بقلم أحمد غزاله
أصدقائي القراء ، لا شك أننا نعيش الآن أجواء ونتائج العملية العسكرية الروسية ضد أوكرانيا ، وهنا نجد أن آثار هذه العملية العسكرية لا تتوقف فقط على آثارها الحربية ،أو على الدولتين أطراف العملية العسكرية بل قد تمتد لمعظم دول العالم ، ومن أكثر الجوانب تأثراً النواحي الاقتصادية ، وهذا ما لمسناه في الأيام الماضية وأحاول معكم قراءة المشهد الاقتصادي على الصعيد الدولي بإيجاز من خلال هذا المقال ، فوجدنا وكما هو المعتاد في مثل هذه الأزمات أن أكثر وأهم الأسواق الاقتصادية تأثراً هي أسواق المال ، وتحديداً سوق الأوراق المالية ، فنجد تأثر البورصات العالمية صعوداً وهبوطاً لحركة الأوراق المالية المتداولة ، وهنا قد لا تعبر الأوراق المالية عن قيمتها الحقيقية وإنما تعطي قيماً مخادعة نتيجة الارتفاع المفاجيء لحركة الأسهم ، والذي قد يعقبه انخفاضاً سريعا ، مما يؤدي لتوتر العمليات الاستثمارية ، ويمتد هذا التوتر أيضاً ليشمل أسواق الصرف حيث نجد العملات المختلفة تعاني من عدم استقرارا أمام الدولار مما يؤثر سلباً على عمليتي الاستيراد والتصدير وانعكاس ذلك على أسعار السلع وبخاصة السلع الاستراتيجية ، وكذلك يأتِ سوق الدهب كأحد الأسواق الهامة في التأثر بهذه الحرب حيث يعد هو الملاذ الآمن لدى كثير من المستثمرين في أوقات الأزمات مما يؤدي إلى ارتفاع سعر الذهب عالمياً بمعدلات غير طبيعية إلا أننا لا يمكن أيضاً أن نصف هذا الارتفاع بأنه آمناً على طول الخط لأنه قد يعقبه انخفاضاً مفاجئاً عند استقرار الأوضاع مما يتطلب معه أن يكون القرار الاستثماري حذراً ومدروساً ويتم اتخاذه في التوقيت المناسب ، ولقراءة أثر هذه الحرب علي التجارة الخارجية عالمياً ؛ فلابد أولاً أن نتعرف على الأهمية الاقتصادية للتجارة الخارجية لأطراف الصراع حتى ندرك الأثر الاقتصادي لهذه الحرب على باقي دول العالم في عمليتي الاستيراد والتصدير ، فبنظرة موجزة لهذا الملف نجد أن روسيا تلعب دوراً هاما في تصدير الغاز الطبيعي والنفط والمعادن والتي تدخل في العديد من الصناعات ، كما تلعب الصادرات الزراعية الروسية وخاصة محاصيل الحبوب والزيوت والألبان واللحوم دوراً هاماً في التجارة الخارجية ، وبالنسبة لاقتصاد أوكرانيا نجد أن لديها ثاني أكبر احتياطي لخام الحديد في العالم ، فضلاً على أنها تمثل المرتبة الرابعة في العالم من حيث القيمة الإجمالية للموارد الطبيعية ، وتمثل أوكرانيا في الزراعة المركز الأول في أوروبا من حيث الأراضي الصالحة للزرعة ، كما تأت في المركز الأول عالميا في صادرات زيت عباد الشمس ، وبالنسبة لأهم المحاصيل الزراعية التي تقوم أوكرانيا بتصديرها وهما القمح والذرة ، تأتِ أوكرانيا كرابع أكبر مصدر للذرة في العالم ، وثامن أكبر مصدر لمحصول القمح ، وهنا الدول التي تعتمد على روسيا وأوكرانيا كمورد رئيسي للكثير من منتجاتها وبخاصة السلع الاستراتيجية تجد نفسها في مأزق وبخاصة الدول التي لا تتنوع لديها جهات التوريد ، ولا يكون لديها احتياطي استراتيجي كاف من السلع الضرورية لأوقات الأزمات ، ويكون الأثر أقل وطأة على الدول التي لديها أكثر من جهة لتوريد أهم سلعها الضرورية ، ولديها نسبة كبيرة من الاحتياطي للسلع الاستراتيجية ، ونراقب معاً ماذا ستسفر عنه الأيام القادمة من أحداث وآثار حول هذا الصراع الروسي الأوكراني ، وإلى اللقاء مع القاريء الكريم في كتابات لاحقة إن شاء الله .
آخر الأخبار
ابوليمون الإدارة التعليمية ببسيون يعقد اجتماع مع مديري المدارس لمناقشة مبادرة " نلتقي لنرتقي " للطل...
رسميًا.. اتحاد جدة يرسل عرضًا مغريًا لضم إمام عاشور نجم الأهلي! تقارير سعودية تكشف التفاصيل
وزير البترول يتفقد حادث انقلاب للبارج البحري "Adam Marine 12" بمنطقة جبل الزيت بخليج السويس
ريال مدريد يُقصي يوفنتوس ويتأهل إلى ربع نهائي كأس العالم للأندية 2025
تقرير تحليلي بقلم - أحمد تركي... خبير الشؤون العربية
ميدو يعلن رحيله عن لجنة التخطيط بالزمالك
نقابة تمريض الغربية تقوم بتكريم المحاسب عادل سلام المدير المالي والإداري للجنه الطبية العامه بطنط...
الدكتور محمد عبد الله: الموسيقى علم والنقد لا يُمارَس دون دراسة وتأهيل
شوقى يعلن عن افتتاح وتشغيل صيدلية جديده لصرف أدوية الأقراص الخارجي بمركز أورام طنطا تيسيرا على مرضى ...
نائب المحافظ تقدم حلولًا وأفكارًا ابتكارية لتطوير مجزر كفر شكر وتوفير لحوم حمراء آمنة للمواطنين