كتب – أشرف الحداد:
طالبت أُسرة المُوسيقار الكبير الراحل محمد الموجى، بإطلاق اسمه على شارع فى مسقط رأسه بمركز بيلا، بمحافظة كفر الشيخ، تكريماً له، باعتباره أحد أقطاب المُوسيقى الشرقية، وصاحب مدرسة مُميزة فى الغناء والطرب، وذلك بالتزامن مع حلول الذكرى السنوية الـ26 لرحيله.
وأكد أحمد مجدى، أحد أقارب المُوسيقار الراحل، فى تصريحات صحفية، أن مُجدد الموسيقى وفارس النغم محمد الموجى تم تكريمه فى جميع المحافل الدولية ولكنه لم يُكرم من محافظة كفر الشيخ التى نشأ وتربى بها، لافتاً أن الراحل وُلد فى قرية “حازق” التابعة لمركز بيلا، وانتقل وهو طفل صغير مع أُسرته إلى أحد الأحياء بمدينة بيلا، وأقام بها لظروف عمل والده، الذى كان يعمل فى إحدى المصالح الحكومية بالمدينة فى ذلك الوقت، حيث قضى بها فترة كبيرة من حياته.
وأوضح “مجدى”، أن المُوسيقار الراحل كان حريصاً على زيارة أهله بصفة مُستمرة فى مركز ومدينة بيلا، كما كان يتواصل معهم، ولا يترك أى مُناسبة إلا ويحضر للمُشاركة بها، مُطالباً اللواء جمال نور الدين، محافظ كفر الشيخ، بإطلاق اسم المُوسيقار الراحل محمد الموجى على شارع فى مسقط رأسه ببيلا، كونه أحد العُظماء الذين أنجبتهم محافظة كفر الشيخ، وتتويجاً لدوره فى إثراء الحركة الفنية بأعماله المُوسيقية الخالدة فى السينما، والمسرح، والتليفزيون، وغيرها.
وتحل اليوم الخميس، الذكرى الـ26 على رحيل مُجدد المُوسيقى وفارس النغم المُوسيقار الكبير محمد الموجى، الذى وافته المنية فى 1 يوليو من عام 1995م، عن عُمر يُناهز الـ72 عاماً.
وُلد محمد أمين محمد الموجى، بقرية “حازق”، التابعة لمركز بيلا، بمحافظة كفر الشيخ، فى 4 مارس من عام 1923م، وحصل على دبلوم الزراعة عام 1944م، وعمل فى عدة وظائف، ثم ظهرت ميوله إلى الغناء، ثم اتجه إلى التلحين، وكانت أول أغنياته “صافيني مرة”، التى غناها العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، ولحن له ما يقرب من 54 أغنية عاطفية، ووطنية، ودينية.
التقى “الموجى” مع كوكب الشرق أم كلثوم فى عدد من الأغانى أشهرها “للصبر حدود” عام 1963م، و”اسأل روحك” عام 1970م، وكلاهما من تأليف عبد الوهاب محمد، و”حانة الأقدار”، و”أوقدوا الشموس” وكلاهما من تأليف طاهر أبو فاشا، أما باقى الأغانى فهى أغانٍ وطنية مثل “يا صوت بلدنا”، و”ياسلام ع الأمة”، وكلاهما من تأليف عبد الفتاح مصطفى، و”أنشودة الجلاء” لأحمد رامى، و”محلاك يا مصرى” لصلاح جاهين.
كما التقى “الموجى” مع فايزة أحمد فى عدد من الأغانى التى حقق بعضها شهرة واسعة، مثل “أنا قلبى إليك ميّال”، و”ياما القمر ع الباب”، وكان أول لقاء فنى بين “الموجى” و”وردة” كان من خلال أغنية “ياقلبى يا عصفور”، و”أمل الليالى” التى كتب كلماتها على مهدى وغنتها وردة فى فيلم “أميرة العرب”، وبعدها تتالت اللقاءات والأعمال.
ولحّن “الموجى” العديد من الأغانى الأخرى لمُطربين آخرين مثل: شادية، ومحرم فؤاد، وصباح، وعزيزة جلال، وعفاف راضى، ونجاة الصغيرة، ومحمد قنديل، وكمال حسنى، بالإضافة إلى ميادة الحناوى، وطلال مداح، وابتسام لطفى، وماهر العطار، وسميرة سعيد، وعلى الحجار، وآخرين.
كما قدم “الموجى” العديد من الألحان للاسكتشات الغنائية والفوزاير، فلحن لشريهان سلسلة فوازير “ألف ليلة وليلة”، واسكتش “الراجل ده هيجننى” للثنائى صباح وفؤاد المهندس، وترك بصمته أيضاً فى عدد من المسلسلات التليفزيونية، ومنها:”الكعبة المشرفة”، و”ابن الليل”.
وعلى الصعيد المسرحى، شاركت ألحان “الموجى” فى عدد من المسرحيات منها: “الخديوى”، و”طبيخ الملايكة”، و”ممنوع يا كراون”، و”دنيا البيانولا”، فضلاً عن تلحين عدد من الأغنيات لكثير من المطربين فى أفلامهم، وصنع الموسيقى التصويرية لعدة أفلام منها: “الراقصة والطبال”، و”العصابة”.
حصل “الموجى” على الميدالية البرونزية من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عام 1965م، وعلى “وسام العلم ووسام الاستحقاق” من الرئيس الراحل محمد أنور السادات عام 1976م، وفى عام 1985م حصل على شهادات تقدير من الرئيس الراحل محمد حسنى مبارك، كما حصل على أوسمة ونياشين من أغلب ملوك ورؤساء الدول العربية.
رحل “الموجى” فى مثل هذا اليوم المُوافق 1 يوليو من عام 1995م، عن عُمر ناهز 72 عاماً، ودُفن بالقاهرة، بعد أن ترك تراثاً قيماً من الألحان العربية الأصيلة والمُجددة فى نفس الوقت.
التعليقات مغلقة.