مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

أحمد غزالة يكتب الـرد على المستشرق الألماني جولد زيهر في افتراءاته على القرآن

4

بقلم أحمد غزالة
القارىء الكريم وبعيداً عن الجانب الاقتصادي قليلاً ، ولأن رمضان هو شهر القرآن فكان لزاماً علينا أن يكون لقرآننا الكريم نصيباً من الكتابة وخاصةً في الدفاع عنه ضد أعداء الإسلام ، فعند دراستي للاستشراق والبحث في تاريخ نشأته وأهدافه فوجدت أن تاريخ المستشرقين مع العداء للإسلام طويل ، فحاولوا التشكيك في أصوله وثوابته ،ومن هنا كان لديّ الدافع القوي لإلقاء الضوء على هذا الموضوع ، ومن أهم الثوابت الإسلامية التى نالت محاولات تشويه من المستشرقين هو القرآن الكريم ، وكان من أخطر المستشرقين الذي وقـفت عنده قليلا هو المستشرق الألماني جولد زيهر وذلك لأنه كان من أكثر المستشرقين اهتماماً بالتشكيك في القرآن والإساءة إليه محاولاً توجيه سمومه الفكريه نحوه ، وذلك لما يُكنه من الحقد والضغينة والبغض للإسلام ، فادعى زيهر بشرية القرآن وأن هذا القرآن ليس من عند الله وإنما هو قرآنٌ بشري جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من عنده ، وحقيقةً هذا الافتراء والادعاء الكاذب لم يكن هو الأول من نوعه الذي يتعرض له القرآن فقد تعرض له القرآن والنبي محمد صلى الله عليه وسلم قديماً في بداية الدعوة الإسلامية من المشركين في قريش عندما افتروا كذباً على القرآن بأنه قرآنٌ محمديُ وليس إلهيُ من عند الله ، إلا أن هذه الافتراءات الكاذبة يمكن أن نواجهها بنصوص القرآن نفسها ، والتي تثبت كذب هذه الافتراءات ، ومن هنا أقول لجولد زيهر ورفاقه من المستشرقين إن ادعائكم بأن هذا القرآن من عند محمد صلى الله عليه وسلم يُكذب نفسه بنفسه وسأقدم لكم بعض الأدلة من نصوص القرآن وهي :1- صيغة الأمر ” قل ” والتي تكررت في القرآن أكثر من ثلاثمائة مرة ، تحمل أوامر خاصة بأصول العقيدة ، وأوامر خاصة بأحكام الشريعة ، وأحياناً للرد على التساؤلات التي كانت توجه للرسول صلى الله عليه وسلم من المؤمنين ، وجاءت أحياناً لتوجيه الأوامر للرسول نفسه بأن يتبع ما يوحى إليه وأنه لا يعلم الغيب لأنه لا يعلم الغيب إلا الله ، ومن هنا أقول لزيهر كيف يكون القرآن من عند محمد صلى الله عليه وسلم وهو يحمل هذه الأوامر التي تدل دلالة صريحة على أن الآمر ليس الرسول وإنما تلقى هذه الأوامر من قوة أعلى منه هي التي توجهه ؟! وهذا دليل واضح على أن القرآن ليس من كلام النبي وإنما موحى إليه به
2- من الأدله أيضاً التى يمكننا مواجهة هذا المستشرق المتعجرف بها ما جاء في سورة النور الآية الرابعة من حكم قذف المحصنات بدون بينة وهي أربع شهود عدول ، فعند نزول هذه الآيه فهم الصحابة أنها تفيد العموم أى أنها تطبق في جميع الأحوال حتى فى علاقة الأزواج عندما يتهم الزوج زوجته بالفحشاء أو ينكر ولده منها بدون أن يقدم الدليل ، وفي ذلك الوقت وقعت حادثة بين الأزواج تستوجب عقوبة القذف وذلك عندما اتهم هلال بن أمية زوجته ولم يقدم البينة ، فهم النبيُ صلى الله عليه وسلم بتطبيق حد القذف إلا أن نزل قول الله عز وجل في الآيات من 5-9 في سورة النور بحكم اللعان وهو خاص باتهام الزوج لزوجته بالفحشاء ولم يأت بأربع شهداء فله حكم آخر جاءت به الآيات ، ومن هنا لم يجلد النبي هلال بن أمية ، والسؤال الآن لجولد زيهر ورفاقه من المستشرقين كيف يكون القرآن من عند محمد صلى الله عليه وسلم وهو لم يكن يعلم حكم اللعان لولا نزول هذه الآيات ؟ ! وهذا دليل صريح على أن القرآن ليس من عند النبي وإنما موحى إليه به
