابا شنودة فى لندن عندما سئل عن الأحداث الطائفية: هذه مشكلات داخلية حلها سوف يكون داخليا انتم ركزوا على مشكلاتكم واتركوا لنا حل مشكلاتنا ” 93)

– وكانت تستهل كلماتها وبياناتها بمجلس الشعب بعباردة ” باسم الإله الواحد الذى نعبده جميعا ” التى نالت غعجاب قداسة البابا شنودة .

-وطالبت بتكوين لجنة من العقلاء تدرس فى موضوعية وجدية وصرامة ووقار بذور الانشقاق ومسببات الفتن ومداخلها سواء فى وسائل الاعلام أو فى القرارات واللوائح والقوانين أو فى مناهج التعليم والكتب المدرسية أو فى خطابات الوعاظ من أى جانب أو إحساس بالتعصب لا سند لها أو شعور بالظلم لا مبرر له.

وتعمل لجنة العقلاء على علاج مثل هذه الأمور بأسلوب حاسم متزن وبتخطيط واع يخرج من عالم الأوراق إلى عالم الأحياء, فى اجراءات وقرارات تسد كل ثغرة يمكن أن ينفذ من خلالها من يضمر لمصر السوء 94)

ولدعم مبدأ المواطنة والوحدة الوطنية بين مسيحيى مصر ومسلميها فكريا؛

قامت الدكتورة ليلى تكلا فى 2010م بتأليف عمل فكرى هام جدا , ألا وهو كتاب

” التراث المسيحى الاسلامى المشترك ” يعتبر إضافة فكرية هامة جاء فيه :

-هذا الكتاب يحمل رسالة صادقة مخلصة لا تسعى لشئ سوى التفاهم والتعايش والسلام، إنه ليس مناظرة بين جانبين إنه ببساطة دعوة للفهم المشترك والاحترام المتبادل, إنه رسالة تهدف إلى التوفيق لا التفضيل، تسعى للجمع والتقارب وليس التفرقة والتنافر،لا تسعى لإقناع أى فرد بعقيدة غيره ولكنها تسعى لأن يهتم كل بمعرفة صحيح عقيدته, ويعرف أيضًا عقيدة الآخر ويدرك ما بينهما من اتفاق

وتوافق 95)

-الرسالة الحقيقية للأديان السماوية هى (السلام والتعايش والمحبة) والعالم الكبير يتسع للتنوع والاختلاف 96)

-المعتقدات الدينية هى قضية خاصة جدًا بين الإنسان وخالقه وليس لأحد أن يتدخل فيها أو أن يُدلى برأى حولها أو يقحم نفسه فى تقييمها إنها بين طرفين لا ثالث لهما الخالق بعظمته وقدرته وجلاله وهيبته، والمخلوق بضميره ووجدانه وإيمانه وسلوكه.

والله وحده هو الذى يحاسبه وهو الذى يجازيه يكافئه أو يدينه ويعاقبه, ذلك كله لله وحده ليس لأى مخلوق أن يدعيه حقًا لنفسه وإلا كان ذلك تعديًا على الخالق قبل أن يكون على المخلوق 97)

وهى تختلف تمامًا عن العلاقة بين الإنسان والإنسان وبين الإنسان والحاكم التى هى مجال الشئون الدنيوية والسياسية، فالعلاقة بين الحاكم والمحكوم فيها يكون الشعب مصدر السلطات … هى علاقة تخضع للنقاش والاعتراض والحوار والاختلاف بين طرفيها هذه العلاقة هى مجال شئون الدنيا والحكم والسياسة 98)

لذلك فإن الزّج بتلك العلاقة بين الخالق والمخلوق فى شئون الدنيا والسياسة حيث يسود الجدل والنقاش والخلاف والاعتراض, أمر لا يتفق مع ما للعقيدة الدينية من هيبة وجلال ويحتم الفصل بينهما أي بين الدين والسياسة ويدعو إلى الالتزام بالدولة المدنية ورفع الدين إلى مكانته السماوية الروحية تستلهم منها البشر الأخلاق والمبادئ السامية 99)

