بقلم خالد عامر
أثارت دعوة الرئيس السيسي لإجراء حوار وطني ردود أفعال أكدت بما لا يدع مجالا للشك أن رؤية الرئيس تستهدف الحاضر والمستقبل في ظل أن مصر أمة في خطر لابد وأن يتوحد شعبها قرين دور ينبغي أن يكون للأحزاب الغائبة تماماً عن المشهد السياسي افتقادا للدور المستوجب لكي يستهدف الحوار الوطني ويتناول ما يهم الوطن من خلال مناقشة مستفيضة تمرر الرأي والرأي الآخر.
لكن توقيت إعلان دعوة الرئيس للحوار الوطني بعد ما يقرب من سبع سنوات أحدثت ردود أفعال بما يلقي اللوم علي الأحزاب والقوى السياسية في ظل شواغل مصر الرسمية ويضع الرئيس بين أمرين هما اللحظة الأولى من تكوين الدولة الإسلامية واجتماع السقيفة الذي يمكن اعتباره منعرجا سياسيا خطيرا لما ترتب علية من خلاف وصراع سياسي على الحكم ورفض عمر بن الخطاب مبدأ الشورى والحوار الوطني الإسلامي في اختيار رئيس الدولة وتنصيب أبي بكر الصديق عنوة خليفة للمسلمين.
القرار الذي كان له نتائج مبهره وأهمية كبيره في بداية تأسيس الدولة الإسلامية والتي اعتبرها بن الخطاب ركيزة أساسيه من ركائز الحكم وقال فيها رب عقوبة أورثت صلاحا وقصاصا ردع ظلما وموتا أحيا نفوسا ولولا خشية الناس من الناس لفسدت الأرض وأكل الناس بعضهم بعضا وما أشبة اليوم بالبارحة فلم تكن الدولة المصرية في السنوات السابقة سواء بعد أحداث 2011 أو بعد ثورة الثلاثين من يونيو مؤهله لحوار وطني قبل إحكام القبضة الأمنية على البلاد بعد أحداث العنف والشغب التي عاشتها الدولة المصرية ورجال القوات المسلحة.
لياتى توقيت دعوة الرئيس في غاية الأهمية في ظل الأحداث الدولية الراهنة وتداعياتها على الاقتصاد الوطني بما يحتم بلورة الأمور ومواجهة آثار ما يجري في الصراع الروسي الأوكراني والذي من المتوقع أن يشمل دول أخري الأمر الذي كشف ضعف الأحزاب السياسية على الرغم من كثرة عددهم وندرة أثرهم لنأمل أن يكون الدور المرجو للأحزاب والقوي السياسية في التوقيت الحالي هو دعم الدولة المصرية في ظل المخاطر والتحديات التي تستهدف النيل من أمن مصر واستقرارها.
مصر إذا أمة في خطر ..تلك رسالة إلي القوي السياسية والأحزاب لأجل تضافر الجهود في سبيل تخطي عثرات نالت من مصر طوال الحقب الماضية فدعوة الرئيس للحوار الوطني من ثوابت الجمهورية الجديدة التي تخاطب المستقبل في سبيل بناء الدولة المصرية بما ينبغي بعد ثورة يونيو التي أكدت حتمية التغيير الجذري للأفضل من خلال التصدي لكل التحديات والمخاطر.
ورغم كل هذه التحديات كانت براعة الرئيس والأجهزة في اتخاذ قرارات سياسيه جبارة في فترة تعد من أصعب الفترات التي مرت على مصر وعبور أشد الأزمات من اجل الوصول إلى هذه اللحظة ودعوة جميع القوي السياسية إلى الحوار الوطني للشعور بالانتماء الحقيقي لمصر والتنافس في خدمتها والتضحية من أجلها لتحقيق الرخاء والازدهار للشعب المصري حفظ الله مصر حفظ الله الجيش
التعليقات مغلقة.