مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون
آخر الأخبار
بنات الغربية يتصدرن أوائل الدبلومات الفنية 2025.. والمحافظ يُشيد بـ "فخر المحافظة ومستقبلها المشرق" «رائد» تطلق المرحلة الثانية من حملة «تيراميد» لتسريع التحول العادل للطاقة في المتوسط بالصور والاسماء أوائل الجمهورية بالدبلومات الفنية 2025 وزيرة البيئة تترأس الاجتماع الـ66 لمجلس إدارة جهاز شئون البيئة وتؤكد: ٤ مصابين بمركز طما بسوهاج فى معركة بالأسلحة النارية والبيضاء باريس سان جيرمان وتشيلسي اليوم في نهائي كأس العالم للأندية 2025.. الموعد والقنوات الناقلة متحف المجوهرات الملكية بالإسكندرية يفتتح القاعة الرئيسية بعد ترميمها وتطوير سيناريو العرض بها نظرًا للإقبال الشديد..الجامع الأزهر يطلق الدورة الثانية لتأهيل خريجي الأزهر للعمل بالرواق الأزهري بيراميدز يُنهي الجدل حول صفقة تبادلية مع الزمالك: بوبو وزلاكا باقيان بأمر يورشيتش مدحت شلبي يكشف كواليس أزمة تعديل عقود لاعبي الأهلي: إمام عاشور أبرز المستفيدين والشحات مرفوض

لماذا لا تفعلها مصر مثلما فعلتها تركيا ؟

بقلم – د .إســلام جــمـــال الـديـن شـــوقـي خـبيـــر اقـتصـــــــادي

عضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي

بناءً على طلب تقدمت به تركيا اعتمدت الأمم المتحدة تغيير اسمها دوليًا بصيغة جديدة بدلًا من الصيغة القديمة حيث بناءً على طلب من أنقرة، اعتمدت الأمم المتحدة كتابة اسم تركيا بأحرف أبجديتها بدلاً من الصيغة السابقة التي عادةً ما تكتب بها في اللغات الأجنبية، وقد طلبت الحكومة التركية من الأمم المتحدة الإشارة إلى بلدها كما يُكتب ويُنطق باللغة التركية، وتعدُ هذه الخطوة جزء من مساعي أنقرة لإعادة تسمية البلاد وتجنب ذكرها بالارتباط بطائر “الديك الرومي”، وتبديد بعض الارتباطات السلبية”.

ولقد وجه أردوغان باستخدام الصيغة الجديدة للتسمية في النصوص الرسمية لأنها تعكس بشكل أفضل “الثقافة والقيم التركية”. ودعا إلى وضع الصيغة الجديدة على البضائع المصدرة من الدولة، إلى جانب استخدام كلمة “تركيا” بالكتابة والنطق التركيين أي “Türkiye” بدلاً من “Turkey”في جميع الوثائق الرسمية وعلى مستوى الوزارات.

انفراد مصر بإسمها على مر التاريخ:

مصر مهد الحضارة لها بصمتها المتميزة في تاريخ الإنسانية، لها معالمها الحضارية المتميزة وثروتها المعرفية الضخمة على مدار سبعة آلاف سنة من عمر الزمن، ولقد كانت لمصر دائمًا خصوصيتها التي تنفرد بها على كل الحضارات والأمم، وهي تعتبر أقدم دولة في العالم لها كيان مجتمعي واحد بحدوده الجغرافية الحالية.

ولقد أطلق إسم مصر على موطن إحدى أقدم الحضارات على وجه الأرض في شمال إفريقيا من المنطقة الممتدة من النوبة جنوبًا حتى البحر المتوسط في الشمال ومن البحر الأحمر شرقًا حتى الأراضي الليبية غربًا، وكانت ممفيس أول عاصمة لمصر ومركزًا دينيًا هامًا وتجاريًا شهيرًا يشهد على مكانة مصر المتميزة لدى العالم أجمع.

وتُعدُ مصر من ضمن عدد قليل من الدول حول العالم التي حافظت على إسمها على مر العصور، وعلى مدار تاريخها أي أن إسم مصر ظل خالدًا دون تغيير.. ولكن كيف أطلق إسم مصر؟

سبب تسمية مصر باللغة العربية:

اختلف المؤرّخون على أصل تسمية مصر بهذا الاسم ، حيث يعتقد البعض أنّه يعود إلى أصول عربيّة فكلمة مصر تعني قُطر وجمعها أمصار، وهناك مؤرخون آخرون يُرجّحون أنّ كلمة مصر مشتقة من اللغة المصرية القديمة من كلمات (مجر) أو (مشر) والتي تعني المكنون أو المحصّن، دلالةً على أنّ مصر ذات حدود طبيعية آمنة ميّزها الله بها عن غيرها، وتمّ استبدال الشين والجيم بالصاد لتسهيل نطقها باللغة العربيّة.

