كتب : اسماعيل بشير
لا يزال الاتحاد الإفريقي لكرة القدم يعاني من الفساد المتغلغل بداخله، وذلك بعد الحالات الكثيرة التي ظهرت خلال السنوات الماضية، والتي أظهرت الضعف الكبير للمنظومة الإدارية داخل أروقة الكاف.
ويبحث الصحفي الغاني أنس أريمياو أنس بالتعاون مع شبكة الBBC بالكشف عن الفساد الرياضي داخل قارة إفريقيا، وذلك من خلال الإيقاع بالضحايا من خلال تصويرهم مما لا يدع مجالا للشك أمام جهات التحقيق.
ولعل ما ذكرته الإذاعة البريطانية أن عدد المتهمين بقضايا الفساد داخل “الماما أفريكا” يتعدي ال100 مسؤول، لكن الضحية الأكبر للصحفي الغاني كانت رئيس الاتحاد الغاني ونائب رئيس الاتحاد الأفريقي وأحد أهم رجال الكرة الأفريقية “كيوسي نيانتاشي”، الذي قام بخداعه أحد رجال الفريق الصحفي على أنه أحد العاملين بمجال الرعاية، وأعطاه 65 ألف دولار على سبيل الهدية، وتم تصويره بالفندق وهو يضعهم في حقيبة سوداء.
بالطبع تم توقيع غرامة 500 ألف فرانك سويسري وحرمانه مدى الحياة من ممارسة النشاط الرياضي، الأغرب أنه تم الإيقاع به مسبقًا وتم تصويره وهو يعترف أنه يمكنه التعاون من أجل التلاعب بنتائج المباريات.
كما قام الاتحاد الإفريقي بإيقاف الحكم الكيني “ماروا”، وهو حامل راية تم ضبطه وهو يتقاضى 600 دولار كرشوة قبل كأس العالم 2018، وهو ما ظهر في أحد الفيديوهات المسربة لتلك العملية.
كما تم الإيقاع بالحكم الجامبي”إبراهيما جالو”، الذي تورط بنفس الطريقة قبل مباراة غانا ومالي في كأس أمم غرب أفريقيا، الأغرب والمثير لحفيظة الكثيرين هو أنه تلفظ بنفس جملة زميله الكيني قاصدًا بذلك نفس المعنى.
الشيء الغريب للكثير منا أن يكون الحكم مُتصالحًا مع ما يفعله لدرجة أن يجعل ما يفعله من قبول الرشوة عنده كشيئًا روتينيًّا.
كما كشفت جهات التحقيق في وقت سابق أن نهائي دوري أبطال إفريقيا بين الوداد والترجي كان هناك تلاعب، بعدما كانت تقنية الفيديو مُعطلة أثناء مباراة العودة برادس، كما تعرّض رئيس الاتحاد الإفريقي السابق أحمد أحمد لتهديدات من قِبل مسؤولي الترجي التونسي، “وذلك من أجل تتويج الأخير بلقب دوري أبطال
كل هذه الأحداث العديدة تجعل الجماهير تتسائل لماذا لم يتم إتخاذ قرارات قوية لمنع مثل هذه الوقائع؟
إيقاف سيكازوي ومهدي عبيد على خلفية أحداث فساد
وقام الاتحاد الإفريقي لكرة القدم بإيقاف الحكم الزامبي “جاني سيكازوي” بعد التحقيق حول إلغائه هدفًا صحيحًا لبريميرو دي أوجستو الأنجولي أمام مُضيفه الترجي التونسي في بطولة دوري أبطال إفريقيا 2018، حيث كان الهدف الذي سُجل كفيلًا – لو تم احتسابه – بخروج الترجي الذي فاز بالبطولة في النهاية، بالإضافة إلى إحتسابه ضربة جزاء مشكوك في صحتها لأبناء باب سويقة، وكان الهدف الذي أُلغي من سيكازوي دون سبب قد غير مسار أكبر بطولات القارية الإفريقية.
وإتخذ الكاف قراراً بإيقاف حكم المباراة النهائية التي أعقبت السابق ذكرها مباشرة، الجزائري “مهدي عبيد”، والتي أقيمت في القاهرة، وذلك بعدما رفض الأخير استخدام تقنية حكم المساعد بالفيديو “Var” في ركلتي جزاء ثار حولهما لغط كبير فيما بعد.
