مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

سلمى

بقلم – صابر الجنزورى:

قد يهمك ايضاً:

من المذيعة للمحاربة .. لميس سلامة تنتصر وتسترد حقها بالقانون

تكريم الإعلامية المتميزة بقناة المحور مونيكا محى الدين في…

فى ليلة قمرية افترش فارس مصطبته الصغيرة ،
تروقه جلستها ، ويروقه توحده مع الليل ،
واسترجاع ذكرياته،نظر إلي القمر ، رأه فى لون إرجواني مشوب بحمرة خفيفه ، ثمة دمعة سرقته ، خاطب القمر : حتى أنت مخنوق بالدموع .
أقبلت عليه سلمى حفيدته الصغيرة ، تدخل إلى صدره وتخترق بمشاعرها البريئة قلبه ؛ تضاحكه ويداعبها ؛
بادرته بسؤالها : من هو الغريب ياجدي ؟
اخترق سؤالها رئتيه كشهيق ، حاول ان يخرج زفير إجابته دون دموع ، ضمها فى عبائته ومسح على جدائلها الصغيرة ، خرج صوته مختلطا بشجن الذكريات:
يابنيتي ماكان الغريب إلا مدعيا قرابتنا ، وفد على قريتنا وعلى جدك إسماعيل ، اكرمه واواه بعد تشرد ومنحه الأمان .
تدور ياسلمى الأيام ، يموت جدك ، يستقوي الغريب وأبناءه علينا ، وهاهم يخرجونا من ديارنا !
تداعب أصابعها الصغيرة لحيته البيضاء ،
أنا خائفة ..اليوم هاجموا مدرستى، طاردوا الأطفال ، ضربوهم بهرواتهم ، مافعلوا شيئا إلا ان قالوا لهم ..اتركونا لحالنا وارحلوا ، قتلوا بسام لأنه القى حجرا صغيرا يدافع به عن نفسه .
إذهب لهم واطردهم من هنا ياجدي!
ابتسم فارس ..هدا من روعها ، قبلها ،
كانت هناك اصوات قذائف تقتل صمت الليل ، والسحابات السوداء تتصاعد لتخنق وجه القمر،
تسقط قذيفة على بيت فارس ،
يدلف معها داخل عبائته ليذهبا فى زيارة طويلة لبسام.