أحمد سلام يكتب بطل في ذمة التاريخ

بقلم_ أحمد محمود سلام

في ذكراه العاشرة توقفت أمام تصرف مواطن فلسطيني يعي قدر الفريق سعد الدين الشاذلي وقد أطلق اسم سعد الدين علي طفله وفق شهادة ميلاد وضعها بجانب الطفل صادرة عن وزارة الصحة في السلطة الوطنية الفلسطينية وقد تداول رواد مواقع التواصل الصور قرين كلمات الإمتنان والتقدير لبطل من ابطال الجيش المصري العظيم كان من آباء نصر اكتوبر العظيم بحكم موقعه رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة المصرية.
…بالتزامن مع هذا امتلأت مواقع التواصل الاجتماعى بصور وكلمات مؤثرة احياءا لذكري الفريق سعد الدين الشاذلي من مواطنين عرب فضلا عن المصريين.
…ذلك إذا الحصاد لمن يحسن العمل ويؤدي واجبه نحو وطنه وهنا التاريخ يوثق ويدافع عن سيرة العظماء إذا ما عم الضباب واستشري التوجه المغيب للحقائق.
…سعد الدين الشاذلي ضابط الجيش المصري السيرة لاتحتاج إلي سرد ولايمكن بأي حال من الأحوال أن يكون نسيا منسيا وكان اختلافه مع الرئيس السادات بشأن موضوع الثغرة وتطوير الهجوم سببا في عزله من منصبه رئيساً لأركان حرب القوات المسلحة وهنا هو المسؤل عن تنفيذ خطة الحرب وكان رأي الرئيس السادات هو الفيصل بحكم أنه القائد الاعلي للقوات المسلحة.
…كان قرار الإبعاد مقترنا بقرار آخر هو تعيين الفريق سعد الدين الشاذلي سفيراً لمصر في انجلترا عام 1974 ثم سفيراً لمصر في البرتغال ليستقيل الفريق السفير من منصبه عام1978 إحتجاجا علي اتفاقيات كامب ديفيد ويسافر للجزائر لاجئا سياسيا إلي أن عاد إلي مصر في عهد الرئيس مبارك ليقتاد مباشرةً الي السجن الحربي سجينا بتهمة إفشاء اسرار عسكرية جراء مذكراته التي صدرت في الجزائر .!
… لقد حكم غيابياً بالسجن ثلاث سنوات على الفريق سعد الدين الشاذلي ولم تعاد محاكمته عند عودته لمصر ورفض تقديم التماس لرئيس الجمهورية للعفو عنه علما بأن الفريق سعد الدين الشاذلي كان قائدا للواء حسني مبارك عند توليه قيادة القوات الجوية.
…. إذلال الرئيس مبارك للفريق سعد الدين الشاذلي تولي القدر أمره إذ توفي الفريق سعد الدين الشاذلي مساء الخميس 10 فبراير 2011 وفارق الرئيس مبارك الحكم الجمعة 11 فبراير 2011 وفي نفس توقيت جنازة الفريق سعد الدين الشاذلي غادر الرئيس مبارك القاهرة إلي شرم الشيخ وفي السادسة مساءا أذيع بيان تخليه عن الحكم علي هامش ثورة الشعب ضده وزحف المتظاهرين نحو قصر الاتحادية ضمن تداعيات ماجري في ميدان التحرير اعتبارا من يوم الثلاثاء 25 يناير2011.
….شيع الفريق سعد الدين الشاذلي في جنازة شعبية عسكرية في غياب قادة الجيش بسبب ظروف الثورة في مشهد فرضته الظروف.
…لم يكرم الرئيس السادات الفريق سعد الدين الشاذلي ضمن من كرمهم من قادة الجيش في جلسة مجلس الشعب الشهيرة عقب حرب اكتوبر المجيدة.
….عاش الفريق سعد الدين الشاذلي سنوات مابعد خروجه من السجن الحربي في هدوء وسلام مع النفس وقد ادي رسالته وقد ناله ما ناله ولم ينكسر وقد أكمل ماتبقي من العمر بعيداً عن الأضواء وإن ظهر في بعض الفضائيات للحديث عن أيام أكتوبر بحكم أنه من تولي قيادة أركان الجيش المصري .
…في ذكراه العاشرة اقدام مواطن فلسطيني علي إطلاق إسم سعد الدين الشاذلي علي طفله قرين أحياء مواقع التواصل الإجتماعي للذكري بالدعاء بالرحمة والمغفرة للقائد المصري العظيم . ذاك هو حصاد الرجل الذي فارق المنصب والحياة إلي لقاء الله وتبقي عمله يوثق تجربته الرائعة التي هي في ذمة التاريخ وأبدا ماكذب التاريخ إذا حسن العمل.
#_احمد_محمود_سلام