كما قام الكاف بإيقاف الجزائري مرة أخري خلال الأيام القليلة الماضية، بعدما تسبب عبيد في إحتساب ركلة جزاء غير صحيحة للنادي الأهلي في ذهاب الدور ربع النهائي من دوري الأبطال، وذلك بعدما عرض عدة زوايا لم توضح اللعبة، بينما كانت هناك زاوية تم عرضها خلال إستعداد عمرو السولية لتسديد الضربة، والتي أظهرت إرتطام الكرة في فخذ مدافع الراجا.
وأثارت هذه الوقائع العديد من التساؤلات لدي الجماهير الإفريقية، بعدما أثبتت الفساد المكتظ داخل أروقة الكاف، مما يجعل الكثير يفكر في تورط عدد من المسؤولين داخل الاتحاد الإفريقي في هذه الوقائع، لكن الأهم من ذلك كله هو تكرار الحوادث الأكثر وضوحًا، والتي لا
تحتاج لإثبات من رشاوى واتفاقات علنية للتلاعب بنتائج مباريات، والمحزن للغاية أن معظم الحالات من قارة إفريقيا.
نائب رئيس المريخ يفتح المجال للتكهنات
وظهر نائب رئيس المريخ السوداني في فيديو مسرب يقول فيه: “كان هناك إتفاق بيننا وبين الأهلي بالحصول على نقاط المباراة الثلاثة وأيضا حصولنا على محترفين من الأحمر..إلي جانب تعطيل الأهلي لصن داونز والهلال لنصعد معاً الي الثمانية…كل ذلك مقابل لعب مباراة المريخ في القاهرة”.
لتشتعل صفحات التواصل الاجتماعي بعد كلام نائب رئيس المريخ، وعدم تحرك مسؤلو الاتحاد الإفريقي تجاه ما جاء في الفيديو المسرب، من خلال تحقيق شفاف يبرز خلاله الكاف الحقيقة، وتوقيع أقصي العقوبات على المتورطين حال ثبت صحة كلام نائب المريخابي.
لجنة الحكام تحتاج لثورة حقيقية.
ويري العديد من متابعي كرة القدم الإفريقية أن لجنة الحكام داخل الاتحاد بها مشاكل كثيرة، والتي تسببت في أزمات كبيرة خلال مباريات عديدة، حيث قام الحكم جاني سيكازوي بأنهاء مباراة منتخب تونس ومالاوي ضمن منافسات دور المجموعات ببطولة كأس الأمم الإفريقية بالكاميرون الماضية في الدقيقة 85، قبل أن يعود لإستمرارها مرة اخري بعد إعتراض الجهاز الفني التونسي، لكنه اطلق صافرتة في الدقيقة 89، معلنا نهاية المباراة بشكل رسمي، مما خلق نوعا من القلق لدي الكثير من المتتخبات بشأن سوء التحكيم داخل القارة.
فيما شهدت مبارايات دور ربع نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية عددا من الحالات التحكيمية المثيرة للجدل، فقد غضب مسؤلو بيراميدز من حكم مباراة الفريق أمام مازيمبي البتسواني جوشوا بوندو، بعدما إنتقد إيهاب جلال المدير الفني لبيراميدز بوندو بسبب قراراته التحكيمية التي إعتبرها مدرب السماوي لصالح الفريق الكونغولي.
وهاجم الجهاز الفني للمصري البورسعيدي طاقم الحكام بقيادة الحكم صادق السالمي، والذي أدار لقاء فريقهم أمام نهضة بركان المغربي، حيث إعتدي اللاعبين والطاقم الإداري على الحكم التونسي بعد إنتهاء المباراة، وذلك بعدما رأي لاعبي الأخضر أن القرارات التحكيمية كانت لصالح الفريق المغربي، وتسببت في توديع الفريق لبطولة الكونفيدرالية الإفريقية، بعد الهزيمة بهدف نظيف، فيما كانت نتيجة الذهاب إنتهت بفوز المصري ب2/1، ليستفيد نهضة بركان بقاعدة الهدف بهدفين خارج الديار.
مطالبات بتدخل الفيفا لمحاسبة الفاسدين داخل الكاف
وتطالب الجماهير بضرورة تدخل الاتحاد الدولي لكرة القدم”الفيفا” للحد من إنتشار الفساد داخل أروقة الكاف، من خلال المراقبة الشديدة، والتحقيقات في الوقائع العديدة التي رصدتها الجهات الرقابية داخل الاتحاد الإفريقي.
بالإضافة إلى فرض أشد العقوبات على المتورطين من قبل المسؤولين بحرمانهم من ممارسة أي نشاط رياضي مدي الحياة بجانب محاكمتهم محاكمة عادلة، ليكونوا مثال لمن يرغب فى السير في طريق الفساد والفاسدين.
التعليقات مغلقة.