مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

الدكتور محمد الحسني يوضح علاقة النبي الكريم بيثرب قبل مبعثه الشريف

55

كتب – أحمد الشرقاوي:

أكد الشريف محمد بن على الحسنى، رئيس الرابطة العلمية العامية للانساب الهاشمية، ان هناك دراسات تؤكد ان هناك علاقة قوية ممتدة من قديم الازل بين النبي الكريم سيدنا محمد و يثرب ( المدينة المنورة ) قبل مبعثة الشريف

 

وقال الحسني : منذ عام 430 م ، خرج “هاشم” في إحدى رحلاته إلى الشام، وفي طريقه نزل على بني النجار المنتمين لقبيلة الخزرج القاطنة في يثرب ، وانه خلال تردده على يثرب بإستمرار توطدت علاقات قوية مع بني النجار ، وأعجب بإمرأة فى ذلك الوقت تدعى “سلمى”، فخطبها من أبيها، لكنها اشترطت أن تلد عند أهلها إذا حملت، فوافق هاشم على هذا طلبها ، وتزوج هاشم بسلمى .

 

وأوضح الحسنى ان هاشم عاد بزوجته إلى مكة، حيث عاشت في مكة سيدة كما هي سيدة في يثرب وانه لم يمضي وقت الا والفرح في بيت هاشم ترتفع فيه أصوات الزغاريد … حيث حملت سلمى في ولدها/ جد الرسول، مؤكدا ان هاشم أوفي بوعده لزوجته ،حيث أخذها إلى أهلها في يثرب وتركها لتضع حملها وأكمل رحلة تجارية إلى غزة.

 

 

وذكر الحسنى ، ان هاشم خلال رحلته الى غزه قد مات هناك ، ودفن في قبر لا يزال معروفا ومنسوبا له حى الآن، ومقام فوقه مسجد يحمل اسم “السيد هاشم”.

 

أما عن سلمى فلقد أنجبت طفلا منحته اسم “شيبة الحمد”، وعاش بصحبتها 7 سنوات، حتى أخذه عمه المطلب منها ليعيش معه في مكة .

 

واوضح الحسنى ان سلمى كانت سيدة أعمال ثرية، لها أعمال تجارية ذائعة الصيت في أنحاء يثرب، وخارج يثرب ، وذكر نسبها وهى سلمى بنت عمرو بن زيد بن لبيد، المنحدرة من بني النجار ، موضحا ان محمد بن حبيب البغدادي قال في كتابه “أمهات النبي”، أن أمها تدعى عميرة بنت صخر بن حبيب بن الحارث بن ثعلبة بن مازن بن النجار.

 

وبحسب السهيلي في كتاب “الروض الأنف”،

فإنها كانت شخصية شديدة القوة، ذات حسب ونسب وكانت عزيزة تحب أهلها حبا شديدا وهو ما جرى مع زوجها أحيحة الأوسي.

 

مشيرا الى انه ووفقا لكتاب “معجم الشعراء العرب”، فإن أحيحة هو سيد يثرب، كان له حصن سماه المستظل، ويمتلك مزارع وبساتين ومال وفير، لكن أحيحة لما اعتزم شن غارة على قومها، وانها حذرتهم من غدره وانفصلت عنه، وهو ما رفع شأنها بين أهلها.

 

وقال محمد بن على الحسني “، ان سلمى تمتعت بقدر كبير من الموهبة في إلقاء الشعر، فنقل البغدادي في كتابه “المنمق فى أخبار قريش “، أنها كانت ترجز لابنها شيبة.. عبدالمطلب، فتقول له: “إن بني ليس فيه لعثمة (التوقف خلال الكلام)، ولم يلده مدع ولا أمه .. يعرف فيه الخير من توسمه، أروع ضحاك بعيد هممه.. إن أخر الله عن بي الحمه، يزحم من زحامه فيزحمه.. أقول حقا لا كقول الأثمة”.