قد يهمك ايضاً:

حياة النساء بين الرصاص …والتبرير

كيفية حماية مدينة الإسكندرية من الغرق: تحديات وحلول

ولقد وجد العديد من التسميات لمصر باللغات التاريخية الأخرى، مثل: اللغة الآشورية، والبابلية، والفينيقية، فمن مُسمّيات مصر التاريخية، مصور، مصرايم، وغيرها ولقد ورد في بعض المصادر التاريخيّة أنَّ مصر اسم أعجمي ممنوع من الصّرف، وقيل أيضًا أنَّه اسم عربيّ مشتق، ولقد كرم الله سبحانه وتعالى اسم مصر حيث ورد اسمها في القرآن الكريم في عدة آيات قرآنية كما ذكرت أيضًا في التوراة قديمًا، وفي اللغة الأكادية نجد كلمة (مصرو) حيث تُعتبر الصيغة الأكاديّة للكلمة إثبات على علاقة اسم مصر باللغات السامية، وجميع الصيغ الأكادية الأخرى لكلمة مصر تُترجم على أنّها الحدود وهو ما يعدّ منطقيًا نظرًا لموقع مصر الذي يُعتبر حدّاً فاصلاً بين القارّات.

وهناك ثلاثة آراء عن سبب تسمية مصر بهذا الإسم:

الرأي الأول: ما قاله العرب من أن هذه المنطقة سميت بإسم مصر قبل الطوفان (طوفان نبي الله نوح عليه السلام) عندما نزلها نقراوس بن مصرايم بن مركابيل بن روابيل بن غرياب بن آدم عليه السلام وقد أسماها نقراوس على إسم أبيه مصرايم تكريمًا له وتعبيرًا عن تقديره وحبه له.

الرأي الثاني: سميت بهذا الاسم نسبة إلى مصر بن بنصر بن حام بن نوح الذي نزلها بعد الطوفان.

الرأي الثالث: مصر لفظ اطلقه العرب لكثرة الخير والنماء وأيضًا كانت تتمتع تلك المنطقة بأنها مركز للنهضة والحضارة التى كانت تشعها على كل من حولها، ولنا فى قصة نبي الله يوسف عليه السلام خير دليل وبرهان على ذلك.

وقد سُمّيت مصر في العصر الفرعوني باسم (كمت) دلالةً على خصوبة الأرض المصرية بسبب وجود نهر النيل الذي كان مركزًا للزراعة لدى المصريين منذ أن اكتُشِفت الزراعة، ورغم وجود العديد من الأسماء الأخرى التي أُطلقت على مصر عبر التاريخ القديم إلّا أنّ اسم كمت كان الأكثر استخدامًا بين المصريين القدماء.

سبب تسمية مصر باللغة الإنجليزية Egypt:

يقال أن كلمةEgypt بالإنجليزية مأخوذة من اسم مصر بالقبطية قديمًا، وهي مزيج من الهيروغليفية واليونانية، واسم مصر قديمًا كان مكون من ثلاثة مقاطع وهي (حت-كا-بتاح “Hwt-Ka-Ptah” (بمعنى (قصر روح بتاح)، ويشتهر الآله بتاح في الحضارة الفرعونية القديمة بأنه كان آله الفنون، ولذلك سميت مصر وقتها بروح الآله بتاح، وفي اللغة القبطية سميتhakaptah ، ومع انتشار اللغة اليونانية في العالم كله تحولتhakaptah في اللغة القبطية إلى egapthahباليونانية، ومنها تحولت إلى إيجيبتوسegyptos في اليونانية الحديثة ومنها جاءت كلمة إيجيبت Egypt في الإنجليزية .

مقترح تغيير اسم مصر بالإنجليزية:

ومن خلال عرضنا السابق لإسم مصر على مدى العصور المختلفة نجد أن الإسم الأصلي لمصر قد تم تحريفه إلى Egypt، ولم يتم الأخذ بالإسم الحالي وهو بالعربية مصر وبالإنجليزية يكون Misr، لذلك نوجه الدعوة إلى القيادة السياسية في مصر للعمل على تصحيح اسم مصر بالإنجليزية من Egypt إلى Misr وهو الاسم العربي أيضًا لمصر، والقيام بالتقدم بطلب إلى الأمم المتحدة بتغيير الإسم الدولي لمصر بالإنجليزية من صيغته القديمة المحرفة Egypt ليصبح الإسم الجديد بالإنجليزية Misr.

ويتوجب علينا أيضًا أن نقوم بتدشين العديد من الحملات الإعلامية حول العالم لتصحيح اسم مصر باللغة الإنجليزية ليصبح Misr لأننا نعتز بالتسمية العربية التي نتحدث بها، والعمل على الترويج السياحي لمصر مهد الحضارات وتعزيز ريادة مصر كوجهة سياحية كبرى حديثة ومستدامة تسهم في تعزيز الاقتصاد القومى للبلاد، من خلال ما تمتلكه من موارد ومقومات سياحية وطبيعية وبشرية وأثرية غنية ومتنوعة، والمحافظة على الإرث الحضارى المصرى الفريد للأجيال القادمة والبشرية بأسرها، وتظل راية مصر خفاقة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.