اختتمت مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان أمس الثلاثاء 15 فبراير 2022 تنفيذ فعاليات مبادرة “الشباب والسلم والأمن” وذلك في إطار مشروع “بناة السلام في مصر: مناهضة خطاب الكراهية باسم الدين“، حيث اختصت المبادرة بالتركيز على دور الشباب في عمليات بناء السلام والحد من النزاعات والحروب، وايضاً مكافحة الإرهاب والتطرف وانخراطهم في المفاوضات السلمية بالأخص في مناطق الحروب والنزاعات.
وخلال المبادرة الذي شارك فيه عدد من الشباب تم تسليط الضوء على قرار مجلس الأمن الصادر برقم 2250 الخاص بإدماج الشباب وتعزيز دورهم في عمليات بناء السلام في العالم وبالأخص في مناطق الحروب والنزاعات بما فيها المناطق العربية، والذين أوصوا بضرورة الاهتمام بتفعيل أهداف أجندة الشباب والسلام والأمن في مصر.
وعلى هامش المبادرة وبمشاركة
الشباب المشاركين تم إصدار دراسة بعنوان “من القول إلى الفعل” أجندة الشباب والسلام والأمن وتطبيقها في المنطقة العربية…مصر نموذجاً” تحت اشراف الفريق البحثي لمؤسسة ماعت، تناولت الدراسة بالشرح والتحليل الركائز الخمس الخاصة بقرار مجلس الأمن 2250 لعام 2015 والقرارات اللاحقة له مثل القرار رقم 2419 لعام 2018 والقرار رقم 2535 لعام 2020، حيث شكل القرارات الثلاثة الإطار العام الحالي لأجندة الشباب والسلام والأمن، تضمنت الدراسة خارطة طريق تتضمن ثمانية أهداف تستند إلى أهداف الأجندة لتعزيز دور الشباب في بناء السلام.
وعلى هامش المبادرة أيضاً تم تنظيم ندوة الكترونية لمناقشة محاور الدراسة التي تم إطلاقها وتبادل الخبرات من خلال النقاشات المثمرة مع مجموعة من الخبراء والباحثين في قضايا الشباب والسلم في المنطقة العربية بهدف تحليل تطبيق الدول لبنود أجندة الشباب والسلام والأمن وتفعيل دور الشباب وإدماجهم في عمليات نشر وبناء السلام.
وخلال الندوة، أوضح عضو التحالف الدولي للشباب والسلام والأمن معن شمالية، الجهود المحلية والعالمية لإدماج الشباب في عمليات السلام، وأكد على أن هذه الجهود يجب أن تكون بطريقة تشاركية وتعاونية وليست تنافسية وذلك بهدف سد الفجوة الموجودة بين الشباب وصناع القرار والسياسات.
كما أكدت علا السقاف، ناشطة وخبيرة يمنية في عمليات بناء السلام على دور النساء في نشر السلم والامن، وعلى الرغم من تأكيد الأجندة على إدماج الشباب بشكل عام في المفاوضات السلمية الا ان الاجندة أغفلت مشاركة النساء في مفاوضات حل النزاعات.
من جانبها ناقشت قمر الموسوي، منسق مشروعات في مؤسسة أديان أهم التحديات التي تواجه الشباب وصناع السياسات وأصحاب المصلحة خلال المحاولات المبذولة لفتح مساحات آمنة للشباب المشاركة في عمليات السلام والامن، وأكدت أن أهم التحديات التي تم التركيز عليها هي التحديات المالية او الاقتصادية، وعدم تداول المعلومات أو الوعي الكافي للشباب بقضايا السلم والأمن؛ وذلك بجانب صعوبة التنقل والتواصل في بعض الأحيان بسبب النزاعات والحروب في العديد من المناطق العربية.
وبنهاية الندوة أكد علي محمد، الباحث بمؤسسة ماعت على ضرورة الأخذ في الاعتبار عدم الاكتفاء بنصوص مكتوبة وإصدار دراسات وتقارير فقط، بل يجب السعي للانتقال إلى أرض الواقع وأخذ خطوات فعالة تجاه الشباب، وفي السياق ذاته أكدت مونيكا مينا، مديرة البرامج والمشروعات بمؤسسة ماعت والتي أدارت الندوة على أن الشباب هم عنصر أساسي في المجتمع فلا يجب أن تغفل المجتمعات عن تعزيز مشاركتهم وإدماجهم في عمليات بناء السلام فبالرغم من وجود العديد من الجهود المحلية المبذولة في إطار تعزيز دور الشباب وتمكينهم إلا أنه حتى الآن لا يوجد أي سياسات او استراتيجيات واضحة تتبنى تفعيل أهداف أجندة الشباب والسلام والأمن بشكل مباشر.
وفي الختام أكد الخبير الحقوقي الدولي ورئيس مؤسسة ماعت أيمن عقيل علي اهمية أجندة الشباب والسلام والأمن باعتبارها آلية سلمية مبتكرة يجب ان يتم تداولها وتفعيل أهدافها لتمكين الشباب في المجتمع المصري للاندماج في عمليات نشر وبناء السلام ودعمهم لتنفيذ وابتكار آليات جديدة ايجابية وسلمية للحد من انتشار الحروب والنزاعات. كما دعا عقيل الدول العربية إلى تبني خطط عمل وطنية من أجل تنفيذ جدول أعمال الشباب والسلام والأمن.