مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

أحمد غزالة يكتب العملات النقدية في عهد (الرسول صلى الله عليه وسلم )

9

بقلم أحمد غزالة
أصدقائي القراء ، أتناول معكم في هذا المقال تاريخ العملات النقدية منذ السنة الأولى لهجرة الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ فمن الصعب أن نتجاهل العملات النقدية وتاريخها عند الحديث عن أي اقتصاد ولو كان في بدايته ، ومن هنا أردت إلقاء الضوء على هذا الموضوع ، في محاولة متواضعة لتقديم كل جديد للقارىء ، وكعادتي دائماً مع أصدقائى القراء لا أحاول الإبحار في تفاصيل اقتصادية دقيقة وذلك احتراماً للقارىء غير المتخصص في الشأن الاقتصادي وحتى يكون من السهوله عليه التفاعل مع الكاتب في موضوعه ، فنجد أنه عند هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وبدأ فيها تأسيس المجتمع الإسلامي بصورته المتكاملة ، فـبــنـى مسجد المدينة ، وآخى بين المهاجرين والأنصار ، وأسس دستور المدينة المنورة ، ومن هنا بدأت تـتضح معالم المجتمع الإسلامي ، ولا يمكن لمجتمع أن يسير نحو بنائه المتكامل دون اقتصاد وعُملات نقدية يقوم عليها هذا الاقتصاد ، ومن هنا وبعد هجرة الرسول كان النظام النقدي الموجود في المدينة وفي شبه الجزيرة العربية بأكملها يقوم على الدينار الذهبي ، والدرهم الفضي كعُملات رئيسية للمجتمع آنذاك ، والدينار الذهبي كان ديناراً بيزنطي مرجعه إلى الدولة البيزنطية ، بينما كان الدرهم الفضي فارسي ومرجعه إلى الدولة الفارسية ، وكانت هذه العُملات تحمل إشارات ورموز غير إسلامية ، وبالرغم من ذلك أقر النبي صلى الله عليه وسلم التعامل بهذه العُملات كعملات رسمية داخل المجتمع الإسلامي رغم حملها إشارات غير إسلامية وكان لذلك دوافعه : وهي أن نوع النقد السائد آنذاك كان ذات طبيعة معدنية ، وإصدار هذه النقود المعدنية كان يحتاج لمعدن تـُــســك منه النقود ، كما كان يحتاج أيضاً لخبرة فنية للقيام بسك العملات وإصدارها ، وهذا الأمر لم يكن متوفر للمجتمع المسلم في بداية تكوينه في المدينة المنورة بعد الهجرة ، وبعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وبداية عهد الخلفاء الراشدين وعندما تولى أبوبكر الصديق زمام الأمور داخل المجتمع المسلم استمر حال العُملات النقدية في ذلك الوقت كما كان في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهو سيادة الدينار الذهبي البيزنطي والدرهم الفضي الفارسي كعُملات رسمية في ذلك الوقت ، ومن هنا يمكن أن نقول أن عصر الرسول صلى الله عليه وسلم ،وعصر أول الخلفاء الراشدين أبوبكر الصديق كان وحدة واحدة من ناحية تاريخ النقود في الإسلام لتلك الحقبة الزمنية ، ولكن هل استمر الوضع النقدي داخل المجتمع الإسلامي مع باقي الخلفاء الراشدين بعد ذلك على هذا الوضع الاقتصادي أم تغيرت الأمور قليلاً ؟ هذا ما سنتعرف عليه في المقال القادم إن شاء الله

التعليقات مغلقة.