– كلا العقيدتين ” المسيحية والإسلام ” تؤمن بالتعايش والسلام وتقبل الإختلاف الذى هو سنن الحياة وأن كليهما يؤمن بالله الواحد وبالمسيح عند مولده وبمعجزة ميلاده ومعجزاته كما أن كليهما يؤمن بحقيقة رفعه إلى 100)

– ترفض نظرية “التراث اليهودى المسيحى المشترك” وتصفها بأنها نظرية ابتدعتها التنظيمات الصهيونية لأسباب سياسية غير دينية 101)

وهذه النظرية تدعى أن المسيحية هى جزء من اليهودية وأن الثقافة اليهودية المسيحية مشتركة، وأصبحت هذه النظرية للأسف شبه مستقرة فى عقول الكثير من المسيحين بل وغير المسيحين فى الغرب وفى الشرق أيضًا.

وذلك بهدف تحقيق مكاسب سياسية وإقتصادية , بإجتذاب الغرب وقدراته ومقوماته من أجل تأكيد استمرار دعمه وولائه من خلال ذلك الرباط الدينى الذى فسروه لمصلحتهم102)

-تثبت أن مقولة “المسيحية الصهيونية” عبارة متناقضة”:

فالمسيحية عقيدة دينية سماوية تدعو للرحمة والمحبة والمساواة والخير والعدل والإيمان بالإله الواحد .

والصهيونية نظرية سياسية تستخدم الدين لأهداف دنيوية وتقوم على العنصرية والتفرقة أهلها لا يؤمنون بالمسيحية ولا يعترفون بالمسيح 103)

المسيحية تساوى بين جميع البشر أما الصهيونية فأساسها عنصرى تمييزى “شعب الله المختار”.

المسيحية عالمية تدعو جميع الناس أما الصهيونية فهى الجناح السياسى لليهودية.

المسيحية أساسها المحبة والسلام انتشرت بالكلمة، أما الصهيونية فهى اغتصاب الأرض بإبادة الشعوب واستعمال السلاح 104)

مؤكدة أن الصهيونية ليس لها علاقة باليهودية كعقيدة لها تاريخها 105)

-تنتقد مقولة “صراع الحضارات” التى روج لها برنارد لويس الصهيونى العتيد الذى طرح نظريته بأن الخطر القادم هو تحديدًا الإسلام، وهنتجتون الذى أكد أن الصراع القادم هو صراع دينى 106)

وتثبت أنها ليست نظرية بالمعنى العلمى الصحيح, ولكنها مجرد مقولات لا ترقى إلى مستوى النظرية !!

ليس لها سند سواء من الحقائق أو الواقع, فالصراع ليس من الحضارات أو الأديان ولكن بسبب المصالح والأطماع غير المشروعة وبسبب اعتبارات سياسية وإقتصادية وبترولية وعسكرية وإنتخابية 107)

-تنتقد اليمين المسيحى الجديد بأمريكا:

مؤكدة أن السلوك السياسى لذلك اليمين الجديد ليس سلوكًا مسيحيًا بل إنه على النقيض تمامًا من التعاليم المسيحية … وقراراته الظالمة لا علاقة لها بالمسيحية ومبادئها 108)

-تنتقد الخلط بين الإرهاب والإسلام , وتعتبره مثل الخلط بين الصليب رمز الوفاء والعطاء والفرنجة دعاة الحرب كل ذلك مغالطات وأخطاء تم الترويج لها.

