مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

أحمد سلام يكتب زمن الأماكن الشاغرة

25

بقلم احمدمحمودسلام

 

تداول الأيام يقسو كثيراً علي المصريين وقد وصلنا لمرحلة زمن الأماكن الشاغرة ليضحي علينا تجرع مرارة الصبر جراء تعايش صعب مع سراب مقيم .!

 

قصة الأمس توثق لزمن عبقرية الفطرة وقد كانت كيمياء البشر أكثر فاعلية لتظهر شخوص في مجالات كثيرة وجدت دعما اقترن بديمومة الخطو في الحياة قرين خل وفي صار بالتدريج من المستحيلات بعدما هيمن الجحود وعم التنافر بين البشر .

 

في الفن كانت عبقرية الفطرة سببا في ظهور أيقونة الغناء أم كلثوم ليدعمها شاعر الشباب احمد رامي حتي النهاية وفي هذا الإطار تواجد العملاق رياض السنباطي وكان زمن الفن الأصيل والثمار ذكريات محفورة في قلوب من عاصروا ومن تقصوا الأثر اشتياقا لزمن رق الحبيب. ولاتنسي احتواء أمير الشعراء أحمد شوقي لموهبة محمد عبد الوهاب وتلك حالة نادرة لها فصول كثيرة والمحصلة موسيقار الاجيال محمد عبد الوهاب.

 

في الصحافة المشاهد كثيرة أبرزها احتواء الرواد للمواهب الشابة وهنا يمكن القول بأن الثمار لم تتكرر والمحصلة محمد حسنين هيكل وأحمد بهاء الدين وانيس منصور وأحمد رجب أما الكبار فهم من آمنوا بالمواهب وعضدوها ويشار هنا بالبنان للأساتذة مصطفي وعلي أمين .!

 

علي هامش السيرة كانت فترة الاربعينيات خصبة وكانت الصحافة في أوج تألقها وظهرت أسماء كثيرة نالت الشهرة التي جعلت ضابطا في الجيش إسمه جمال عبدالناصر يذهب لأخبار اليوم عام 1951 ليحصل علي نسخة من كتاب إيران فوق بركان من الصحفي الأشهر محمد حسنين هيكل نجم أخبار اليوم تلميذ التوأم مصطفي وعلي أمين رئيس تحرير مجلة آخر ساعة .

 

⁦…الصحفي محمد حسنين هيكل اشهر من جمال عبدالناصر وما إن تداولت الأيام ظهر البكباشي جمال عبدالناصر قائدا لثورة يوليو 1952 وهنا تستمر الصداقة بين الصحفي والرئيس في مشهد لن يتكرر حتي رحيل الرئيس جمال عبدالناصر عام 1970.

 

استمر هيكل في المشهد بعد رحيل الرئيس جمال عبد الناصر داعما للرئيس أنور السادات وتلك سقطة العمر فقد خانه ذكاؤه لأن السادات ليس جمال عبدالناصر الصديق الذي قرب هيكل منه حتي النهاية بينما السادات يريد أن يكون الرئيس وانتهي الأمر إلي عزل هيكل من رئاسة مجلس إدارة وتحرير الأهرام أول فبراير 1974 ولاحقا اعتقل هيكل ضمن من اعتقلهم في 5سبتمبر1981.

 

وجد الرئيس السادات ضالته في المفكر والصحفي أنيس منصور وهو عبقرية مصرية أجاد عدة لغات عمل لبعض الوقت مدرسا بكلية الآداب قسم الفلسفة وتفرغ بعدها للصحافة بعد أن تولاه بالرعاية التوأم مصطفي وعلي أمين لبتراس تحرير مجلة الجيل ثم مجلة آخر ساعة وقد عهد إليه الرئيس السادات بانشاء مجلة 6اكتوبر التي استقر الأمر علي تسميتها مجلة اكتوبر لتظهر بعد حرب أكتوبر ومن يومها وانيس منصور الأقرب للرئيس السادات ولكن هناك مسافة ليس في موضع الصديق بل لنقل الأقرب لتفكير الرئيس السادات الذي لم يكن يهتم بالتفاصيل يتولي الحكي وكان هناك لقاء يومي يسيرا فيه معا في حديقة قصر الجيزة أو بيت السادات .

 

قد يهمك ايضاً:

المرأة والمسئولية وضغط العمل

تلاميذ عمرو بن لحي

ظهر الأستاذ إبراهيم سعده في المشهد مع إنشاء جريدة مايو لسان حال الحزب الوطني عام1978.وفي المشهد ظهر الأستاذ موسي صبري وقد عهد إليه الرئيس السادات بكتابة خطاباته واشهرها خطاب القدس الشهير وكان أحد من ساهموا في كتابته مع أسامة الباز وبطرس غالي .

 

إنتهي زمن اقتراب الصحفي من الرئيس برحيل الرئيس السادات وفي زمن الرئيس مبارك لا أثر لأن خلفية الرئيس جمال عبدالناصر والرئيس السادات كانت تسمح بتلك التجربة.

لقد أسفر تجريف الصحافة المصرية عن بوار مقيم وصعود مريب لشخوص كثيرة لمهام محددة ولاتسل بعدها عن قصة الأمس بعدما سافر الزمن الجميل بغير رجعة.

 

ومن عجب أن عقدة النقص تلازم الصغار بعدما جلسوا علي مقاعد عمالقة الأمس وهنا تكفي قناعة المصريين بأن كل الأماكن شاغرة .

زمن الأماكن الشاغرة امتد اذا إلي مواضع كثيرة

يتألم كثيرا من يفكر .هنا ما أجمل الصمت.

فاقد الشيء لا يعطيه .

العوض من عند الله.

#احمد_محمود_سلام

التعليقات مغلقة.