مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

أنور ابو الخير يكتب: أحسنوا الظن بالناس

4

 

تمضي بنا الأيام وتمرعلينا وجوه بإختلاف شخصياتها منها الإيجابي المؤثر ومنها السلبي نعجب ببعضهم وننفر من بعضهم أو يقع في حبهم من مثلهم ويخيم علينا شعور قاس يسمونه المشاعر مع من حولنا ونحن معهم في نفس المكان و الزمان لكن لسنا منهم
ونحن قوم نؤمن بقول الله تعالي

قد يهمك ايضاً:

أنور ابو الخير يكتب : توحش المصلحجية

الصحة النفسية ….الرهاب الاجتماعى …حلقة 39

(( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ))
هل تتخيلون النتائج المترتبة من وراء ردود أفعالكم على كلام نقل إليكم من طرف ما حول موضوع ما فعاجلتم بإطلاق أحكامكم وعقوباتكم دون أن تحاولوا التأكد ..أولاً .. من صحة ما نقل إليكم
ولكن في هذا العصر الحديث عصر النت والفيس بوك والاستجرام والصور على الفضائيات علي الفاضي والمليان
واصبح بعض الناس الانتقاد لديهم أسلوب حياة ويعتقدون فى مخيلتهم أنهم نقاد عظماء بل وأصبح الأمر بداخلهم يشبه الإدمان الذى بدونه يشعرون بأنهم مرهقين وينقصهم شيئا وأيضا لم يقتصر الأمر فقط على الانتقاد بل وصل بهم إلى أنهم أصبحوا أوصياء على المجتمع بكامله
يبحثون طيلة الوقت عن من ينتقدوه
حتى أنهم أصبح عندهم الانتقاد لاذعا وقاسيا بلا أى مبررات وبدا يستهدف الكبير والصغير فى مجتمعنا وكأنهم أوصياء على المجتمع على الرغم من أن هؤلاء إذا تطرقت إلى حياتهم وأفعالهم تجدهم يحتاجون لأقسى أنواع الانتقادات
هنا ربما سينتقدنى أحدهم قائلا أليس ما تكتبينه هنا هو أيضا انتقاد لهم
و وسط موج الحياة العاتي و زخم الشعور القاتل يأتي أحدهم و يصفك بالقسوة ضاربا عرض الحائط بكل ذكرى متجاهلا تاريخك ويصفك البعض باللا مبالة أو القسوة لردود أفعالك تجاههم و قد يحكم عليك البعض جزافا لكن الحقيقة تبقى خامدة
نعم أنتقدهم ولكن لا أعيبهم فى شىء مثلما يفعلون هم مع الآخرين فالنقد ليس هو انتقاد الاخلاق فلكل منا ما تربى عليه ولا العبادات فهى بين العبد وربه ولا حتى بالمظاهر فربما تجد شخصا بسيطا قلبه عامرا بالايمان اكثر من هؤلاء المنتقدون
وايضا يجب أن يتخلص هؤلاء من عقدة الأنتقاد أو على الاقل يتعلمون اصول الانتقاد حتى لا يصبح الامر مؤذيا للغير وقبل أن تتعلم اصول الانتقاد يجب عليك أن تعرف أن قبل أن تنتقد الاخرين يجب أن يكون ذات اهلية فالعاقل هو من يعرف قدره وقدر من ينتقده
لهذا فليس كل واحدا ايا من كان عليه أن ينتقد الاخرين وقتما شاء وان الانتقاد يجب أن يكون نقد بناء لتصحيح ما هو خاطئ وليس عليك اجبار الاخرين بالأخذ برأيك كفرض أو امر مسلم به عليهم
ومن اصول الانتقاد التزام الأدب فى انتقاد الاخرين فلا تسب ولا تسخر ولا تتهجم ولا ترفع صوتك أن لم يقبل الطرف الاخر انتقادك له
فالحرية الشخصية تجبرك أن تحترم حرية الاخرين فلا تقول ما ليس فيه كذبا وافتراء ولا تحكم عليه من زاوية واحدة بل اسمع له اولا أو واجهه ولكن أنتظر لتسمع ما سيرد به عليك دفاعا عن نفسه ربما كنت مخطئا ولا تعلم
لا تقلل من انجازات احد فالبعض ينتقد فقط للتقليل من إنجازات الآخرين
وهذا له اسباب عديدة ربما بدافع الغيرة
أو الكراهية أو العنصرية وغيرهم فلكل منهم دوافعه الشخصية فى انتقاد الاخرين فكن حياديا فى انتقادك وتعلم أن الانتقاد له ايجابيات وسلبيات ربما تدمر شخصا وأنت لا تعلم أو تكون السبب فى انهيار الآخرين بانتقادك اللاذع لهم
وربما ايضا لن تناسبك هذه النصائح إذا كنت من الأشخاص الذين ينتقدون لأنهم
لا يستطيعون العيش بدون انتقاد أما من يريد أن يتخلص من داء الانتقاد فليحاول أن يقرأ مقالى بعناية
فإن خطورة قبول الكلام على عواهنه كبيرة وأذى المؤمنين بغير ما اكتسبوا جريرة وأي جريرة
ولقد ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابة
((والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير مااكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإِثماً مبينأ))

اللهم اجعلنا ممن يسعى لتحقيق ثقافة التغيير في نفوس البشر وأعنا عليه اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تجعل النار مصيرنا واجعل الجنة هي مأوي لنا ومصيرنا
وأخيرا أتمنى أن لا أنال قسطا من الانتقاد على مقالى هذا من البعض

التعليقات مغلقة.