 

وقال الحسني ، ان محمد بن حبيب البغدادي ذكر في كتابه “المنمق في أخبار قريش”، إن سلمى عندما كانت حاملا بعبد المطلب، وانها سمعت في المنام مناديا يقول لها: “رب قدوم (جريء، كثير الإقدام) زهر وصدق وبر ومسعر مبير (مدمر)”، تبشيرا لها بأن ابنها سيكون سيدا على قومه،تجمع كتب الاخبار ومنها ما ذكره شهاب الدين النويري في كتابه “نهاية الأرب في فنون الأدب”، أن سلمى أنجبت من هاشم طفلة أخرى حملت اسم “رقية”، لكنها ماتت صغيرة، وعبدالمطلب :يقول عنه ابن هشام في سيرته إنه “كان أحسن قريش وجها، وأمدهم جسما، وأحلمهم حلما، وأجودهم كفا، وأبعد الناس عن كل موبقة تفسد الرجال”.

 

وأضاف الحسني ، ان عبد المطلب كان حنيفيا لم يعبد صنما قط، حرم الخمر على نفسه، وما كان يأكل من ذبيحة نحرت باسم الأزلام، ويفضل التحنث في غار حراء من وقت لآخر، وانه أول من اتخذ للكعبة بابا من الحديد، واستن أمورا أقرها النبي من بعده فجرت حتى اليوم مثل قطع يد السارق، وتحريم الخمر والزنا وألا يطوف بالبيت عريان، وتحديد الطواف حول البيت بسبعة أشواط فقط وعدم وأد البنات، وهو أول من أعاد استخدام بئر زمزم بعد أن ظلت مغلقة لسنين.

 

وذكر الحسني انه بعدما أيقنت قبيلة جرهم أنها ستهزم أمام قبيله”خزاعة” في حربها التاريخية على سيادة مكة انتقمت بسد بئر “زمزم”

 

ووفقا لما ذكره السهيلي فى كتابه ، ان سلمى أبدت مقاومة لرغبة المطلب في أخذ ولدها منها، إلا أنه قال لها: “إن ابن أخي قد بلغ وهو غريب في غير قومه ونحن أهل بيت شرف في قومنا، نلي كثيرا من أمرهم وقومه وبلده وعشيرته خير له من الإقامة في غيرهم”، وفي

سلمى له بأخذ ولدها.

 

واكد محمد بن على الحسنى على ان هذه الواقعة تحديد العمر ب٧سنوات هي الي أقرت لاحقا في الاسلام لفترة حضانة الأم ..لكن نجد لدى الطبري خبر حول التواصل بين جد النبي عبدالمطلب واخواله عندما مارس عمه نوفل بن عبد مناف عليه أمور في حقوقه التي ورثها عن ابيه هاشم ومنها الأموال والزعامة جعله يستنجد باخواله :

وهذا ما أورده الطبري في تاريخه هذه الواقعة ، ربطت عبدالمطلب في الحقبة المكية من حياته بعدما تعرض للظلم على يدي عمه نوفل بن عبد مناف، فكتب عبدالمطلب إلى أخواله قائلا: “يا طول ليلي لأحزاني وأشغالي.. هل من رسول إلى النجار أخوالي.. بى عديا ودينارا ومازنها ..ومالكا عصمة الجيران عن حالي.. قد كنت فيكم ولا أخشى ظلامة ذي.. ظلم عزيزا منيعا ناعم البال”.

 

ووقال الحسني : عن لقب بني النجار وعلاقته بالحنيفية ملة سيدنا ابراهيم عليه السلام انه يروي ابن حجر، في فتح الباري في شرح صحيح البخاري) ان أسم جد بني النجار،هو تيم الله بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج وكان لقب تيم هذا هو «النجار»

 

و يقول الدكتور زكريا محمد هذا اللقب حاسم في فهم ديانة بني النجار في الجاهلية، وحاسم في فهم البيئة الي كونت علاقة الرسول وعائلته في يثرب بالتالي، ففهم هذا اللقب مهم جدا لفهم بدايات الإسلام عموما.

