أحمد سلام يكتب ثلاثون عاما علي رحيل يوسف إدريس

بقلم احمدمحمودسلام

أتي زمان ليختفي أثر الصدق والمهنية في مواضع كثيرة تزامنا مع كثرة في الشخوص وندرة في الأثر .

الكثرة في الشخوص الندرة في الأثر جعلت مصر تبكي الأجمل وقد غيب الرحيل رموز الفكر والأدب ليأتي علي مصر زمان وقد كثرت الجراح وغاب أثر من يعبرون عن عذابات شعبها وقد صارت حرفة الكتابة لاتطعم ولاتسقي تزامنا مع بوار في عالم الصحافة حيث الإرتقاء لمن يجيدون الإنحناء والإقصاء لمن يكتبون بمداد من صدق في وطن يعاني جراء رواج الإفك والزيف والفكر الهدام في توقيت يراد فيه إعادة البناء بعد سنوات عجاف ملؤها الظلم والفساد والطغيان ولاتسل بعدها عن ثمر .

وجدتني أتذكره ليس لأنه رحل في أول أغسطس عام 1991 عن أربعة وستين عاما بل لأنعي زمانه وقد كان الأجمل في كل شيئ .
أكتب عن الطبيب الأديب الصحفي الثائر يوسف إدريس وقد شغر مقعده ضمن جيل رائع عبر بصدق عن مكنون وطن طوال المائة عام الأخيرة .

يوسف إدريس المولود في قرية البيروم بالشرقية في 18 مايو عام 1927 خريج طب القاهرة عام 1951 الطبيب الذي ترك الطب للعمل بالصحافة تزامنا مع موهبته الفذة في كتابة القصة القصيرة أثمرت عن أعمال الرائعة أرخص ليالي والنداهة والحرام والعتب علي النظر والحرام فضلا عن مسرحيات عُدت من علامات المسرح المصري .
هو عملاق لاتنساه مصر التي تفتقد قلمه المؤثر في أيام تشهد أحداثاً جسام تزامنا مع أقلام مرتعشة تخشي أن تغرد خارج السرب لتفقد بريق الكراسي .

كان ثائرا بحق كثيرا ماغرد خارج السرب في زمن عبد الناصر والسادات بل ومبارك وقد كان ضمن كوكبة رائعة تكتب في جريدة الأهرام في زمن التوهج وقد كان مقاله الأشهر من مفكرة يوسف إدريس محل تقدير من قراء الأهرام في زمن التوهج يوم أن كان بجريدة الأهرام دور بأكمله هو الدور السادس الشهير الذي خصصه محمد حسنين هيكل لعمالقة الفكر والأدب أمثال توفيق الحكيم ونجيب محفوظ ولويس عوض وغيرهم لأجل الكتابة للأهرام بعد توفير عائد مجز ومكان يليق بهم سيما وأن حرفة الكتابة لاتمنح مايقيم الأود..
في ذكري رحيله ال30 تفتقد مصر يوسف إدريس الكاتب المعبر عن مكنون النفس البشرية بمبضع الجراح الأريب.

يوسف أدريس الغائب الحاضر لاينسي وفي ذكراه كثر الحديث عن آلام مصر وغاب من يعبرون عنها ولأجل هذا يلوح في الخاطر بيت الشعر الأثير القائل : في الليلة الظلماء يٌفتقد البدر .
#أحمد_محمود_سلام