3- بعض الوقائع جاءت في القرآن بحكم مخالف لاجتهاد الرسول صلى الله عليه وسلم فيها قبل نزول الوحي ، ثم ينزل القرآن بعد ذلك ليبين للنبي أن اجتهاده لم يوافق ما أراده الله عز وجل ، وذلك مثل موقف النبي من أسارى بدر عندما أشار عليه بعض الصحابه بقبول الفداء منهم ووافق النبي على مشورته ثم نزل بعد ذلك القرآن الكريم في سورة الأنفال الآيه 67 وما بعدها بحكم مخالف لاجتهاد النبي ، ومن هنا أقول لزيهر ورفاقه كيف يكون القرآن من عند النبي وقد تغير موقفه من الأسرى بعد نزول القرآن ؟ ! فهذا دليل صريح أيضاً على أن القرآن ليس من عند النبي وإنما موحى إليه به
4- الآيات التي تحمل العتاب للنبي صلى الله عليه وسلم في مواضع كثيرة كما جاء في سورة عبس حول موقفه من عبدالله أم مكتوم الذي عاتبه الله عليه ، وكذلك في تحريمه العسل على نفسه ليبتغي مرضات زوجاته ، وكذلك عندما عاتبه القرآن في سورة التوبة عن إذنه لبعض المنافقين بالتخلف عن الخروج للجهاد في غزوة تبوك ، ومن العتاب أيضاً الذي بلغ مبلغاُ يستحيل معه أن يكون صادراً من الإنسان لنفسه ما جاء في سورة الأحزاب من عتابه له في قصة زواجه من زينب بنت جحش بقوله تعالى ( وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ) وهذه الآية تقول عنها السيدة عائشة رضي الله عنها لو كتم النبيُ شيئاً من القرآن لكتمها ، وذلك لأن هذه الآية تحمل عتاباً يكشف من دخيلة الإنسان ما لا يحب أن يعرفه الناس ومن هنا نقول للمستشرق المتعجرف جولد زيهر كيف يكون القرآن من عند النبي صلى الله عليه وسلم وهو يوجه له هذا العتاب ؟ !
5- حادثة الإفك تعد من أكبر الأدله التي نواجه بها المستشرقين الذين ادعوا محمدية القرآن لأنها من أكثر النوازل التي سببت حرجاً للنبي محمد صلى الله عليه وسلم وذلك عندما ادعى المنافقين وكبيرهم عبدالله بن أبى سلول كذباً وافتراءً على السيدة عائشة وخاضوا في شرفها ، فما كان من النبي إلا الصبر على هذا الأذى حتى برأها الله في القرآن مع ما كان يصيبه من حزن وألم من جراء ذلك لأنه كان خوض فى شرف وعرض أهله ، وكانت الفترة الزمنية منذ الإفتراء على السيدة عائشة وحتى تبرأتها شهراً ، فلو كان القرآن من عند محمد صلى الله عليه وسلم لكان تبرأتها يكون بعد الواقعة مباشرةً ، ولكن هذا دليل قاطع نواجه به المستشرقين على أن النبي محمد صلى الله وعليه وسلم عبد الله ورسوله يوحى إليه من عند الله بالقرآن . 6- ومن الأدلة التي تمثل إعجازاً للقرآن في كل ادعاءات بشرية القرآن سواء من قبل المستشرقين أو المشركين من قبلهم ، ما ورد في القرآن من أخبار الأمم الماضية التى لم يكن الرسول وأصحابه على علم بها فهي كانت أمم بعيدة عنهم ، وقد حكى القرآن عنها بتفصيل دقيق وعجيب فكيف يكون هذا من عند الرسول ؟!
, ولا تتوقف جوانب الإعجاز في القرآن على هذه الأدلة فللإعجاز في القرآن للرد على المستشرقين وغيرهم جوانب متعددة ومتشعبة لإثبات أن القرأن من عند الله وأن الرسول عبد الله ورسوله موحى إليه بهذا القرآن ، ولكن لا يتسع المقام لها الآن ، وإلى اللقاء مع القارىء الكريم في كتابات لاحقة إن شاء الله

التعليقات مغلقة.