المشهد الأخير
تأليف – متولي بصل:
الليلة حفل زفاف ابنته الكبرى , التي تخرّجت من كليّة الطب , آن له أن يفرح و ينال ثمرة تعبه و تضحياته , ابنته الوسطى طبيبة صيدلانية , والصغرى في كلية الآداب , وولداه يدرسان في كلية الحقوق , ولديه ثروة كبيرة من المال , كل هذا بعد سنوات من الضنك والحرمان !
وهو جالس في سيارته الفارهة أخذ يلوم نفسه لأنه لم يدخل مع ابنته عند الكوافير , الجميع معها إلا هو , لماذا ؟! لمح زوجته خارجة من هناك , تتجه ناحيته , قبل أن تصل إليه و توبخه كعادتها , أسرع و نزل من السيّارة , ليتلقاها لكنه و هو يغلق الباب أغلقه على إبهامه فطارت عُقلة كاملة منه ! سال دمه بغزارة !
في غمرة الألم والخوف تذكر عقلة إصبع أخيه الأكبر التي لطّخها بالحبر ليحصل على بصمته و التي حصل من خلالها على ممتلكاته , تذكر وهو يُدخل جثمان أخيه إلى القبر , ويطالب الجميع بأن يتركوه معه لحظات ! سمع صراخ زوجته , لم تصرخ على إبهامه الذي طارت منه عقلة كاملة , صرخت عندما رأت عمارة الكوافير تنهار وتهوي على من فيها , وأولادها في الداخل , تحوّل المبنى إلى أنقاض في ثوان ٍ معدودة !
أغشى عليها , أما الرجل فنزل على ركبتيه أرضا وهو يصرخ : ـ أولاددددددددددددددددددي