مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

أنور ابو الخير يكتب: المتسلقون أشد فتكًا من كورونا

1

 

قد يهمك ايضاً:

الربان وسام هركي : الشعب هو المتحكم و المراقب الأول و…

جزارة ابو عجوة تحارب الغلاء وتضرب رقم قياسي بسعر اللحمة…

لا تستغرب من هذا الزمن والذي ظهر فيه فيروس التافهة لاناس تافهين هم اشد فتكا من فيروس كورونا مما افسد حياة الناس دون مبررات ولا مقدمات فالجو العام يشجع على ذلك وإذا كانوا من هواة الشهرة وحب الظهور والسيطرة على المشهد فما عليك إلا أن تفتح لهم حسابا في أحد مواقع التواصل الاجتماعي الشهيرة والشائعة مثل التويتر والانستقرام ثم تملؤه بصورهم ومقاطع الاستهبال والاستخفاف والخروج عن الذوق العام
وفي غمضة عين ستجد آلاف بل وربما ملايين المتابعين لهم وقد تواجدوا في حسابك الغالبية العظمى منهم الشباب إضافة لضعاف العقول من الكبار ومن ترضي أذواقهم هذه التفاهات المطروحة من قبل مشاهير ونجوم الغفلة
ما يحدث حاليا تعدى الحدود الطبيعية إلى أن تحول لعملية سريعة جدا لصناعة التفاهة والتافهين والدفع بهم للساحة كنجوم سوبر ستار بدلا من العلماء والأدباء والشعراء والمثقفين الذين كانوا يوما ما قدوة للأجيال في حياتنا
بعض التافهين يحاولون أن ينغصوا حياة الناس سواء بما يثيرونه وبالتشكيك و التقليل من شأنهم ويلجأون في بعض الاحيان الى وسائل تعكس مدى رداءة تفكيرهم وطريقة حياتهم وسلوكهم في الاضرار بالاخرين او محاولة النيل منهم
او التهديد لهم في بعض الاحيان وهم يعرفون انهم اتفه من ان يؤثروا على غيرهم او يهددوا حياتهم او يشوشوا على تفكيرهم بأي حال من الاحوال لانعرف كيف قادنا الزمن للسباحة في بحيرة اللامبالاة
فلم تعد المبادئ هدفا ولا الأخلاق عنوانا إلامن رحم ربي والغريب أننا نمارس خداع النفس ونستهوي لعبة القط والفار في مشاهد كثيرة نكون مقتنعين بالخطأ ونجمله في إطار المصلحة تحت شعارات واهية
والأكثر غرابة أن البعض منا في هذه اللعبة المكشوفة أحيانا والمختبئة بعدة أوجه في بعض الأحيان يتلذذ بالسير خلف السراب كالمراهق الذي يعيش أحلام اليقظة فلا يخجلون التافهين وهم يمارسون هذا النوع من السلوك لانه جزء من حياتهم ومن تعود على شيء في الصغر فانه لايمكن ان يغيره في الكبر فما بالنا اذا كان هذا الانسان من الجهل والغباء والابتذال بحيث لايميز بين ما يضره وبين ما يضر غيره ومهما حاولنا ان ننصح هؤلاء بأن يعدلوا من تصرفاتهم ويخجلوا من انفسهم ويصححوا اسلوب تعاملهم مع غيرهم الا اننا لانستطيع ان نغير سلوكهم حتى وان حاولوا تبرير ذلك السلوك بأنه بدافع الحرص علينا والامل في الاقتراب منا
لكننا مع كل ذلك لانملك الا ان نكرر النصح لهؤلاء بأن عليهم ان يغيروا طريقة تفكيرهم وان يختاروا طريقا اقصر للوصول الى الاخرين الا وهو طريق الصدق مع النفس واحترام الذات وعدم التدخل في شؤون الاخرين والاقتناع بأن الله سبحانه وتعالى هو الذي بيده مقادير الأمور بين عباده وكذلك هو الذي يدخل المحبة في نفوسنا للاخرين اوالكراهية لغيرهم اوالنفور من سواهم وعلى الانسان العاقل ان يعرف كيف يصل الى الاخرين وكيف يكسبهم وكيف يحافظ عليهم وكيف يتقي في النهاية شرهم ومضايقاتهم وتفاهاتهم
و(انا لله وانا اليه راجعون)
أن ثقافة تحويل الحبة إلى قبة لم تنجح في الماضي ولن تنجح في الحاضر ولا المستقبل لأنها لعبة آنية يمل منها الجميع ولا ترقى أن تكون نموذجا له ثقله لا في حسابات المجموع ولاالفرادى وهي بصورة أدق لأولئك الذين يعانون النقص من أجل ذلك كله لا تصدقوا الذين يصفقون بحرارة لمنجز فهم أقرب للغة هين المستفيد والمنافق أما أولئك الذين يبتسمون فقط دون قهقهة لإنجاز الكايد فهم الواقعيون الذين لا يطيرون في العجة

وسلامة فهمكم

التعليقات مغلقة.