حامد شبارة يكتب: التجارة الإلكترونية والمستقبل

من خلال قرأتي للسوق في العام الحالي 2021، اكتشفت أن حجم التجارة الإلكترونية في مصر تنامى بشكل كبير، وصار يشكل ما بين 25 و30 في المائة من حجم التجارة في البلاد، وعليه فإن التجارة الإلكترونية هي النسخة المستقبلية للتجارة في شكلها الحالي، ومع انحسار فيروس كورونا المستجد وفتح الأسواق في معظم دول العالم، مع وجود تداعيات قد تستمر لعامين على الأقل، فبالتالي فإن مبيعات التجارة الإلكترونية حتى لو انخفضت فلن تقل عن 60 في المائة من حجم المبيعات في الفترة الأخيرة، ولم يعد هناك مجال للحديث عن نجاح أو فشل التجارة أو التسوق الإلكتروني.

لم يغفل على أحد أن هناك نموا ملحوظا بالتجارة الإلكترونية، والتي من الممكن أن تصل لمستويات تقارب 65 في المائة خلال 2021، وفي إحدى مؤتمرات الرئيس عبد الفتاح السيسي للشباب، أفصح عن مشروع مصر العملاق في رقمنة المؤسسات العاملة في الدولة، لذلك نتوقع من الحكومة إقرار قانون التجارة الإلكترونية سريعا، ودمج السوق الرسمية وغير الرسمية، مع ضرورة تطوير الاستراتيجية الوطنية للتجارة الإلكترونية لتفادي مخاطر الاقتصاد الأسود.

ومن خلال عملي في تجارة المواد الغذائية من خلال HSICG Capital، وغزو الأسواق الإفريقية من خلال مصر، تبين أن هناك خلل كبير وشريحة كبيرة من المصانع تعمل بدون شهادة سلامة الغذاء المطابقة للمواصفات المصرية القياسية وهذا يشكل عائق في زيادة الصادرات المصرية وتقليل الواردات، بالإضافة إلى المزايا المهمة للتجارة الإلكترونية والتي يأتي على رأسها استخدام الهاتف وقدرة تلك النوعية من التجارة على تحريك السوق وتزويد معدل التبادل التجاري، وتزويد النشاط التجاري في السوق المصرية ينعكس بشكل إيجابي على زيادة معدل النمو الاقتصادي.

لذا يجب على الحكومة تقنين العمل الالكتروني ليدخل ضمن الاقتصاد الأساسي لمصر بتفعيل انشاء شركة الكترونيه من خلال موقع الكتروني مصدق من خلال وزارة التجارة والصناعة ووزارة الاتصالات وربط هذا الحجم الهائل من التجارة بالشبكة القومية المصرية للدفع بقاطرة الاقتصاد المصري الحر ودعم توجهات الدولة المصرية في رؤية المستقبل وتحقيق اهداف التنمية المستدامة.

وبحسب البيانات التي نشرتها الجمعية المصرية لشباب الأعمال، فيذكر أنه من يقومون بالشراء عبر الإنترنت يمثلون 8 في المائة فقط من إجمالي عدد مستخدمي الإنترنت والذي يتجاوز 48 مليون شخص، إلا أن تفشى «كورونا» دفع الملايين للاتجاه نحو التسوق عبر الإنترنت، حيث تتوقع الدراسة زيادة حجم التجارة الإلكترونية بنسبة 50 في المائة على الأقل خلال الفترة المقبلة، بالإضافة إلى أن التخفيضات والعروض الكبيرة التي تقدمها مواقع التجارة الإلكترونية هي التي تجذب المستهلكين للشراء، ولكن في الوقت الحالي فإن فواتير الشراء تضم أكثر من سلعة بعيداً عن العروض والتخفيضات، فيما تسببت أزمة كورونا في تغيرات بمجالات البيع عبر مواقع التجارة الإلكترونية، حيث ارتفعت مبيعات الأقنعة بمعدل 590 في المائة، والمطهرات اليدوية بمعدل 420 في المائة، والقفازات بنسبة 151 في المائة.

وأخيراً مبيعات الصابون زادت بنسبة 33 في المائة وأيضا خلال ما نقدمه في HSICG Capital من تحليل الاسواق فأن السحب على المواد الغذائية الصحية ارتفع بنسبه 32 في المائة في محافظات الوجه البحري لمصر ومحافظات الدلتا وانتعش سوق المطهرات في الوجه القبلي في محافظات الصعيد بنسبة تجاوزت 45 في المائة عن المعدل الطبيعي.