مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

وحيد جلال يكتب ما أبشع الفقر ، و ما أجمل الفقراء

بقلم وحيد جلال

يقال “ما أبشع الفقر ، و ما أجمل الفقراء “. أمّا قلمي الحزين سيكتب حكاية أشخاص ولدوا من أجل الشّقاء و البلاء في مجتمع لا يرحم أبداً أبداً.

أستمع الى صوت قلمي و ستعلم مَن هولاء الأشخاص !
سترى الأنين المحفور بين السّطور و صوت الكلمة الّتي عَلت في الأُفق .

خانتهم الحياة ، فتّشوا عن البديل ! حتّى اكتشفوا الطريق الصّعب .سرقَتْ منهم الأيام اللّعب و القلم ، و استحوذ عليهم شبح الفقر و المجتمع ! حتّى أصبحوا قتلى في ميدان حرب لا ترحم الضُّعفاء . فجأة إتّخذ المجتمع عنهم صورة الجهل .

سُفنَهم قد غرِقت في محيط المجتمع، غَرِق معها الحُلم و الطّموح و الأمل ، و أمّا تلك العاصفة الهوجاء فقط دمّرت أكواخ ملاجئهم فصنعوا من الشارع طريق مَعبد يسكنون فيه .
تَراهم تحت السّيارة يعملون و بعضهم يمسح زجاج السّيارات في الشّارع و كُلّ هذا التّعب من أجل لُقمة عيشٍ كريمة .

قد يهمك ايضاً:

مؤامرة على الأجيال أم أزمة أخلاق؟

سلطنة عمان … قوة السلام ومحور الإستقرار

يا ليتكَ ترى تلك التشقُّقات الّتي أرهقها الزمان و انتصر عليها، و تلك الإبتسامة الّتي سرقتها الأيام ، و الجسم الضّعيف المُنهَك الّذي لا يعرف الراحة ، فقد صنع منه الزّمن عجوز ، و في ربيع العمر و زهرة شبابهم الّتي انقطع وتينها و ذَبُلت أوراقها و عصفت الرّيح بها حتّى توقّف نبضها .

نعم الحياة قاسية ،قاسية جدّاً ! لا ترحم و لكنّها تُعطينا دروس كثيرة و تَضعنا في اختبارات عَلّنا نتعلّم شيئ منها . إن أردت سماع صوتي جيداً أغمضْ عينيك و دعّ أحد يقرأ لكَ ، سترى كُلّ شيئ ، سترى حينها كم أنّ حياتكَ جميلة و رائعة و تذكّر الغنيّ غنيّ النّفس لا المال.

إن رأيتَ يوماً أحد هؤلاء الأطفال لا تكسرْ خاطره بل طبطب على جراحه و كٌن أنتَ بلسم الداء و قُمّ بمسح كلّ دمعة و عطّرها بشذى الياسمين

تذكّر كُن الدواء لا الدّاء .

وحيد جلال
#قلمي