بن لادن يُهدر مبادئ الإسلام ، وصقور واشنطن نسوا تعاليم المسيحية ، نعم هناك صدام ولكنه بين دعاة الإرهاب بأنواعه فى مواجهة دعاة السلام والأمن وبين أنصار الحرب وأنصار السلام 109 )

-تطرح نظرية “التراث المسيحى والإسلامي المشترك” لتأكيد أن التقارب بين المسيحية والإسلام يفوق ما بينهما من اختلاف، والاختلافات لا تبرر ما يحاولون زرعه من كراهية وما يتنادون به من صدام 110)

نقاط التلاق بين المسيحية والإسلام:

( معجزة ميلاد السيد المسيح ، رحلة العائلة المقدسة وإقامتها في مصر سنوات، المعجزات ومنها تحويل الطين إلى طير وشفاء الأكمة والأبرص، إحياء الموتى بإذن الله، الإخبار بغيب ما يأكلون أو يدخرون في بيوتهم، إحضار مائدة من السماء, صعود السيد المسيح إلى السماء ) 111)

مبادئ مشتركة بين المسيحية والإسلام:

(السلام، الدعوة للعمل، العدل، البر والرحمة، تحرير العبيد، النهى عن الغضب)112)

معان مشتركة بين المسيحية والإسلام:

( طوبى للمساكين، طوبى للودعاء، طوبى لأنقياء القلب، طوبى لصانعي السلام، طوبى للرحماء ، لا تقتل، اصطلح مع أخيك ، أحبوا أعداءكم، أحسنوا إلى مبغضيكم احترزوا من الأنبياء الكذبة )113)

الإسلام يكرم المسيحية :

شهد القرآن للمسيحيين بحسن الأخلاق ورقة القلب وعدم الاستكبار والرأفة والرحمة والتواضع , سمح النبى لوفد نجران من المسيحيين بالصلاة فى المسجد كما جاء فى ابن هشام ، ورقة بن نوفل قريب ونسيب الرسول , أول شهادة للنبى من مسيحي ورقة بن نوفل ، وأول هجرة لدولة مسيحية وحاكم مسيحى, القرآن ذكر المسيح 40 مرة.

وتؤكد أن هناك مشتركًا واسعًا بين الإسلام والمسيحين، وأن هذا المشترك يزيد كثيرًا على المختلف بينهما، وأنه يجب التركيز على هذا “المشترك” ، بإحيائه وبعثه ونشره، وأن نجعل منه صخرة شديدة البأس تتحطم عليها كل محاولات الفتن الطائفية من داخل مصر أو خارجها 114)

-توضح أن المقصود بالحوار والتعايش هو توضيح المفاهيم ودعم الاحترام المتبادل من أجل المعرفة وليس من أجل المفاضلة أو الاقناع 115)

لأن التعايش السلمى والتعاون لايتطلب التطابق فى الأفكار والمعتقدات, إنما أساسه أن يترك كل جانب لغيره حرية الاعتقاد … وهذا القبول المتبادل هو وسيلة السلام، أما البحث فى عقيدة الآخر عما قد يبرر عقيدة الإنتقاد أو الرفض فإنه سبيل من لا يريدون السلام والآية الكريمة تقول “لكم دينكم ولى دين” 116)

وبعد هذه الجولة في عقل وفكر الدكتورة ليلى تكلا :

يتبين لنا أن العطاء الثرى لهذه السيدة العظيمة .. المصرية حتى النخاع.

وتقديرا لها ولزوجها ” أبو الشرطة المصرية ” قامت الدولة المصرية بتكريمها في عيد الشرطة المصرية ال 71 في 23-1- 2023م .

وقام رأس الدولة الرئيس عبد الفتاح السيسى وبمنتهى الحب والتقدير والوفاء لمكانتها ولعطائها للمديد .. بالنزول لها وتقبيل رأسها أمام حضور الحفل المهيب , وتناقلت هذا المشهد المعبر عن تكريم الدولة المصرية لها وسائل الإعلام وشاهده مئات الملايين .