واوضح ان هناك اختلاف في سبب حصول تيم الله على لقبه، لكن هذا السبب مرتبط بقدوم في ما يبدو، إذ قيل أن تيما دعي بالنجار: «لأنه اختتن بالقدوم، أو ضرب وجه رجل بقدوم فنجره، فقيل له النجار»  و

يقول انه يبدو أن حكاية ضربه لرجل في وجهه جاءت لتحويل الرواية الغريبة عن ختن تيم لنفسه بقدوم النجار إلى رواية أكثر عقلانية، فرجل يختن نفسه بالقدوم سيبدو رجلا غريبا طائشا،  وانه يميل  إلى الأخذ بهذه الرواية، وإلى رؤيتها كرواية أصلية وأصيلة، ذات طابع ديني كاشف .

ورواية ختان تيم لنفسه بالقدوم تعطي المعلومات التالية:

1- أن الرجل كان على علاقة ما بالنجارة، أو بشكل أدق على علاقة بقدوم نجارة.

قد يهمك ايضاً:

تعرف على مواقيت صلاة الجمعة في محافظات مصر مع بدء التوقيت…

يونيو القادم.. ٢١٣٦٤ دارسا يؤدون اختبارات نهاية المستوى…

2- أنه مارس الختان.

3- وأنه ختن نفسه بنفسه، ولم يختنه أحد.

وكل هذه المعلومات تشير إلى ارتباط ما بالنبي إبراهيم، وبالديانة الإبراهيمية

فإبراهيم كان أول من اختتن من البشر، وهو حسب حديث نبوي اختتن بقدوم، وقد ختن نفسه بنفسه.

إذن، فقد فعل النجار ما فعله سيدنا إبراهيم ذاته: ختن نفسه بالقدوم. بالتالي، يمكن القول إنه كان بفعلته يقلد إبراهيم، أو يتبع تقليدا يشبه تقليد سيدنا  إبراهيم.

وذكر الكاتب ان أغرب شيء بالنسبة له هو أن المصادر العربية كلها تعرف أن سيدنا إبراهيم ختن نفسه بالقدوم وأن النجار ختن نفسه بالقدوم أيضا، لكنها لا تربط بين الأمرين والشخصين،  أي لا ترى في فعل تيم الله فعلا دينيا يربطه بإبراهيم.

واكد انه لا يدرى  لم امتنعوا عن الإشارة إليه وانه من الواضح أن هناك أمرا دينيا كان يمنعهم من ذلك.

فالقول به قد يعني أن تيم الله كان إبراهيميا قبل

الرسول، أو أنه كان إبراهيم عربيا يثربيا في الجاهلية، وقبل الإسلام، وليست كلمة (القدوح) المربكة هي التي منعتنهم من ذلك ،  أي ليس الطيش الذي قد يفهم منها هو الذي أبعدهم عن الربط بين الشخصين.

وقد قدم اقتراحان حول القدوم في حديث إبراهيم:

1- أن القدوم هو قدوم النجار، أي أنه طراز من بلطة للقطع.

2- أن الأمر يتعلق بموضع يدعى القدوم، وأن هذا الموضع بالشام، بل إن بعضهم أشار إلى قرية (كفر قدوم) قرب نابلس

أما عند التعرض لنجار يثرب، فلم يجر ذكر موضع يدعى (القدوم)، إذ افترض أنه ختن نفسه بقدوم النجار، أو أنه نجر رجلا في وجهه بالقدوم، أي ضربه وقطعه بالقدوم، وقد استبعد الكاتب  فكرة نجر رجل بالقدوم لأن قصة إبراهيم الشبيهة تؤيد هذا الاستبعاد، فهي تبدو محاولة لتخفيف مسألة ختن النفس بالبلطة.

ويمكن القول أن مركز تقليد إبراهيم هو الختان، والختان بالقدوم بشكل محدد، عند عرب الجاهلية، والمصادر الإسلامية تؤكد على ذلك بشدة: «يذكرون أن العرب لم تتمسك في الجاهلية بشيء من دين إبراهيم غير الختان وحج البيت.

لهذا فكل من اختتن وحج البيت قيل له حنيف» (جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام).

قلت وكانت عادة الاختتان  بهذه الطريقة موجودة حتى دخول العهد السعودي وتم تجريم من يفعلها لضررها على الانسان مع توفر العيادات الطبية والمستشفيات ..

