إن تاريخ مصر لا يمكن أن يتم حصره في مجلدات تجمع مجرد نجاحات وإنجازات وبعض إخفاقات لملوك أو حكام مصريين أو مصريين أجانب، فذلك التاريخ العظيم الحافل بالمجد يجب أن يوضع في محله أمام الأجيال ليتعلّموا كيفية صناعة المستقبل اللائق بذاك الماضي العريق من خلال بوابة الحاضر.
إن بعض المفاهيم الخاطئة التي تُردد عبر أوراق الكُتب وعلى لسان المؤرخين وعبر وسائل الثقافة المُختلفة بأن مصر كانت تعيش بعض الحقب في حالة من التخلف والجُبن والانحدار يجب أن يتم تصحيحها، بأن ذلك الوقت كان هناك على سبيل المثال في العصور الفرعونية ملوك رأوا أن المصريين لا يجب أن يكونوا هم الجيش واستعانوا ببعض المرتزقة لتكوين الجيش فكانت الحروب بين جيوش أجنبية غير مصرية وبالتالي لا يمكن نسب الهزيمة لمصر وإن كان لا يعفي ذلك هؤلاء الملوك من المسئولية.
هذا بالإضافة إلى أن فترات العصور الوسطى وفي حقب الدولة المملوكية والعثمانية وغيرها كان الحُكام وإن كانوا يحملون الجنسية المصرية بحكم انقضاء فترة إقامتهم على أرض المحروسة فهم في الآخر ليسوا مصريين خالصين مخلصين.
ولكن بالنظر والتدقيق في سطور التاريخ الذهبية لمصر، ستجد أن ما كان انتصارًا لمصر عبر هذا التاريخ الطويل إلا وكان بأيدي المصريين ذاتهم.
ومن بين هذه الانتصارات المصرية، انتصار مصر على بريطانيا العُظمى في معارك حرب 1807، تلك الحرب المجيدة التي لم تأخذ حقها في روايات التاريخ، ولم تنصر حق المصري الأصيل الذي صمد في وجه حملة “فريزر” وراح يسطر المجد، ويُذكر الأمم المتحدة بأنها كانت في يوم من الأيام تحت يد جيش مصر، ومن قبلها نقلت الملكة الفرعونية “سكوتا” التي قيل عنها على لسان بعض المؤرخينأنها ابنة إخناتون ونيفرتيتي وأرملة توت عنخ آمون، إلى أيرلندا عبر إسبانيا ومنها إلى أسكتلندا ثم إلى بريطانيا ناقلة هي ومن معها الحضارة المصرية إلى هناك.
إن حملة فريزر التي هاجمت مصر في هذه الآونة، كونها كانت تعلم أن مصر إمبراطورية كبرى، قد أعدّت جيشًا كبيرًا تكون من فرقتين من 25 سفينة عسكرية و7 آلاف جندي ليأتوا مغرورين ويخرجوا من أم الدنيا حاملين خيبات الهزيمة على أعناقهم بمئات القتلى والجرح
إن قوة الإيمان وسيادة الوطنية المصرية أعطت بريطانيا درسًا بعنوان “إهانة لا تُنسى” في معركة حماد بمركز رشيد في محافظة البحيرة، وانهزم الجيش البريطاني في 21 أبريل 1807 على يد المصريين الذين سجلوا انتصارا عظيمًا هو مصدر فخر لكل مصري لا نهاية له، فقد تصدوا لوابل من القنابل والمدفعية البريطانية التي حاولت فزع الأهالي ولكن عقيدة وعزيمة المصريين كانت أقوى منها رغم استشهاد الكثيرين، وكان الفشل الذريع للمملكة المتحدة وهزيمة ساحقة، والانتصار العظيم للمصريين في حرب عظيمة تحتاج إلى تسليط الأضواء عليها لتكن مصدر فخر لكل الأجيال المصرية.
التعليقات مغلقة.