الهوامش:

1- برنامج ” حكاية وطن ” تقديم عادل حمودة بتاريخ 20-8-2016م قناة النهار اليوم

2-المصدر السابق

3-المصدر السابق

4- مقال ” من قتل أعزل فهو من الكافرين ” ليلى تكلا , الأهرام 26-11-1997م

5- مقال ” مصر علمت العالم (2) ” ليلى تكلا , الأهرام 3-5-2021م

6- مقال ” مصر التى لا نعرفها ” ليلى تكلا , الأهرام 19-6-2017م

7- مقال ” ثورات شعب لا يستكين ” ليلى تكلا , الأهرام 6-1-2015م ومقال ” المصالحة مع من؟ ولماذا يطالبون بثورة ثالثة؟ ” ليلى تكلا , الأهرام 16-4-2016م ومقال “تفابل النقيضين والطريق الثالث” ليلى تكلا , الأهرام1/12/1998م

8- مقال ” قضاء مصر العريق… وسير مايلز لامبسون ” ليلى تكلا , الأهرام 10-9-2015م

9- مقال ” للشرطة حقوق.. وتراث ” ليلى تكلا , الأهرام 10-2-2020م

10- مقال ” يوم تحدثت مصر عن نفسها ومع جيشها ” ليلى تكلا , الأهرام 21 -8-2013م

11- المصدر السابق

12- مقال ” عودة الشخصية المصرية ” ليلى تكلا , جريدة الأهرام20/6/2000م.

13- مقال ” الوطنية والقومية ” ليلى تكلا , جريدة الأهرام 18/7/2000م.

14- مقال ” إنطباعات رحلة إلى أوروبا وأمريكا ” جريدة الأهرام 12/ 12/ 1969م , نقلا عن كتاب ” عندما تكلم القلم ” ليلى تكلا , مكتبة الأنجلو ج1ص21.

15- مقال ” أنقذوا مقدساتنا المسيحية ” ليلى تكلا , الأهرام 22-10-2000م , ومقال ” النازية الجديدة ومحاكمة لجرائم إسرائيل ” ليلى تكلا , الأهرام 10-10-2000م

16- مقال ” صباح الخير يا عرب ” ليلى تكلا , الأهرام 22-5-2000م

17- مقال ” عندما تكلم الحجر ” ليلى تكلا , الأهرام 20-1-1988م

18- مقال ” لنعط يوما واحدًا لمن أعطانا حياته ” ليلى تكلا , الأهرام 4/10/1970م

19- مقال ” حول كتاب … ومقال ” ليلى تكلا , الأهرام17/4/1999م.

20-مقال ” السلطة المطلقة تفسد!” ليلى تكلا , الأهرام 9 /3/1998م , ومقال ” مأساة شعب العراق …هل أصبحت أمرًا واقعًا؟! ” ليلى تكلا , الأهرام 26/9/2000م .

21- مقال ” سوريا إلى متى؟ وأين العروبة!” ليلى تكلا , الأهرام 28-1-2019م

22-برنامج ” حكاية وطن ” تقديم عادل حمودة بتاريخ 20-8-2016م قناة النهار اليوم

23-مقال ” التنوع البشري الخلاق .. ومنتدي الشباب ” ليلى تكلا , الأهرام 20-11-2017م

24- مقال “عصر الإدارة” ليلى تكلا , الأهرام 24/7/2001م.

25- مقال “الإدارة والمجتمع” ليلى تكلا , الأهرام 7/8/2001م.

26- مقال”الإدارة العلمية طريقنا إلى التحديث ” ليلى تكلا , الأهرام 10 /7/2001م.

27-المصدر السابق

28- المصدر السابق

29-مقال” نجوم عربية” ليلى تكلا , الأهرام 29/5/2001م.

30-مقال ” تراث حقوق الإنسان والهوية المصرية ( 3) ” ليلى تكلا , الأهرام 17-5-2021م

31-مقال ” الأمان .. أول حقوق الإنسان ” ليلى تكلا , الأهرام 12-3-2018م

32— مقال ” فاقد الشىء لا يعطيه ” ليلى تكلا , الأهرام 9-1-2023م

33- مقال ” كل الحقوق .. لكل إنسان ” ليلى تكلا , الأهرام24/12/1997م.

34 -مقال “حماية .. عقوق الإنسان” ليلى تكلا , الأهرام 2-5-2016م

35 – مقال ” الجمعيات الأهلية.. وفايزة أبو النجا ” ليلى تكلا , الأهرام 23-8-2021م

36 – أنظر كتاب ” عندما تكلم القلم ” ليلى تكلا , ج2 المقدمه

37- مقال ” والرأسمالية أيضًا تنتحر ” ليلى تكلا , الأهرام 2/2/1999م.