لذا يكون النجار طرازا من إبراهيم الخليل أو أنه كان تابعا لعقيدة تشبه عقيدة إبراهيم الخليل، لكن المفسرين القدماء لم يجرأوا على الربط بينه وبين إبراهيم.

وأشارت  الدراسة الى الربط بينهما وتوضح  أن تيم الله كان يعتنق ديانة ملة إبراهيم قبل الإسلام بزمن طويل، أو أنه كان طرازا من إبراهيم.

لذا فديانة إبراهيم لم تأت إلى يثرب مع الإسلام، بل كانت هناك قبل الإسلام، كما كانت في مكة كذلك لدى أسرة بي هاشم وبالتالي وقبل هجرة الرسول يدل على حنيفية بني النجار وهي  الأساس لفهم السبب الذي جعل المدينة تقبل بدعوة الرسول التي رفضتها مكة.

 

علاقة عبدالمطلب بيثرب

وأكدت الدراسة ان   عبدالمطلب حرص بعد فداء عبدالله عندما استقبل الوفود التي هنئته بالنصر على أبرهة الحبشي وكذلك فداء عبدالله والد النبي على زيارة اخواله عندما زوج عبدالله من أمنة واصطحب الزوجين الى والدته سلمى التي عمرت طويلا حتى ادركها النبي في طفولته وعاش لديها عبدالله والد النبي بعد زواجه وخلال احدى رحلاته في التجارة الى الشام وخلال عودته مرض في بيت جدته سلمى ومات في يثرب مما جعل زوجته وطفلها النبي فيما بعد وجده عبدالمطلب يزورون قبره وعمر النبي ٨ سنوات وخلال عودتهما مرضت بالحمى السيدة أمنة وماتت في الابواء وكانت أخر عهدها بالنبي محمد في الابواء رجع الجد بابن ابنه بعد ان فقد أمه وكذلك من قبل والده وكفله جده عبدالمطلب ثم عمه ابو طالب هذه الزيارات التي تواصلت بين عبدالمطلب والدته واخواله جعلها مستمره مع عبدالله وابنه محمد قبل مبعثه الشريف .

وبلاشك فان سلمى جدة النبي محمد كانت ثرية ولها املاك ومن البديهي ان توصي وتملك النبي محمد اقطاعات لوالده وله فيما بعد من املاكها التي ورثها ولدها عبدالمطلب وبذلك فان مجتمع يثرب يرتبط باسرة عبدالمطلب وبابنه عبدالله وبالنبي محمد قبل مبعثه الشريف بروابط الدين الحنيفي الابراهيمي وبالمصاهرة التي جعلت من النبي محمد معروفا في

يثرب قبل مبعثه الشريف يقول أيوب صبري في كتابه “موسوعة مرآة الحرمين الشريفية وجزيرة العرب”، إن زيجة “هاشم- سلمى” جعلت النبي أنصاريا خزرجيا، وهو ما جعل الخزرج لاحقا أسبق من الأوس في البيعة، بسبب صلة قرابتهم بالنبي .

والمعتقد المشترك وهو ملة إبراهيم الذي هو شخصية حنيفية مسلمة مع التأكيد على رفض أن يكون يهوديا أو نصرانيا أو من المشركين، وعليه فإن أولى الناس بهذا الأب الكبير هو الوريث الوحيد له والمتمثل في شخص الني محمد وأتباعه من المسلمين، وفقا لما جاء في سورة آل عمران (68-65).

وفيه في القرآن يقول الله لإبراهيم “إني جاعلك للناس إماما” (البقرة: 124)، بينما يطلب إبراهيم من الله أن يبعث في ذريته المسلمة “رسولا منهم” (البقرة: 129).وهكذا وحدة الملة الحنيفية والعلاقة المصاهرة جعلت الني محمد قبل مبعثه مدنيا معلوما لدى أهل يثرب ذو أهل وملك فيها من وراثته لجده عبدالمطلب وزوجته سلمى النجارية .

التعليقات مغلقة.