بقلم احمدمحمودسلام
إنه في يوم 12 أغسطس 2012 قرار من رئيس الجمهورية محمد مرسي بعزل المشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة الأسبق وكذا عزل الفريق سامي عنان رئيس الأركان وتعيينهما مستشارين لرئيس الجمهورية مع منحهما قلادة النيل.
إستتبع القرار صدور قرار آخر بتعيين اللواء عبد الفتاح السيسي مدير المخابرات الحربية والإستطلاع وزيرا للدفاع مع ترقيته إلي رتبة الفريق أول وتعيين اللواء صدقي صبحي قائد الجيش الثالث الميداني رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة مع ترقيته لرتبة الفريق .
قراءة تلك القرارات تباينت وقتها وخرجت عنها روايات مختلفة دون أن تخرج رواية رسمية وذاك هو المعهود دائما وقد كان المبتغي إحكام هيمنة جماعة الأخوان علي زمام الأمور بمصر وكان خيار التخلص من المشير طنطاوي والفريق عنان لأجل إظهار أن في مصر رئيس للجمهورية قائدا أعلي للقوات المسلحة له حق التغيير.
حديث الخديعة مؤكد بشأن العلم بقرار الإقالة سيما وقد كان المجلس الأعلي للقوات المسلحة منعقدا في هذا اليوم حتي الثانية ظهرا وقد أبلغ المشير طنطاوي والفريق عنان بالحضور لمقر رئاسة الجمهورية للقاء الرئيس نحو الثالثة عصرا ومعها اللواء محمود نصر المسئول عن الشئون المالية للقوات المسلحة وقد حضروا في الموعد للقاء الرئيس مرسي لينتظروا طويلا حتي صلاة العصر بينما اللواء عبد الفتاح السيسي مدير المخابرات الحربية في غرفة أخري ولا علم له بوجود المشير كما لاعلم للمشير بوجود اللواء السيسي الذي أدي اليمين امام رئيس الجمهورية وزيرا للدفاع يرتدي بزة عسكرية تحمل رتبة اللواء رغم ترقيته لرتبة الفريق أول!.
لقد كانت فصول إقالة المشير أبو غزالة وطريقة المباغتة التي تم إقصاؤه بها وزيرا للدفاع في عهد الرئيس مبارك حاضرة بقوة لتنفذ حرفيا مع المشير طنطاوي.
تلك هي الرواية شبه المؤكدة التي خرجت عن طريقة عزل المشير طنطاوي والفريق عنان وتصعيد اللواء السيسي وزيرا للدفاع. !
تشاء المقادير أن يكون اللواء عبد الفتاح السيسي هو رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة بعد ترقيته إلي رتبة الفريق أول ليلبي نداء الشعب المصري الثائر في 30 يونيو 2013 ضد نظام حكم الإخوان.
فارق المشير طنطاوي منصبه وفي معيته الفريق عنان الطامح في أن يخلفه وقد خاب مسعاه .
لأول مرة في تاريخ مصر الحديث يقال وزير الدفاع ورئيس الإركان ” معا” ليصعد اللواء عبد الفتاح السيسي وزيراللدفاع ثم رئيسا للجمهورية “لاحقاً” بعد ” إنتهاء”الفترة الإنتقالية التالية لثورة 30 يونيو 2013 بإنتخاب رئيس جديد للبلاد في مشاهد مثيرة تلاحقت بعد أحداث يوم “عاصف” ألا وهو يوم 12 أغسطس 2012
وتبقي الرواية الرسمية الموثقة لما حدث غائبة تماما كشأن أحداث كثيرة تلاحقت طوال تاريخ مصر الحديث .؟!
#أحمد_محمود_سلام
التعليقات مغلقة.