38- مقال” الحاجة إلى فكر جديد ” ليلى تكلا , الأهرام16/2/1999م.

39- مقال ” العبور الإجتماعى ” ليلى تكلا , الأهرام 2/2/1999م.

40 – مقال ” الثقافة هى حافظة التراث ودفة الحاضر وبوصلة المستقبل ” ليلى تكلا , الأهرام 4-11-2016م

41-مقال” مشاركة المرأة.. وإنسانية الرئيس” ليلى تكلا , الأهرام 25-3-2019م

42- مقال ” المرأة شخص…وليست شيئًا ” ليلى تكلا , الأهرام فبراير1999م.

43-مقال ” احترام المرأة .. فريضة ” ليلى تكلا , الأهرام 4-12-2017م

44- مقال ” نحو إنشاء منظمة المرأة الأفريقية ” ليلى تكلا , الأهرام 25-2-2019م

45- مقال “بين التأييد والنقد والمديح والهجاء” ليلى تكلا , الأهرام 15/5/2001م.

46- مقال ” ذاكرة مصر وكلمة حق ” ليلى تكلا , الأهرام 29/4/1982م.

47– مقال ” تحديث مصر ” ليلى تكلا , الأهرام 1-8-2000م

48- مقال ” مع الرئيس.. وقفة بعد جولة ” ليلى تكلا , الأهرام 24/5/1984م.

49- مقال ” ولست من الحزب الحاكم ” ليلى تكلا , الأهرام22/6/1999م.

50-مقال ” مرة أخري ‏..‏ رئاسة الجمهورية وظيفة ” ليلى تكلا , الأهرام 8-1-2014م

51-مقال”التشريع بين التفتيش والتنظيم والتنفيذ” ليلى تكلا , الأهرام 8 /6/1999م.

52– مقال “الصحافة بين تقييد مرفوض وترشيد مطلوب ” ليلى تكلا , الأهرام 19/10/1985م.

53– المصدر السابق

54-أنظر تقديم الدكتور مصطفى الفقى لكتاب ” عندما تكلم القلم ” ج2

55 – مقال ” حالة أنكرونيزم: من هو العامل والفلاح؟ ” ليلى تكلا , الأهرام 9/5/2000م.

56- أنظر كتاب ” عندما تكلم القلم ” ليلى تكلا , ج1 المقدمة

57-مقال “شكاوى الجمهور” ليلى تكلا , الأهرام 14/6/1970م.

58- مقال” اقتراح نظام المفوض البرلمانى تجربة تستحق الدراسة ” ليلى تكلا , الأهرام 10/9/1970م.

59- مقال “الشباب فى مجلس الشعب ” ليلى تكلا , الأهرام 5/2/1986م.

60- مقال ” مطلوب إعلان الأقصر عاصمة مصر الثقافية ” ليلى تكلا , الأهرام 26-3-2018م

61- مقال “محاكم الأسرة …الحل الأمثل ” ليلى تكلا , الأهرام 11/2/1998م.

62- مقال “النيل محمية طبيعية… وهيئة لإدارته” ليلى تكلا , الأهرام 19/5/1998م.

63- مقال ” النيل فى خطر ” ليلى تكلا , الأهرام 8-10-2018م

64- مقال ” تحرير الرجل.. وعيد الأب ” ليلى تكلا , الأهرام 9-4-2018م

65- مقال “هواجس بديلة” ليلى تكلا , الأهرام 12/6/2001م.

66- مقال ” إنقاذ العيون وتحيا مصر ” ليلى تكلا , الأهرام 14-12-2020م

67- مقال ” الماء سر الحياة.. الأحوال المائية دوليا ” ليلى تكلا , الأهرام 2-7-2018م

68- مقال ” إعلان الجهاد من أجل النظافة ” ليلى تكلا , الأهرام 4 /1/1979م.

