قال فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم: “إن المتتبع للشخصية المصرية يجد أن لها سمات معينة أشار إليها الدكتور جمال حمدان فهي تمتاز بالطيبة والتدين وكذلك الوسطية والبناء والعلم وليس فيها هذا الجانب من التعقيد، وهي تنصهر فيها كل الحضارات وقد لا تتأثر كثيرُا إلا بما ينفعها وهي طارده لكل ما ينفعها، وهو ما يطمئنا.
وَأضاف في ندوته معرض القاهرة الدولي للكتاب أننا نحتاج أن نحافظ على الهوية المصرية لأن صمام الأمان هو في الحفاظ على الهوية المصرية، والأمم لا تتقدم إلا بالحفاظ على هويتها، وقد تعلمنا أن الهوية حقيقة الشيء التي تميزه أو تميز شخصيته عن غيره فمن الضروري ونحن نبحث هذا المعنى أن نغوص في الجذور والحقب التاريخية المختلفة حتى نعرف ما هي الحقيقة التي ميزت الشعب المصري عن سائر الشعوب.
وأوضح مفتي الجمهورية أن قضية الهوية والتمسك بها لا تعني الانغلاق على النفس، بل يجب أن ننفتح على الآخر مع الانضباط.
وأشار فضيلته إلى أن الإنسان المصري اعتمد علي مقومات الهوية منها العلم والإعمار والبناء، وإذا نظرنا إلى تاريخ مصر نجد أن حضارة الاهرامات والانشاءات المصرية القديمة التي حيرت العالم تقول ذلك بوضوح.
وفي الجانب القانوني والتشريعي لفت فضيلته إلى أنه في العصور الماضية نجد أن كل التنظيمات القانونية الموجودة حديثا لها نظيرها عند الفراعنة، وهو ما سطره الدكتور أحمد صدقي بعنوان القانون الجنائي عن الفراعنة، فنحن أمام شخصية مصرية متشحة بزي العلم منذ القدم.
من جانبه قال الإعلامي حمدي رزق الذي أدار الندوة أن هناك محاولات دائبة لاستلاب الريادة الدينية المصرية واختطاف الخطاب الديني المعتدل واستيراد خطاب مهجن لا يتوافق مع مجتمعاتنا.
وأضاف أن فضيلة المفتي كان له دور كبير في التأسيس لفقه الدولة الوطنية وتجديد الخطاب الإفتائي، وهو أمر مهم تجزيره في التربة المصرية لمواجهة ما تحاول به جماعات لجرف التيار الديني المعتدل إلى سياقات أخرى.
التعليقات مغلقة.