بقلم وحيد جلال
يقال “ما أبشع الفقر ، و ما أجمل الفقراء “. أمّا قلمي الحزين سيكتب حكاية أشخاص ولدوا من أجل الشّقاء و البلاء في مجتمع لا يرحم أبداً أبداً.
أستمع الى صوت قلمي و ستعلم مَن هولاء الأشخاص !
سترى الأنين المحفور بين السّطور و صوت الكلمة الّتي عَلت في الأُفق .
خانتهم الحياة ، فتّشوا عن البديل ! حتّى اكتشفوا الطريق الصّعب .سرقَتْ منهم الأيام اللّعب و القلم ، و استحوذ عليهم شبح الفقر و المجتمع ! حتّى أصبحوا قتلى في ميدان حرب لا ترحم الضُّعفاء . فجأة إتّخذ المجتمع عنهم صورة الجهل .
سُفنَهم قد غرِقت في محيط المجتمع، غَرِق معها الحُلم و الطّموح و الأمل ، و أمّا تلك العاصفة الهوجاء فقط دمّرت أكواخ ملاجئهم فصنعوا من الشارع طريق مَعبد يسكنون فيه .
تَراهم تحت السّيارة يعملون و بعضهم يمسح زجاج السّيارات في الشّارع و كُلّ هذا التّعب من أجل لُقمة عيشٍ كريمة .
يا ليتكَ ترى تلك التشقُّقات الّتي أرهقها الزمان و انتصر عليها، و تلك الإبتسامة الّتي سرقتها الأيام ، و الجسم الضّعيف المُنهَك الّذي لا يعرف الراحة ، فقد صنع منه الزّمن عجوز ، و في ربيع العمر و زهرة شبابهم الّتي انقطع وتينها و ذَبُلت أوراقها و عصفت الرّيح بها حتّى توقّف نبضها .
نعم الحياة قاسية ،قاسية جدّاً ! لا ترحم و لكنّها تُعطينا دروس كثيرة و تَضعنا في اختبارات عَلّنا نتعلّم شيئ منها . إن أردت سماع صوتي جيداً أغمضْ عينيك و دعّ أحد يقرأ لكَ ، سترى كُلّ شيئ ، سترى حينها كم أنّ حياتكَ جميلة و رائعة و تذكّر الغنيّ غنيّ النّفس لا المال.
إن رأيتَ يوماً أحد هؤلاء الأطفال لا تكسرْ خاطره بل طبطب على جراحه و كٌن أنتَ بلسم الداء و قُمّ بمسح كلّ دمعة و عطّرها بشذى الياسمين
تذكّر كُن الدواء لا الدّاء .
وحيد جلال
#قلمي