69- مقال ” قضية السلوك والإحساس بالمسئولية ” ليلى تكلا , الأهرام 15/3/1984م.

70- مقال” الفقر ليس قدرا مكتوبا !” ليلى تكلا , الأهرام 29/1/1989م.

71- مقال ” أطفال وقتلة ” ليلى تكلا , الأهرام 2-6-1998م

72- جريدة المصرى اليوم بتاريخ 20-5-2011م

73-مقال “الثراء والفناء قضية التغير المناخى” ليلى تكلا , الأهرام 10/12/1997م

74- مقال”ونتذكر دائمًا يوم التحرير , ضمن كتاب ” عندما تكلم الكلم ” ليلى تكلا ج2، ص415.

75-مقال ” الإعلام الخارجي.. تآمر أم تقصير؟ 1) ليلى تكلا , الأهرام 6-5-2019م

76- أنظر كتاب ” التراث المسيحى الإسلامي ” ليلى تكلا ص 12

77- مقال” حول كتاب … ومقال” ليلى تكلا , الأهرام17/4/19990م.

78- مقال ” الحب سيد الأخلاق” ليلى تكلا , الأهرام 4-6-2018م

79- مقال ” عزيزى قداسة البابا فرانسيس الثانى ” ليلى تكلا , الأهرام 27-4-2017م

80- أنظر كتاب ” التراث المسيحى الإسلامي ” ليلى تكلا , ص 50

81- مقال ” عزيزى قداسة البابا فرانسيس الثانى ” ليلى تكلا , الأهرام 27-4-2017م

82- مقال “ذاكرة مصر وكلمة حق” ليلى تكلا , الأهرام29/4/1982م.

83- مقال “إلى مستر كلينتون” ليلى تكلا , الأهرام مارس1999م.

84- مقال ” فقراء فى عالم شديد الثراء” ليلى تكلا ،الأهرام11/4/2000م.

85- مقال “السلفية الجديدة” ليلى تكلا , الأهرام 6-3-1989م .

86- مقال ” تحرير الفقراء ” ليلى تكلا, الأهرام 15/3/2000م.

87-مقال ” الوحدة الوطنية ليست موضوعًا موسميًا ” ليلى تكلا , الأهرام 10/8/1987م.

88- مقال”عودى يا مصر مصرية” ليلى تكلا , الأهرام2/4/1987م.

89-مقال ” حول كتاب … ومقال” ليلى تكلا , الاهرام17/4/19990م.

90- مقال “هل فى مصر عنصران للأمة ؟! ” ليلى تكلا , الأهرام 30/5/1992م.

91-أنظر كتاب ” التراث المسيحى الإسلامى” دكتورة ليلى تكلا

تقديم د.أحمد كمال أبو المجد ط1عام 2010م دار الشروق ص 177

92-مقال ” إلى كل من يهمه الأمر” ليلى تكلا،الأهرام2/4/2001م.

93- مقال ” تكلمى كمصرية ” ليلى تكلا , الأهرام 11-1-2021م.

94- مقال “الوحدة الوطنية ليست موضوعًا موسميًا” ليلى تكلا , الأهرام 10/8/1987م.

95-أنظر كتاب ” التراث المسيحى الإسلامى” دكتورة ليلى تكلا

تقديم د.أحمد كمال أبو المجد ط1عام 2010م دار الشروق ص 28

96- المرجع السابق ص 11, 12

97- المرجع السابق ص13

98- المرجع السابق ص16

99-المرجع السابق ص17

100- المرجع السابق ص29

101- المرجع السابق ص32

102- المرجع السابق ص41

103- المرجع السابق ص 45

104- المرجع السابق ص 83

105- المرجع السابق ص 47

106-المرجع السابق ص48

107-المرجع السابق ص55

108-المرجع السابق ص 78

109-المرجع السابق ص 78

110-المرجع السابق ص 32

111- المرجع السابق ص165

112- المرجع السابق ص168

113- المرجع السابق ص 89

114-المرجع السابق ص 89

115- المرجع السابق ص 82

116-المرجع السابق ص159