مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

رانيا عثمان تكتب نواة الغد وبناة المستقبل

13

 

قد يهمك ايضاً:

الصحة النفسية ….الرهاب الاجتماعى …حلقة 39

أحمد سلام يكتب يوم أن غاب السادات عن 25 إبريل

بقلم د. رانيا عثمان

منذ نعومة أظافرنا ونحن لدينا أهداف وطموحات في البداية كانت صغيرة لتتوافق مع حداثة عمرنا فمثلا أحلام الثمانينات كانت تتمثل في أن نكبر ونصل الي سنة 2000 التي كنا نسمع عنها قصص وروايات اننا هنطلع القمر والسيارة ستسير بعصير القصب بدلا من البنزين وغيرها من الشائعات كنا نجلس جميعا بالبيت بدون انترنت ولا قنوات فضائية كثيرة كان عندنا فقط القناة الاولي والثانية والتليفزيون يغلق الساعة 12 ثم تطورنا لتتوالي القنوات المحلية ليصبح عندنا 7 او 8 قنوات لا اتذكر كانت الحياة بسيطة وغير معقدة والعلاقات الإنسانية أقوي وأعمق حيث نقضي معظم الوقت مع بعضنا سواء في الأسرة او العائلة او قعدة الأصحاب كانت الحياة بها دفء جميل وممتع وترابط أسري وها قد وصلنا الي سنة 2000 وتجاوزناها بأكثر من عشرون عاما ووصلنا الي عام 2021 حيث التطور التكنولوجي بالتليفزيون الذي تستطيع مشاهدة ألاف القنوات المحلية والعربية والدولية بضغطة زر واحدة علي الريموت كنترول و الإنترنت الذي جعل العالم كله كقرية صغيرة بحيث تعرف الاخبار العالمية وأنت في مكانك وتشاهد من خلال تليفونك كل ما تتمني من كتب ووصفات وأكلات ومعلومات و دراسة اون لاين متاحة لكل المراحل العمرية التي أعتبرها انا شخصيا إنجاز كبير حدث في تاريخ البشرية وفر علينا الكثير من الوقت والمجهود ولكن بعد كل ما وصلنا إليه من التكنولوجيا أين نحن وأين أحساسنا ببعض وأين علاقاتنا الإنسانية و أين ترابطنا الاسري أصبحنا أفراد عائلة واحدة وكل انسان يجلس علي هاتفه المحمول مع نفسه أصبح هناك ترابط بين الإنسان وتليفونه أكثر من اهله أصبحنا في عزلة أنفرادية منزلية أختيارية لا نتجمع مع بعض إلا وقت الطعام وفي أحيانا كثيرة كل واحد يأكل بمفرده علينا الإهتمام أكثر بأولادنا لأنهم نواه المستقبل وبناة الوطن غدا وهم الدوافع الأساسية في عجلة التنمية لا تحرموهم من التكنولوجيا ولكن في ظل رقابة صارمة وتحديد أختياراتهم التي تناسب مراحلهم العمرية ليعيشون حياة تناسبهم ولا يقلدون فيها غيرهم من فتيات وشباب التيك توك والتطبيقات الاخري التي تهدم شبابنا و أطفالنا حيث يزرعون فيهم عدم الوعي واللامبالاة والعيش بدون هدف لذا اوصيكم ونفسي بأولادنا وشبابنا اجعلوهم همكم الأول و رعايتكم و عنايتكم ويأتي بعدهم اي هدف آخر في الحياة تسعون اليه فما جدوي المال والمناصب بعد ضياعهم وعدم بنائهم ونشأتهم علي الدين والعادات والتقاليد المجتمعية الصائبة

التعليقات مغلقة.